يوميات رحلة فاشلة: بمناسبة مرور عام على المرسوم رقم 49
حسين عيسو – الحسكة
مرّ اليوم عام على صدور المرسوم \49\ الذي كان بمثابة الكارثة التي حلت بمحافظة الحسكة وأدت الى انتقال آلاف جديدة من أبناء المحافظة كردا وعربا وغيرهم الى أحزمة الفقر حول مدن الداخل، هذا عدا عمن كان يمتلك مالا كافيا يدفعها الى مهربي البشر الذين ينقلونهم الى أي دولة في العالم يستطيع فيها أن يقيم أود عائلته ويبعد الجوع عن أطفاله، لقد تلقيت خلال الفترة الماضية عشرات الرسائل على عنواني الألكتروني اضافة الى ما نشر على المواقع الألكترونية، بعضهم من تجار المآسي الذين يتمنون حلول مأساة كل يوم كي يتاجروا بمعاناة الأطفال والأمهات وآلام البشر في سبيل بناء أمجاد وهمية وبعيدا عن الاحساس بأي مسئولية، ومنهم من لم يجرؤ على القيام بأي عمل لذا فهو يستخدم التشويش على أي عمل جدي، ويحاول قلب الحقائق كي يحط من عزيمة الآخرين أيضا، وبين الاثنين هناك بعض المقالات التي انتقدت “وفدنا الشعبي المطلبي” بموضوعية وردت على بياناتنا التي شددنا فيها على الاستمرارية في مطالبنا وعدم الرضوخ رغم المصاعب واستهجنت الصمت المطبق الذي نزل علينا فجأة، رغم أن وفدنا الذي قام بهذه المهمة يستطيع الادعاء بأنه أكبر وفد تمثيلي لمحافظة سورية منذ عشرات السنين بسبب آلاف التواقيع التي حملناها والدعم السياسي والاجتماعي الذي حظينا به من كافة أطياف المحافظة المنكوبة، من بين تلك الرسائل التي انتقدتنا أذكر مقالة السيد عمر خليفة بعنوان “بيضة الديك” المنشورة على عدد من المواقع والتي يبدو أنه أرسلها من داخل سوريا لإحساسي أنها كانت صادقة في نقدها وأن صاحبها من الذين عانوا فعلا بسبب هذا المرسوم، واحتراما لهؤلاء الناس ولمن منحوني ورفاقي في الوفد المطلبي ثقتهم وتواقيعهم التي نادرا ما يجرؤ أحد في أيامنا هذه على فعلها، وليعلموا أيضا بأننا لم نكن عمالقة أو دون كيشوتيين “كما جاء في احدى المقالات”، وبأننا لسنا سوى أناس عاديين حاولنا خدمة أبناء محافظتنا المنكوبة، وتوقعنا خطأ أننا نستطيع منع حلول كارثة.
لقد وعدت ورفاقي في الوفد المطلبي الناس الذين وقعوا على عريضتنا التي تطالب بالغاء المرسوم \49\ وببساطة الإنسان الريفي الذي تطور قليلا وفهم من “فيلم التقرير” أن ما حصل للفنان دريد لحام حين مات دعسا تحت أقدام الناس وهو يحاول ايصال تقريره الى الرئيس أن كل ذلك كان مجرد فيلم أما الواقع فهو مختلف قائلا أننا لن نعود الا بعد مقابلة الرئيس وشرح النتائج الكارثية لهذا المرسوم الذي يمنع المواطن من شراء مسكن في مدينته أو يبني غرفة فوق أرضه وقد مضى عقد على دخول البشرية الى القرن الحادي والعشرين.
