صفحات ثقافية

اول احتفال على نطاق واسع في ذكرى رحيل المخرج السوري فواز الساجر

null
وهي “المرة الاولى يتم فيها الاحتفال” بذكرى المخرج السوري الذي رحل العام 1988 اثر ازمة قلبية، على نطاق واسع وبدعوة مفتوحة، بحسب ما قال الكاتب نبيل صالح الذي نظم موقعه الالكتروني “الجمل” الحفل مع اسرة الراحل.
واوضح صالح لوكالة فرانس برس ان الاحتفال بالذكرى اقتصر في الاعوام الماضية على “اجتماع هو اشبه بالتأبين يحدث على نطاق ضيق”.
واضاف الكاتب السوري ان هذا الحفل اقيم “لتذكير الاجيال الجديدة بفواز الساجر الذي احدث نقلة كبيرة في المسرح السوري”.
وتابع في لهجة لا تخلو من عتب “يجب ان تسأل المؤسسات الثقافية الوطنية لماذا لا تتذكر ابناءها، اذا كانوا لا يتذكرون الاحياء فما بالك بالاموات، وبيننا قامات كبيرة لا احد يتذكرهم حتى يموتوا”.الكاتبة ريم حنا
واحتل نحو 200 شخص بهو دار الفنون، ووضعت امامهم في صدر هذا البيت الدمشقي القديم شاشة كبيرة توالت عليها صور للساجر، قبل ان يتناوب بعض اصدقائه وطلابه على الحديث عنه في شهادات شخصية.
ووجد البعض في الاحتفال مناسبة للتعبير عن استيائهم مما آل اليه المسرح السوري، وقال الممثل ايمن زيدان، وهو من طلاب الساجر في اول دفعة خرجها المعهد العالي للفنون المسرحية، “صحيح ان رحيله (الساجر) كان مفجعا، لكنه سيكون من الصعب والمفجع اكثر ان ينتمي الى المشهد القائم”.
واضاف “يحزننا انه لا يكون في كل يوم تكريم لهذا الرجل المؤسس”.
وروى المخرج مانويل جيجي والكاتب حسن م. يوسف والمخرج العراقي جواد الاسدي (في رسالة بعث بها للمناسبة) واخرون بعض ذكرياتهم مع الساجر.
وجاءت الشهادات الشخصية مشحونة بالعواطف، وغص الكاتب يوسف وهو يلوم نفسه على رحيل الساجر بعدما كان معه قبل ساعات من الازمة القلبية التي اودت به، قبل ان يتلو ما جاء في قصاصة عثروا عليها بين اغراض الساجر بعد رحيله، وفيها يلصق المخرج الراحل صفة الضيق بكل مفردات “حياتنا” ويختم “افتحوا الارض والسماء (…) افتحوا الكون، سيقتلنا الضيق”.
وعرض للمناسبة شريط وثائقي كان انجزه المخرج ثائر موسى بعيد رحيل الساجر كي يعرضه في ذكرى اربعينه. وضم شهادات من والد الساجر والكاتب وليد اخلاصي والمسرحي الراحل سعد الله نوس.
لكن المخرج اوضح ان الفيلم “يعرض للمرة الاولى”، شارحا ان “بعض الحكماء” في التلفزيون السوري “حالوا” دون عرضه انذاك لاعتراضهم على امور عدة منها كلام ونوس في الفيلم.
وترد في الفيلم مشاهد من عروض كان اخرجها الساجر للمسرح الجامعي في السبعينات من القرنالفنان نضال سيجري الماضي، ويظهر فيها بعض الممثلين الذين باتوا نجوما تلفزيونيين، مثل رشيد عساف وسلوم حداد.
ومن على كرسي في مسرح فارغ، سرد سعد الله ونوس كيفية معاناته مع الساجر عندما ارادا تقديم احدى مسرحيات الكاتب المصري ميخائيل رومان (1920-1973) بسبب الاعتبارات الرقابية على النص، وقال “كيف لنا ان نجتزىء (…) وان ننقل الوضع التاريخي الذي ادى الى قتل المسرح”.
وكان ونوس قال سابقا عن الساجر “مع مجيئه، ولدت الرؤية المسرحية في المسرح السوري”. واضاف في شهادة تلتها المسرحية ندى الحمصي في الحفل ان الساجر “حرر قدرة الممثل ونقل المسرح السوري من مرحلة الاخراج المنفذ الى الاخراج المبدع”.
