ماذا جٍئتَ تأخُذ (من وإلى أحمد شليلات)
منذر مصري
[ أجمَلُ العادات
أجمَلُ العادات
أن تنامَ وَحيداً عارياً
على سريرٍ وَحيدٍ عارٍ
في غُرفةٍ وحيدةٍ عارية .
/
أجمَلُ العادات
أن تُلقي نظرةً وحيدةً عارية
من نافذةٍ وَحيدةٍ عارية
على شارِعٍ وحيدٍ وعارٍ .
/
أجمَلُ العادات
أن تَجلِسَ وَحيداً عارياً
على طاوِلةٍ وَحيدةٍ عارية
وتكتبَ قصيدةً وحيدةشً عارية .
[ الغُرفةُ العائليَّة
– ماذا جِئتَ تأخُذُ من الغُرفةِ العائلية؟
+ كِتاباً لن أقرأهُ
– ماذا جِئتَ تقولُ للا أحَد ؟
+ ما لا يُمكنُِ قولُهُ لأحد
– ماذا جِئتَ تنظُرُ في هذا المَكانِ المَرئي ؟
+ ما يراهُ العُميان ..
[نضبُطُ كُلَّ حَرارةٍ على ضَوءٍ مُفيد
الدَربُ الَطَويلةُ تصلُ بَعدَ حين
إلى الكَلِماتِ المُتَوازية
ثمَ إلى الكَلِماتِ المُبَعثَرة
ثمَ إلى الكَلِماتِ الهَواء .
/
الدَربُ القَصيرةُ تَصِلُ سَريعاً إلى
حِجارةِ الألوان
ثمَّ إلى الحَجَرِ الفارِغ .
/
أن نتَكلَّمَ دونَ حِيازةِ ما يُقال
ذلك ما ليسَ لَيلاً
و ما ليسَ بَعدُ نَهاراً .
/
كان المنظرُ يُطيلُ كَلِماتِنا
والمَمَرُّ الذي تَوارى عن الأنظار
يُمَدِّدُ حَرَكَتَنا
وكُنّا نربُتُ على الصُخور
نَضبُطُ كُلَّ حَرارةٍ
على ضَوءٍ مُفيد ..
[ أيتُها الوَحدةُ الساذِجة
مُنذُ زَمنٍ بَعيدٍ أيضاً كُنتُ وَحيداً
ومازِلتُ أرتَعِشُ من تلكَ الوَحدة .
/
آه أيتُها الوَحدةُ الساذِجة
يا نافيةَ الصُدفة
أعتَرِفُ أنّي عَرَفتُكِ وأهمَلتُ كُلَّ مَن أحَبَّني
أعتَرِفُ أنّي عَرَفتُكِ وأهمَلتُ نفسي .
/
ولكن على مَرِّ السِّنين
راحَ كلُّ شَيءٍ ينتَظِم
كوَمضاتٍ فوقَ صَفحةِ نَهر
كانسيابِ أجنحةٍ في ريحٍ صاعِدة
على مَرِّ السِّنينِ
استعدتُكِ أيتُها الوَحدة
أيُّها العالَمُ الحَميم
أيُّها العالَمُ الحاني
حَيثُ جَمعٌ يسبَقُنا مُغنّياً
وجَمعٌ يتبَعُنا
دونَ أن يَلتَفِت ..
[ أهوائي على يَقين
أجهَدُ كي أكونَ تَوأمَ المَوجودات
مَثيلَها في الطبيعة
وَجهَ الذينَ اختَرتُهُم شُهوداً
على حَقيقتي الطليقة
الدَليلَ الحاسِمَ على شُركي
رَغمَ أنانيَّتي
فلَدى الجَميعِ أحشيةٌ حَنونة
تَبتَكِرُ مَن يُشابِهُني
نحنُ أبناءُ السُلالةِ الهَجينة
ثِمارُ الشَجرةِ الغَريبةِ ذاتِها
من أجلِهِم
مَسَحَ النُورُ عَينَيّ
من أجلِهِم
مَدَدتُ يَدي النَقيَّة
وأدمَيتُ شَفَتَيّ
من أجلِهِم ومن أجلِكَ
ومن أجلي أيضاً
يأسي لا يُمكِنُ لَمسُه
وأهوائي دائِماً
على يَقين ..
[ من مجموعة قيد الإصدار بعنوان (منذر مصري وشركاه)
المستقبل