بعد صدور المرسوم حاولنا كمجموعة من أبناء المحافظة المتعددة الاثنيات والأديان أن نجتمع لدراسة آثار هذا المرسوم خاصة بعد أن وجدنا أن أكثر من خمس وأربعين مهنة قد توقفت بعد أن نفذ المشروع وهذا يعني هجرة آلاف جديدة من العائلات من كل أطياف أبناء المحافظة أي افراغ المحافظة من أكثر من نصف سكانها مضافا اليها كارثة الجفاف التي تعانيه محافظتنا المنكوبة منذ عامين عدا عن تضاعف أسعار المحروقات وغلاء المواد التموينية حتى بالنسبة للقادرين، لذا فقد قررنا العمل السريع لتفادي الكارثة وعملنا على اللقاء بكافة فعاليات المحافظة الاجتماعية والسياسية التي استجابت لطلبنا كمجموعة من المستقلين المنتمين الى جميع مكونات المحافظة من “كرد وعرب وآثوريين وغيرهم” ونعمل في سبيل مصلحة الجميع لذا كانت الاستجابة سريعة مكنتنا من تجميع أكثر من ست وأربعين ألف توقيع وهو عدد كبير لم تستطيع أية مجوعة من الوصول اليه في أية محافظة في سوريا في الظروف الراهنة، وفي العاصمة أيضا وجدنا بانتظارنا أكثر من ثلاثة آلاف توقيع اضافي جمعها سكان أحزمة الفقر هناك من أبناء محافظتنا بعد أن سمعوا بما قمنا به، لم نستطع ضمها الى مجموعتنا لأننا وخوفا من أن يستحوذ من لايريدون اكمال مهمتنا عليها بحجزها فقد كنا جهزنا العريضة ونسخا مصورة من التواقيع، واكتفينا بذكر عدد تواقيعهم شفويا”.
في الحسكة تعرضنا لبعض المضايقات لتجرؤنا على هكذا عمل، ولكن ردودنا كانت دائما بأنن مطالبنا موجهة الى رئيس دولتنا وليس رئيس أي بلد آخر، كان هذا الرد يسكت الجهات الأمنية التي حاولت مضايقتنا الا أننا كنا نعلم ونشعر بأننا تحت مراقبتهم ولأنهم كانوا يعرفون أن مثل هذا العدد من التواقيع تعتبر بالنسبة لهم كنزا ثمينا اذا سلبوه منا، كنا أيضا نراها هكذا لذا لم نتركها في منزل أي من أعضاء الوفد وانما في أماكن لن يستطيعوا معرفتها، وكان الخوف من يوم السفر حيث يستطيعون حينها اعتقالنا وحجز ما لدينا خاصة وأن وفدا حكوميا من العاصمة كان قد حضر قبل فترة ولأسباب أخرى هو كارثة الجفاف ويومها عمل بعض المنتفعين من الوضع المأساوي في المحافظة على ايهام الوزراء الزائرين بأن وضع المحافظة بألف خير فأوقفوا تسليم الأقطان الى المحلج قبل وصول الوفد بأيام كي تتراكم سيارات نقل الأقطان أمام المحلج ويرى الضيوف تلك الكميات الهائلة من الأقطان وينقلوا الى العاصمة أن المسئولين في المحافظة ساهرون على مصالحها والدليل على ذلك الانتاج الوفير للقطن، المهم أننا استطعنا أن ننقل ذلك الكم الهائل من الأوراق التي تحمل التواقيع الى العاصمة بسلام دون أن نمكنهم من معرفة أي شيء عن ذلك، لكن ما جرى لنا هنالك كان أغرب من الخيال بالنسبة الى أناس قادمين من محافظة نائية متوقعين أنهم سرعان ما سيحظون بمقابلة الرئيس لينقلوا له الحقائق كما هي لا كما ينقلها اليه المستفيدون من هذا الوضع المأساوي وسرعان ما يتأكد من الحقائق ويعاقب مشيري السوء ثم يلغى هذا المرسوم، فور وصولنا الى العاصمة قمنا باستئجار شقة مفروشة لإقامتنا كمكان أمين وأفضل من الفنادق نستطيع تخبئة كنزنا بعيدا عن أعين المتطفلين.
في اليوم التالي قمنا بزيارة عدد من المثقفين في العاصمة لأخذ المشورة منهم حول أفضل السبل وأسرعها لمقابلة الرئيس خاصة وأننا ماديا أيضا لم نكن بحال ممتازة ونريد انهاء مهمتنا في أسرع وقت، الا أننا لاحظنا عدم مشاركتهم لنا في تفاؤلنا رغم تقديرهم لما قمنا به وهذا الكم من التواقيع التي تمكننا من تجميعه، واستغربنا منهم ذلك التشاؤم وفي اليوم الثالث زرنا بعضا آخر منهم والردود لم تختلف وكأنهم متفقون على احباطنا “ولم نعرف السبب الا متأخرين”. فالرئيس الشاب الذي وعد بالتطوير والتحديث منذ أعوام قليلة بالتأكيد سيستمع الى شكاوينا ويصلح ما أفسدته المشورة السيئة وسيعاقب أصحابها على ما ارتكبوه بحق أبناء احدى محافظات الوطن الا أننا وفي اليوم الرابع وحين حاولنا الاقتراب من الممنوع عرفنا السبب الذي لم نكن نتوقعه، فقبل محاولة مقابلة السيد الرئيس ذهبنا الى لقاء عضو في القيادة ينتمي الى محافظتنا كثيرا ما كان يوحي خلال زياراته القليلة الى المحافظة بعد أن أنعم الله عليه بتلك الوظيفة كان يكرر لمن يراه من الأصدقاء بأنه مستعد لعمل ما يريد من أجله وأنه قادر على فعلها، ذهبنا اليه بعد إصرار أحد أعضاء الوفد وبعد دخولنا مكتبه الجميل برفقة السكرتيرة ومعرفته بما أتينا لأجله أراد الرجل أن يكون صادقا معنا قائلا أن مثل هذه الأمور لا يستطيع هو التدخل فيها، فقلت له أننا نعلم أنك لا تستطيع فعل ذلك ولكن كأحد أبناء المحافظة المحسوبين على السلطة والقريبين من مركز القرار وذا معرفة بدهاليزها نريدك فقط أن تدلنا الى أقصر وأفضل السبل للوصول الى السيد الرئيس، لاحظت وزميليّ أنه أيضا استغرب هذه الجرأة كما فعل المثقفون قبله وكأننا قادمون من القمر ولا نعرف أن مثل هكذا أمور أبعد من القمر عن اناس مثلنا اذا كان هو نفسه يحلم بهكذا مقابلة ومع ذلك كانت نصيحة الرجل لنا أن نحاول مقابلة نائبة الرئيس، قالها كنوع من اللباقة ولدفعنا عن وجهه وما قد تسبب زيارتنا له من مشاكل، خرجنا من عنده محبطين قليلا اذ يجب أن نتنازل عن مقابلة الرئيس الى نائبته لأننا وكما كنا قد قررنا سابقا وفيما بيننا على عدم تسليم كنزنا الا للرئيس ذاته لذا تناقشنا في الأمر خارج مكتب المسئول كثيرا وأخيرا قررنا التنازل عن مطلبنا الرئيسي وهو عدم القبول بأقل من مقابلة الرئيس، وتوصلنا نحن الثلاثة الى قرار القبول بمقابلة نائبته لكن شرط تسليمها النسخ المصورة من التواقيع وليس الأصول التي سنخبرها أنها ستبقى معنا حتى نقابل الرئيس ذاته، لذا فقد ذهبنا الى الشقة وأحضرنا النسخ المصورة تاركين الأصل الى حين مقابلة الرئيس شخصيا، وكنا قد ضممناها داخل ثلاث كلاسورات وضعناها في حقيبة كبيرة نتبادل حملها كلما تعب أحدنا وما أن وصلنا الى بوابة قصر نائبة الرئيس مشيا على الأقدام حيث سيارات التاكسي عادة تترك الركاب على مسافة بعيدة، استقبلنا أحد الحراس الأمنيين طالبا منا الابتعاد عن البوابة وقول ما نريد وحين أخبرناه أننا وفد شعبي نحمل مطالب الى الرئيس أو نائبته طلب منا البقاء بعيدين تحت نظر رفاقه الآخرين حتى يعود بعد قليل ليسأل ماذا نريد وهل معنا طلب أو عريضة ما سلمناه صورة العريضة الا أنه وبعد أن غاب قليلا عاد ليقول ان الطلب للرئيس وليس للنائبة لذا عليكم أن تسرعوا لمقابلته فهو موجود في قصر الروضة، فوقعنا في مأزق جديد لأن ما نحمله هي نسخ مصورة عن التواقيع ولا يجوز بأي حال تسليمه الا الأصول كوننا فهمنا من المسئول الأمني أنه قد يكون بانتظارنا “عرفنا فيما بعد أن سبب طردهم لنا بأسلوب لبق وإغرائنا بأن الرئيس يمكن أن يكون بانتظارنا هو أن وفدا أجنبيا كان على وشك الخروج بعد زيارة نائبة الرئيس وحتى لا يلتقوا بنا على البوابة، لذا أرادوا التخلص منا بسرعة وبهذا الأسلوب اللبق”، مع بعض التفاؤل أسرعنا مرة أخرى الى حيث التكاسي لنذهب الى الشقة وتبديل النسخ كي نقدم الأصل الى الرئيس ذاته.
ما كدنا نصل بوابة قصر الروضة حتى واجهنا أحد الحراس طالبا الابتعاد وبعد جهد جهيد أعطانا عن بعد رقم موبايل رئيس المراسم السيد “؟؟؟”اتصلت به كحامل للحقيبة في تلك اللحظة”حيث كان الاتفاق بيننا نحن الثلاثة أعضاء الوفد أن حق الكلام هو لمن يحمل الحقيبة”لذا أخبرته أننا نمثل أبناء محافظة الحسكة ونحمل معنا تواقيعهم لتقديمها الى الرئيس لالغاء المرسوم \49\ فكان الرد من قبله: سلموها الى حرس البوابة واذهبوا وبما أن رده كان غير مكترث لما قمنا به وعانينا في سبيله، وبعد النظر في عيون رفاقي ومعرفة استهجانهم ايضا لهكذا استهتار بنا أجبته وبنفس اسلوبه بأنني لن أسلم التواقيع الا للرئيس ذاته ولن أسلمها لغيره فطلب منا الذهاب فأجبته مرة أخرى وبجرأة لم أتوقعها في نفسي خاصة وأننا قريبون جدا من مجموعة من الحراس الأمنيين الذين قد يسببون لنا الكثير من المشاكل قائلا له اننا لا نستطيع العودة ومواجهة أبناء محافظتنا بدون فعل شيء هم في انتظاره ومعنا ستة وأربعون ألف شخص وقعوا لنا على هذه العرائض لذا لن نذهب قبل مقابلة السيد الرئيس، يبدو أن الرجل كان أذكى منا فأراد تغيير أسلوبه معنا فكان رده هادئا هذه المرة قائلا أنه لا يستطيع فعل شيء والأفضل لنا الذهاب الى قصر الشعب ومقابلة السيد “؟؟؟” رئيس مكتب الشكاوي هناك فهو المسئول عن هذه الأمور فطلبت منه رقم هاتف المسئول هناك، أجابني خذه من الحراس وبما أنهم كانوا يراقبون ما يجري بيننا وبين المسئول عن بعد فقد أعطونا الرقم سريعا طالبين أن نبتعد أكثر حتى لا نعرضهم للأذى فقد يحضر أحد الكبار ويرانا أمام البوابة وبحقيبتنا الكبيرة لأن ذلك ممنوع، ابتعدنا قليلا واتصلت برئيس مكتب الشكاوى الذي رد بأن يذهب أحدنا فورا اليه لتسليم الأوراق أجبته بأننا ثلاثة ولابد أن نكون معا حين مقابلة الرئيس ولكن الرجل الذي لم يرغب في اطالة الحديث قائلا بهدوء أن الوقت أصبح قريبا من نهاية الدوام ولابد من حضوري أو أحد رفاقي اليه وبالسرعة القصوى لكني أصريت على رأيي قائلا يجب حضور ثلاثتنا بينما يصر هو على قراره ورفيقاي يسمعون ما يجري بيننا هنا سحب زميلي الآخر الحقيبة التي كانت ما تزال معي قائلا لماذا نبقى مصرين على الدوران في هذه الحلقة، سأذهب وأسمع ما يقوله الرجل وقبل الرد عليه كان قد أشار لأحد التكاسي وركبها الى قصر الشعب.
بعد أكثر من ساعة عاد زميلي من مقابلة رئيس قسم الشكاوي وهو أكثر احباطا مما كان عليه حين تركنا لأن المسئول أخذ منه الأوراق واعدا بالرد ودون أن يعطيه أي اشعار بالاستلام وهو مالم يبشر بخير، خاصة بعد ما مررنا به خلال الأيام القليلة التي أمضيناها في العاصمة، في اليوم التالي ولما رأينا أنفسنا عاجزين عن فعل شيء جديد عدنا محبطين نخجل من النظر في عيون أولئك الناس المساكين الذين تحدوا الكثير من المخاوف بتجرؤهم على توقيع عريضتنا.
وبعد اسبوعين من عودتنا والاتصال أكثر من مرة مع مدير مكتب الشكاوي في القصر الرئاسي والمماطلة من قيله، نشرنا بياننا الأول على العديد من المواقع الألكترونية وهو بالنص التالي:
بيان الى أبناء محافظة الحسكة الكرام
بناء على تكليفكم ايانا بنقل عريضتكم الموقعة من قبل ستة واربعين ألفا وتسعة أشخاص اضافة الى تأييد ومباركة جميع الفعاليات والأطياف الاجتماعية والسياسية في المحافظة.
نود ابلاغكم بما جرى معنا في مدينة دمشق في محاولة أداء المهمة التي كلفنا بها من قبلكم وفق التفصيل التالي:
بداية التقى الوفد بأحد أعضاء القيادة القطرية لأجل ترتيب موضوع المقابلة حيث بدا للوفد ان المقابلة صعبة جدا حسب ما أفاد به عضو القيادة واعدا بطرحها في اجتماعهم المقبل.
من ثم توجه الوفد الى نائب رئيس الجمهورية “الدكتورة نجاح العطار” فاعتذرت عن استقبالنا بذريعة أن العريضة موجهة الى السيد رئيس الجمهورية مباشرة طالبين الوفد بالتوجه الى قصر الروضة حيث مكان تواجد السيد الرئيس حاليا وفعلا توجهنا الى قصر الروضة وتم الاتصال هاتفيا من بوابة القصر مع “أبو سليم”مدير المراسم الذي رفض استقبالنا مطالبا ايانا بترك العريضة مع التواقيع لدى حرس البوابة فرفضنا ذلك وبعد أخذ ورد طلب منا التوجه الى مدير مكتب الشكاوي في قصر الشعب الذي رفض بدوره استقبالنا مجتمعين مطالبا بدخول شخص واحد فقط مما اضطرنا الى ايفاد احدنا الى مكتبه حاملا العريضة والتواقيع طالبين مقابلة السيد الرئيس الا أن مدير المكتب رد بأن المقابلة مستحيلة في هذه الظروف واعدا بعرضها عليه في أقرب فرصة وابلاغنا النتيجة عبر الهاتف.
اننا كأبناء محافظة ذات وضع استثنائي بسبب كارثة الجفاف التي مازالت المحافظة تعاني من آثارها وأضيف اليها المرسوم 49 الذي شل الحياة الاقتصادية في المحافظة بالكامل نستغرب:
1-كثرة الحواجز بين مواطني الجمهورية ورئيسهم.
2- عدم اكتراث بعض المسئولين بهذا العدد الهائل من المواطنين لاسيما وأنها أكبر عريضة شعبية حقيقية تقدم الى السيد رئيس الجمهورية حتى الآن.
أبناء محافظتنا الأعزاء:
بذلنا كل الجهود الممكنة لمقابلة السيد رئيس الجمهورية لشرح معاناتكم بتفاصيلها لكننا لم نفلح للسببين المذكورين أعلاه الا أننا وبعد تسليمنا للعريضة لم ولن نتنازل عن ضرورة المقابلة التي نأمل أن تتم في أقرب وقت ممكن.
أعضاء الوفد
يعقوب درويش حسين عيسو ممتاز الحسن
ثم وبعد يأسنا من الرد على مطالبنا سوى كلمة مكررة وهي أن العريضة تدرس وسيتم الرد في حينه أصدرنا البيان الثاني وهو كما نشر وكالتالي:
بيان من الوفد المطلبي الشعبي
إلى أبناء محافظة الحسكة الأعزاء
مر على صدور المرسوم التشريعي رقم\49\ تاريخ 10\09\2008 سبعة أشهر حتى الآن وفي كل يوم تتبدى الآثار السلبية لهذا المرسوم وتزداد معاناة المواطنين لا سيما في محافظة الحسكة التي اعتبرها بأكملها منطقة حدودية ما أدى إلى زيادة الهجرة إلى الداخل وإفراغ العديد من القرى والمدارس من سكانها وتلامذتها.
كذلك فقد مر أكثر من شهر تقريبا على آخر اتصال للوفد بالمكتب المختص لدى رئاسة الجمهورية حيث أبلغ الوفد بتاريخ 04\03\2009\ بأن العريضة الاحتجاجية بما تضمنته من مطالب عادلة قد أحيلت إلى لجنة مختصة للدراسة وإعادة النظر بغية التعديل المطلوب شعبيا ووطنيا وسيتم إعلام الوفد بما ينتج عن هذه اللجنة في حينه. وللآن لم يتم إعلامنا عن أي شيء يتعلق بالعريضة أو المرسوم مما أثار انطباعا لدينا بعدم اكتراث الجهات المعنية من ناحية وعدم وجود اللجنة المختصة من ناحية ثانية.
ومما يثير المخاوف أكثر من استمرار الوضع تأييد بعض أحزاب “الجبهة” للمرسوم المعتل دستوريا في إحدى جلسات “مجلس الشعب” بحضور وزير الداخلية علما أنها حاولت جمع تواقيع وتقديم عريضة إلا أن السلطة منعتها واعتقلت أعضاء اللجنة وأوقفوا العمل.
أيها المواطنون الأعزاء:
يبدو أن الوفد قد وصل إلى طريق مسدود في المجال الرسمي.
إن العريضة التي حملناها إلى دمشق هي تعبير مطلبي احتجاجي عن موقعيها وهي أمانة في أعناقنا لذلك لن نيأس. وسنتابع المهمة الموكلة لنا شعبيا حتى انجازها.
القنوات الرسمية هي أولى القنوات وليس كلها. وسنسعى إلى إيصال صوتكم واحترام تواقيعكم إلى كل من يسمع وكل من يحترم آراء الشعب.
بدأنا بداية قانونية وسنعمد في المرحلة اللاحقة إلى توسيع نشاطنا في شتى المجالات المفيدة والمثمرة وفقا للضمانات الدستورية.
لذلك حرصنا على إعلامكم إلى ما آلت إليه الأمور لأن ذلك من حقكم والمتابعة من واجبنا.
والى مزيد من الاتفاق والاتحاد.
عاشت الوحدة الوطنية
الحسكة في: 10\04\2009
أعضاء الوفد
واليوم وبعد مرور عام على صدور هذا المرسوم الذي ورغم أنه قد يكون مقصودا به مكونا معينا “الكرد” من أبناء المحافظة المتعددة القوميات والأديان والمذاهب الا أننا ما زلنا مصرين على أن هذا المرسوم قد ألحق الأذى بكافة أطياف المحافظة ولابد من التكاتف للعمل قي سبيل التخلص من نتائجه الكارثية، ونرى أن الأصوات العالية التي تسميه بالمرسوم العنصري وأنه أضر بالكرد فقط، أرى أن هذه الأصوات لا تخدم الكرد بل تخدم هذا المرسوم، ولا تخرج عن كونها أسلوبا جديدا لدق اسفين بين أبنا المحافظة بكافة مكوناتها بعد أن وحد هذا المرسوم بينهم بسبب أضراره الشاملة للكل من أبناء المحافظة.