وعلقت رفيف الساجر، ابنة الراحل، على اقامة هذا الاحتفال بذكرى والدها، وقالت “هناك اجيال جديدة تسمع بفواز الساجر لكنها لا تعرف ماذا قدم”. واضافت “لقاء كهذا مهم كي يقول لهم هذا هو فواز الساجر وهذا ما قدمه”.
وولد فواز الساجر في احدى قرى منبج (شمال حلب) العام 1948. درس المسرح في موسكو وحاز فيها دكتوراه في الاخراج المسرحي قبل رحيله بعامين وقدم عروضا للمسرح الجامعي.
اسس مع سعد الله ونوس العام 1977 “المسرح التجريبي” في دمشق وقدم معه اعمالا عدة منها “رحلة حنظلة من الغفلة الى اليقظة” و”سهرة مع ابي خليل القباني”، فيما انتج له المسرح القومي مسرحية وحيدة هي “اهل الكهف” التي قدمها قبل اشهر من رحيله العام 1988.
المصدر: أ ف ب

أصدقاء فواز الساجر ينعون المسرح السوري في ذكراه
دمشق – أضاء مجموعة من أصدقاء وطلاب المخرج السوري فواز الساجر الشموع في ممرات “دار الفنون” مساء السبت في دمشق، ووزعوها حول صور له ولعروضه في الذكرى الحادية والعشرين لرحيله.
وهي “المرة الأولى يتم فيها الاحتفال” بذكرى المخرج السوري الذي رحل العام 1988 إثر أزمة قلبية، على نطاق واسع وبدعوة مفتوحة، بحسب ما قال الكاتب نبيل صالح الذي نظم موقعه الالكتروني “الجمل” الحفل مع أسرة الراحل.
وأوضح صالح أن الاحتفال بالذكرى اقتصر في الأعوام الماضية على “اجتماع هو أشبه بالتأبين يحدث على نطاق ضيق”.
وأضاف الكاتب السوري أن هذا الحفل أقيم “لتذكير الأجيال الجديدة بفواز الساجر الذي أحدث نقلة كبيرة في المسرح السوري”.
وتابع في لهجة لا تخلو من عتب “يجب أن تسأل المؤسسات الثقافية الوطنية لماذا لا تتذكر أبناءها، إذا كانوا لا يتذكرون الأحياء فما بالك بالاموات، وبيننا قامات كبيرة لا أحد يتذكرهم حتى يموتوا”.
واحتل نحو 200 شخص بهو دار الفنون، ووضعت أمامهم في صدر هذا البيت الدمشقي القديم شاشة كبيرة توالت عليها صور للساجر، قبل أن يتناوب بعض أصدقائه وطلابه على الحديث عنه في شهادات شخصية.
ووجد البعض في الاحتفال مناسبة للتعبير عن استيائهم مما آل إليه المسرح السوري، وقال الممثل أيمن زيدان، وهو من طلاب الساجر في أول دفعة خرجها المعهد العالي للفنون المسرحية، “صحيح أن رحيل الساجر كان مفجعا، لكنه سيكون من الصعب والمفجع أكثر أن ينتمي إلى المشهد القائم”.
وأضاف “يحزننا أنه لا يكون في كل يوم تكريم لهذا الرجل المؤسس”.
وروى المخرج مانويل جيجي والكاتب حسن م. يوسف والمخرج العراقي جواد الأسدي “في رسالة بعث بها للمناسبة” وآخرون بعض ذكرياتهم مع الساجر.
وجاءت الشهادات الشخصية مشحونة بالعواطف، وغص الكاتب يوسف وهو يلوم نفسه على رحيل الساجر بعدما كان معه قبل ساعات من الأزمة القلبية التي أودت به، قبل أن يتلو ما جاء في قصاصة عثروا عليها بين أغراض الساجر بعد رحيله، وفيها يلصق المخرج الراحل صفة الضيق بكل مفردات “حياتنا” ويختم “افتحوا الأرض والسماء “…” افتحوا الكون، سيقتلنا الضيق”.
وعرض للمناسبة شريط وثائقي كان انجزه المخرج ثائر موسى بعيد رحيل الساجر كي يعرضه في ذكرى أربعينه. وضم شهادات من والد الساجر والكاتب وليد اخلاصي والمسرحي الراحل سعد الله نوس.
