سورية الآن
موقع الأسبوع
http://www.syriaalaan.com/
موقع حزب العمل الشيوعي في سورية
كم من آلاف السنين مضت منذ أن حلم الإنسان ,لأول مرة, بالحــرية ؟
كم من الزمن مضى منذ أن حلم البشر بالتحرير من عبودية الحاجة لأسـاسيات الحياة ومن عبودية من يتحكمون بتلون الأساسيات؟
كم من ملايين البشر تمردوا على أفكار سائدة في زمانهم ليفتحوا نوافذ جديدة لأنوار المعرفة, ولأنسام الحياة المتجددة… فسجنوا أو قتلوا وأحرقوا .. وربما مع كل أقربائهم وأهلهم وأحبائهم؟
كم من الطغاة مرّ على التاريخ البشري في كل بؤرة من بقاع الأرض,شحذوا السيوف وأقاموا السجون وزرعوا المرارة والحزن والموت في حياة شعوبهم؟
ورغم كل.. هذا, لم يتوقف الإنسان عن الحلم بالحرية والتعلق بها… لم يتوقف عن السعي نحو الحياة الكريمة.. لم يتوقف عن التمرد على الطغيان والقهر بكل أشكاله وأسمائه.. رغم أن محاولاته الفاشلة أكثر بكثير جداً من تلك الناجحة، ولم تنقطع أبداً سلالة المفكرين والمثقفين الذين أجهدوا أذهانهم وعيونهم وأجسادهم بحثاً عن معرفة أكثر صواباً وعن مقاربات جديدة لقضايا مطروحة لم تجد لها حلاً في المقاربات المعهودة، وكثيرون منهم أزهقوا أرواحهم وسنوات عمرهم تمسكاً بحقهم في تفكير جديد ورأي جديد، وفي نشر قناعاتهم التي يرونها صائبة بين إخوانهم البشر؟؟؟
إلى ذلك الحلم الذي لم ينقطع في تاريخ البشرية…. ولم يتحقق منه حتى اليوم إلا القليل … إلى حلم الحرية .. تنتمي أحلامنا.
والى تلك السلالة التي ترى أن الحياة مع الحرية والكرامة (بأوسـع معانيها ) رائعة إلى درجة تستحق مواجهة الموت من أجل الظفر بها ـ إذا لزم الأمر ـ وأنها مع العبودية والقهر والاستلاب (بأوسع معانيها أيضاً ) .. ذليلة وبشعة ومهينة إلى درجة تستحق الثورة عليها, ولو كان ثمن تلك الثورة السجن والتشرد الحرمان والموت.. ننتمـــي ..
ومن أولئك المدركين لقيمة العقل والتنوير و المعرفة, ودورها المفتاحي في الارتقاء بحياة الإنسان, وفي مواجهة ثقافة الاستلاب والخنوع وامتهان الإنسان وعبوديته للمال والقوة الغاشمة /المادية والمعنوية/ .. نريد أن نكـون.
يطمح هذا الموقع لأن يكون منبراً جاداً للتفكير الحر والمسؤول في شتى حقول الفكر والواقع السياسي- الاقتصادي – الاجتماعي في سورية وبلاد الشام والبلاد العربية عموماً.
لا شروط للنشر فيه إلا شرط مسؤولية الفكر وجديته، وآداب الخطاب، وهو لا يقبل النقد فحسب وإنما يطلبه أيضاً,لمحاسبته وتصويب توجهاته وممارسته وفق المعايير المذكورة.
ومن قضايا النظرية العامة, إلى الهموم والقضايا الإنسانية الثقافية والعملية, إلى إشكالية النهضة العربية, إلى المسألة القومية والمسألة الوطنية والمسألة الاجتماعية/ الطبقية, إلى قضية القضايا: الحرّية , ولا سيما الحريات السياسية, إلى قضية الدين والطائفية الخ… تطول قائمة القضايا التي تتطلب مراجعة ودراسة ونقداً وإبداعاً والتي يرحب الموقع بكل مساهمة فيها, أو حتى المحاولة لمقاربتها بجدية ومسؤولية.
منذ أكثر من ثلاثين عاماً,انطلقت تجربة حزب العمل الشيوعي في سوريا (رابطة العمل سابقاً) الذي يرعى هذا الموقع ويدعمه وسيكرس الموقع جهداً خاصاً للتعريف بها, تاريخاً وفكراً أو ممارسة سياسية وتنظيمية, ولنقدها وإعادة إنتاجها من جديد, كما للتجربة السياسية السورية المعاصرة, ولا سيما الماركسية منها بكل تلاوينها, بهدف تمهيد الأرض لولادة حركة يسارية من طراز جديد, تكون استمراراً وتجاوزاً لتجارب ووعي الطليعة الماركسية السورية، كما نأمل، ويغذي أملنا هذا واقع تفاهم وتكاتف مجموعات من القوى والمناضلين الماركسيين السوريين, من مختلف المشارب التاريخية لتكوين “تجمع اليسار الماركسي” في سورية, في تجاوز ملموس للكثير من نواحي القصور, والأمراض المزمنة التي عانت منها حركاتهم وأحزابهم التي ناضلوا في أطرها ” وأسوأ تلك الأمراض,النزعة الإقصائية وروح التفرد ومزاعم احتكار الحقيقية وغياب الديموقراطية الداخلية” كما يغذيها واقع عالمي بدأت ملامحه تتكشف في الأعوام الأخيرة , حيث تصطدم مطامح الامبريالية الأمريكية الضاربة للتفرد بقيادة العالم ومصائر الشعوب بجدران واقع عنيد مقاوم, يفاجئها بانتصار قوى اليسار في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية وبقدر من الفشل لا يستهان به لمحاولاتها إعادة صوغ البلدان وثقافات الشعوب وفق ما تراه مناسباً لها في آسيا في شرقنا العربي.
إن آلاف الشيوعيين السوريين المحبطين من سياسات قياداتهم وممارساتها, والمترقبين أو الباحثين عن منبر لهم وصـوت, وبصرف النظر عن خلفياتهم التنظيمية الحالية أو السابقة, سيجدون في هذا الموقع ترحيباً صادقاً بجهودهم وتساؤلاتهم ونتاجاتهم الفكرية والسياسية, وتربة خصبة لزرع بذور التجديد والأمل في مستقبل الشعب ومستقبل النضال الاجتماعي والسياسي لبلادنا وشعبنا.
وسيخصص الموقع جهداً خاصاً لوعي الواقع السوري والعربي الراهن, وخلق إطار وأداة للحوار المباشر وغير المباشر بين كل المعنيين به, بصرف النظر عن الإيديولوجيات والانتماءات الحزبية, فالوطن لكل أبنائه، وتعاون وتكامل كل الجهود وكل العقول ضرورة لازمة للتقدم على طريق بناء وطن ومجتمع أجمل وأقوى وأكثر إنسانية ورقياً.
والى ما سبق، ثمة قائمة من القضايا والهموم التي ستفرد لها عناوين وأبواب خاصة, مع تكامل عمل الموقع وتقدمه واغتنائه بمساهماتكم وجهودكم المخلصة.
ويرحب الموقع بكل جهد وكل مساهمة مهما بدت بسيطة وصغيرة، لتطوير بنيته وتصميمه ووظيفته وحيويته… فهو في العمق ليس سـوى منبر لكـــم, منكـــــم …… وإليكــــم.
هيئــــــة تحــــــرير ســـوريا الآن