نعم كفى أعيدوا لهم جنسيتهم…!؟
جهاد نصره
بالرغم من كل ما يمكن أن يقال عن القضية الكردية في سورية فإن ما هو إنساني يعلو على ما هو سياسي وأيديولوجي ويتضاد مع كل الهواجس التي ( يتبربر ) بها أسياد المرحلة المعاصرة من التاريخ السوري الذي لطخته سياسات قديمة وجديدة ما عاد لها صدى في الأذان وإن جرى تعويم العكس كما درجت عليه عادة الشموليين في كل مكان…!؟
إنه لمن الغرابة السياسية أن تحتضن سورية بتلك الأخلاقية السياسية الرفيعة مئات الآلاف من مواطني الدول المجاورة وتبخل في احتضان من عاش على أرضها طويلاً..! كما الغرابة عينها حين احتضنت أكراداً يقاتلون أنظمتهم لدوافع وطنية سياسية مختلفة ثم تتناسى على مرِّ الزمن ملفاً كردياً محلياً آن له أن يغلق بشرف وجسارة وبخاصة انه ليست هناك أية خسائر من وراء إغلاقه إن لم نقل إن هناك مكاسب وطنية جمّة..!؟ إذن: كيف نكون بتلك الرفعة الأخلاقية والإنسانية في موضع وملف ونكون العكس في موضع آخر وملف آخر..؟ وفي ظلِّ هذا المناخ الإقليمي الذي تزدحم فيه الملفات وتختلط فيه الأوراق قد تكون الفرصة سانحة لصاحب القرار أكثر من أي وقتٍ مضى أن يفتح صفحة جديدة في كتاب سورية التاريخ كتاب العراقة والتعدد والتعايش كتاب بلاد الشام الذي لطَّخت صفحاته أيادي غريبة عن هذا التاريخ الحافل بالاشراقات..! هذه الأيادي التي لا تزال تستثمر في جغرافيا الشام كما استثمرت ولا تزال في التاريخ السوري الحديث والثمن تدفعه، وستدفعه، كافة المكونات السورية بلا استثناء..؟
أعيدوا لهم جنسيتهم وبعدها لا قبلها قد يصحُّ الكلام.!
خاص – صفحات سورية –