لكن المخرج أوضح أن الفيلم “يعرض للمرة الأولى”، شارحا أن “بعض الحكماء” في التلفزيون السوري “حالوا” دون عرضه آنذاك لاعتراضهم على أمور عدة منها كلام ونوس في الفيلم.
وترد في الفيلم مشاهد من عروض كان أخرجها الساجر للمسرح الجامعي في السبعينات من القرن الماضي، ويظهر فيها بعض الممثلين الذين باتوا نجوما تلفزيونيين، مثل رشيد عساف وسلوم حداد.
ومن على كرسي في مسرح فارغ، سرد سعد الله ونوس كيفية معاناته مع الساجر عندما أرادا تقديم احدى مسرحيات الكاتب المصري ميخائيل رومان -1920-1973- بسبب الاعتبارات الرقابية على النص، وقال “كيف لنا أن نجتزىء “…” وأن ننقل الوضع التاريخي الذي أدى إلى قتل المسرح”.
وكان ونوس قال سابقا عن الساجر “مع مجيئه، ولدت الرؤية المسرحية في المسرح السوري”. وأضاف في شهادة تلتها المسرحية ندى الحمصي في الحفل أن الساجر “حرر قدرة الممثل ونقل المسرح السوري من مرحلة الاخراج المنفذ الى الاخراج المبدع”.
وعلقت رفيف الساجر، ابنة الراحل، على إقامة هذا الاحتفال بذكرى والدها، وقالت “هناك أجيال جديدة تسمع بفواز الساجر لكنها لا تعرف ماذا قدم”.
وأضافت “لقاء كهذا مهم كي يقول لهم هذا هو فواز الساجر وهذا ما قدمه”.
وولد فواز الساجر في إحدى قرى منبج “شمال حلب” العام 1948. درس المسرح في موسكو وحاز فيها دكتوراه في الاخراج المسرحي قبل رحيله بعامين وقدم عروضا للمسرح الجامعي.
أسس مع سعد الله ونوس العام 1977 “المسرح التجريبي” في دمشق وقدم معه أعمالا عدة منها “رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة” و”سهرة مع أبي خليل القباني”، فيما انتج له المسرح القومي مسرحية وحيدة هي “أهل الكهف” التي قدمها قبل أشهر من رحيله العام 1988.

فواز الساجر… بصمة في الهواء يتنفسها المسرحيون
آثر أصدقاء المخرج المسرحي الراحل فواز الساجر وطلابه وزملاؤه في المسرح أن تردد الأمسية التي أقيمت في دار الفنون لمناسبة إحياء ذكراه الحادية والعشرين صدى كلماته في الحب الذي هو سر المسرح وسر الحياة.
وملأت أحاديث الذكريات وحكايا شخصية الساجر وإبداعه الفني في أمسية فواز الساجر في الذاكرة حنايا الدار الدمشقية وفضاءاتها من خلال شهادات توصل رسالة لجمهور غلبت عليه شريحة المثقفين ولاسيما المهتمين بالشأن المسرحي بأن فواز الساجر خلق للألق وأن روحه المبدعة حية رغم الغياب.
بدأت الأمسية بعرض مجموعة من الصور التي تتناول شخصية الساجر وعمله ليعرض مانويل جيجي شهادته بالساجر وقال : إن فواز موجود في كل جزء من أي عرض مسرحي إبداعي مضيفاً أن هذا التواجد له دلالة الحوار الدائم معه.
وأوضح جيجي الذي تعرف على الساجر عام 1972 في مدينة يريفان بأرمينيا أن فواز لم يغب عنا معللاً بأن المبدع يترك بصمته في الهواء الذي نتنفسه ولا يموت مشيراً إلى أنه لم يكن متمكناً من فنه فحسب بل كان صادقاً ومحل ثقة.
من جانبه اعتبر الفنان أيمن زيدان الذي كان أحد طلاب الساجر أن الحياة قاسية بقدر فجاعة رحيل معلمه وقال : إن الحديث عن فواز هو حديث عن آخر شخص حالم وعن مبدع حارب على جبهات الثقافة المتنوعة موضحاً أنه تعلم منه أن يكون مصراً على الحلم والتفاؤل.
وأشار زيدان إلى أن أيام فواز لم تكن وردية لكنها أعطت نفسا ًلحركة المسرح السوري قبل أن يدخل في أزماته معتبراً أنه بعد غياب هذا المبدع أصبحنا ندرك عمق إبداعه وأهمية الاحتفاء به وبغيره من المبدعين السوريين.
بينما وجد الكاتب حسن م يوسف ألوان قوس قزح المتنوعة والغنية في فن الساجر واصفاً إياه بالرجل الذي يشبه الحياة لا الموت.
وروى يوسف بعض القصص التي تشير إلى دماثة فواز وحسن أخلاقه متحدثاً عن الصداقات الحقيقية التي كونها فواز مع أصحاب الإبداع بحيث كانت تشكل شرف مهنة الإبداع والثقافة.
كما كانت هناك شهادة للراحل سعد الله ونوس قرأتها الفنانة ندى حمصي قال فيها: إنه بعد مجيء فواز إلى سورية بدأ تاريخ جديد للإخراج المسرحي وبدأ ظهور العرض المسرحي ذي الوحدة العضوية حيث تطابقت فيه كل العناصر من استثمار الفضاء المسرحي والتركيز على أداء الممثلين والأدوات السمعية والبصرية.
موضحاً أن فواز أرسى قواعد جديدة ومبتكرة في تدريب الممثل ليتخطى حدود طاقاته الظاهرية ويكتشف طاقاته الدفينة.
وقال : إن استفزاز فواز للجمهور على مستوى النص والنظرية جعلت أعماله تتميز بالسلاسة ولهذا يمكن وصفه بالمخرج المبدع لا المنفذ.
في حين ركزت رفيف الساجر ابنة فواز في شهادتها على أن موت والدها علمها معنى المحبة موضحة أنه رغم قساوة غياب الساجر إلا أنه علمها صدق القول لمن نحبه وقالت: لأن الحب يبقى أساس الحياة.
كما بعث جواد الأسدي بشهادة قرأتها ريم حنا عبر فيها عن المزايا التي كان يتمتع بها الساجر إلى جانب غيره من المبدعين كسعد الله ونوس وممدوح عدوان.
وتطرق الأسدي للذكريات التي جمعته بالساجر بين حارات دمشق وبيوتها وتساءل : كيف لي العودة إلى دمشق دون فواز أو سعد الله وقد كانا يشكلان جنبيها الأيمن والأيسر.
وتضمنت الأمسية عدة شهادات اندرجت في الإطار ذاته ومنها شهادة المخرج ثائر موسى الذي تحدث عن ظروف إنجاز فيلم عن الساجر تحت عنوان فواز الساجر: حياة رغم موت الآخرين والذي أنتج عام 1988 .
وتضمن الفيلم الذي يمتد نحو نصف ساعة لقاءات مع والد الساجر وسعد الله ونوس ووليد إخلاصي وابنته وغيرهم إضافة إلى مقاطع من عروض مسرحية أخرجها الساجر فضلاً عن عرض صور فوتوغرافية عن المحتفى به.
يذكر أن فواز الساجر مواليد 1948 درس المسرح في موسكو وحاز الدكتوراه في الإخراج المسرحي قبل رحيله بعامين، أسس مع سعد الله ونوس المسرح التجريبي في دمشق عام 1977 وقدما من خلاله عدة أعمال وتوفي عام 1988 إثر أزمة قلبية.

فواز الساجر إلى الذاكرة بعد 21 سنة من التغييب: (سيقتلنا الضيق.. افتحوا الأبواب والنوافذ!)

مايا جاموس
في السادس عشر من أيار 1988 خسرت سورية واحداً من أهم الحالمين، إنه فواز الساجر المخرج المسرحي المبدع، الذي وصفه الراحل سعد الله ونوس بأنه (طاقة قلقة متفجرة). وقال إن دمشق بعد رحيله أكثر دمامةً.
في مسرحية (توراندوت) لبريخت والتجربة المشتركة بين ونوس كمعدّ للنص والساجر مخرجاً له، أرادا لهذا العمل أن يكون (بحثاً شاملاً) حول فساد الأنظمة السياسية، لكنّ العمل منع عرضه (1976) قبل أن يرى النور أمام الجمهور.
أقيمت في دار الفنون بدمشق أمسية بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لوفاة فواز الساجر، بحضور مجموعة من محبي الساجر وأصدقائه وطلابه، تضمنت قراءةَ شهاداتٍ تركّزت بشكل خاص على الجانب الشخصي لدى الراحل.
المخرج مانويل جيجي أكّد استمرار حضور فواز من خلال الأجيال التي ربّاها في المسرح، أو قدم لها المساعدة دون أن تربطه الصداقة معها، (إنه باق في ضمائرنا).
الفنان أيمن زيدان وهو أحد طلاب الساجر قال: إنه لا يزال يحتاج إلى صورة فواز ليطلَّ على روحه من خلالها، تعلّم من أستاذه الإصرار على الحلم، وتصوّرَ كم سيكون (قاسياً على الساجر لو أنه شهد ما نحن عليه الآن من وضع مفجع).
وذكرَ فؤاد حسن، الأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية وأحد طلبة الساجر، حادثةً تظهر التفاعل الذي كانت تخلقه عروض الساجر مع المتفرجين، وبضمنهم الأطفال.
كما أرسل علي النوري، حارس مسرح القباني، شهادته المكتوبة التي تحدث فيها عن تميُّز الساجر كمخرج وإنسان يحترم المسرح ويحبب الآخرين بالمسرح.
رفيف الساجر التي لم تتحدث عن والدها واكتفت بالقول إنها تعلمت الحب من موت أبيها، (وإن تلاقي الناس في هذه المناسبة بعد مضي 21 سنة من وفاة فواز هو أكبر دليل أن الإنسان يعيش بالحب).
الكاتب حسن م يوسف تحدث عن فواز الصديق، واستعاد ذكريات مشتركة لهما منها يوم وفاته، وقرأ ما كان قد كتبه فواز في قصاصة ورقية صغيرة وُجِدت في جيبه بعد وفاته، يقول فيها: (…تفكيرنا ضيّق، مصيرنا ضيق، موتنا ضيق، قبرنا ضيّق، افتحوا الأبواب والنوافذ، سيقتلنا الضيق، افتحوا الأرض والسماء، سيقتلنا الضيق، افتحوا الكون، الضيق، الضيق، الضيق).
المخرج جواد الأسدي أرسل شهادته المكتوبة التي أرى فيها أن دمشق بعد رحيل ونوس والساجر وممدوح عدوان وسعيد حورانية، وغيرهم، قد تحولت إلى مدينة مسكونة بالوحشة فقدت أضواء بيوتها الحميمية.
الراحل سعد الله ونوس كان حاضراً أيضاً في ذكرى الساجر، فقد قرأت الممثلة ندى الحمصي مقاطع من شهادة كان قد كتبها ونوس بعد وفاة صديقه فواز، تركّزت الشهادة على منهج الساجر في الإخراج المسرحي وتجديده وأهميته على مستوى المسرح في سورية.
وقبل عرض الفيلم الوثائقي (فواز الساجر حياة رغم موت الآخرين)، تحدث مخرجه ثائر موسى عن هذا الفيلم الذي أنجزه عن الراحل فواز الساجر ليقدَّم على التلفزيون السوري في أربعينه، وأن يكون نواةً لفيلم آخر يُنجز لاحقاً.  لكنه لم يُعرض على التلفزيون حتى اليوم، بسبب الاعتراض على العنوان وعلى كلام سعد الله ونوس فيه حول الرقابة والموت قهراً. كما لم يُنجز الفيلم الآخر.
وعن الاهتمام بذكرى الساجر تقول رفيف: (ثمة تقصير كبير على مستوى تذكُّر فواز على مرّ السنوات الماضية، هناك تغييب وتجاهل من قبل جهات عديدة، منها المعهد العالي للفنون المسرحية ومديرية المسارح ووزارة الثقافة وحتى من قبل الأصدقاء.)
فواز الساجر (1948-1988)، حائز على درجة الدكتوراه في الإخراج المسرحي من موسكو، أخرج أعمالاً للمسرح الجامعي والفلسطيني، وعملاً للقومي (سكان الكهف). اشترك مع سعد الله ونوس في تأسيس المسرح التجريبي. من عروضه (رسول من قرية تميرة)، (نكون أو لا نكون)، (يوميات مجنون)، رأى ونوس أن فواز الساجر هو بداية تاريخ جديد في الإخراج المسرحي، الذي يقوم على علاقة جديدة مع المتلقي أساسها تحريضه واستفزازه ليتخلى عن حياده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى