صفحات من مدونات سورية

بأي ذنب يُعتقل؟ بذنب “أبدا” !

لم أعرف الشيخ عبد الرحمن كوكي إلا بعد أن رأيته مرتين على الإتجاه المعاكس، الاولى مع “نضال نعيسة”، والثانية مؤخرا مع “عبد الرحيم علي” ولا أظن أن هنالك مرة ثالثة بعد أن نُكّل بالشيخ واعتقل ودهم بيته وصودر حاسوبه وتُعدي على أهله لتسريبهم خبر اعتقاله –أشيد هنا بشجاعتهم عكس كل الخائفين وما ضاع حق ورائه مطالب- وسيحول كما يبدو مؤخرا إلى محاكم عسكرية أو مدنية لا فرق فسورية أضحت سجن ومعسكر اعتقال كبير لكل متفوه، بل لكل صامت، بل لكل مؤيد أيضاً!!
نعم فلا أدري حقيقة ماذا فعل الشيخ الكوكي حتى يعاقب هذا العقاب المر!! فالموضوع لم يمس سورية، بل كان عن النقاب، ولم يتحدث بأي حديث سلبا أو إيجابا عن سورية أو النظام رغم اسئلة “عبد الرحيم” الخبيثة وحديثه المليء بقلة الأدب واللااحترام..كعادة هذا التيار نفسه..
بل إن موقفه وردوده كانت ضعيفة رغم أنه كان بإمكانه بكل سهولة إلقام مناظره بحجر ثقيل يسكته وهو ما دعا فيصل القاسم في النهاية إلى الانحياز معه لتعديل كفة الميزان..
كل ما وجدت أن كوكي قاله هو كلمة واحدة فقط: (أبدا)
عبد الرحيم علي: أنت أليس من حق وزارة الداخلية السورية أن تمنع المنتقبة من الدخول لتحرير محضر؟
عبد الرحمن كوكي: أبدا.
هذا ما قاله الشيخ كوكي فقط.. “أبدا” التي استحق من أجلها السحل والشحط والسجن والمداهمة والتنكيل والقادم نتمنى ألا يكون أعظم ونتمنى أن يطلق سراحه فورا! كلمة واحدة فقط لا تكاد أصلا تلحظها أثناء البث إلا بمراجعة الحلقة والتسجيل!! فما هو هذا الجرم العجيب!!
إن الرئيس بشار الأسد هو المسؤول الأول عن حياة وحرية الشيخ الكوكي وكل المعتقلين وسجناء الرأي والسياسة والفكر في سورية، ونتمنى أن تتوقف الأكاذيب المعهودة حول عدم وجود أي سجين خارج القانون في سورية..
ونتمنى أن يتوقف العمل بقانون الطوارئ فورا وبمرسوم عاجل بدلا من مراسم منع الدخان التافهة..
ونتمنى أن تتدخل قطر وتستغل علاقتها الحميمة بسورية لإطلاق سراح الشيخ فورا كونه كان ضيفا عليها وبسبب قناتها جرى ماجرى!
كنت حقيقة آمل من بعض المدونين – الذين صدعوا رؤوسنا بأنهم هم أول من طالب بالحريات وحقوق الإنسان ودون عنها قبل أن يأتي “الظلاميون” ويفسدون الجو عليهم..!! كنت آمل من أصحاب شعار “ثورة حتى النصر، سهرة حتى الفجر” ، كنت آمل من هؤلاء أن يثبتوا موقف ويكتبوا ولو شيئا قصيرا حول الكوكي أو بياسي أو الغوراني أو عربجي .. لكن حقا كما قيل قديما: “ما كل بيضاء شحمة ولا كل حمراء تمرة”. خصوصا عندما يصرّح بعض هؤلاء المدونين علنا بدعمه للتعدد والحريات المطلقة وباطناً يؤيد بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه لأن البديل الأسوأ هو مجيء “طيور الظلام” أولئك وتحويل سورية لطالبان ثانية! نعم هذه حقيقية حدثت إن لم تكن تصدقها!
وكنت آمل أن يكون ذلك –رغم مأساويته، ورغم أن من لم يقنعه الواقع لن تقنعه الحجة- ردا على من يدعوا أن سورية بات الظلاميون ورجال الدين والمشايخ هم من يتحكموا بها ويسنوا لها القوانين.. هكذا بكل غباء..  لعله رد.. رد على استسخاف العقول..
وما حدث مؤخرا يعطي رسائل عديدة، لعل أهمها أن الكل معرض للسجن والشحط والاعتقال.. حتى الصامت.. حتى المؤيد.. بعد أن غدت بعض المفردات محرمة في قاموس الأمن السوري.. وربما لن يرتاح هؤلاء حتى يروا الشعب السوري نصفه مهاجر ومغترب وطريد والنصف الآخر في السجون.. وهنيئا لكم تلك الأرض..
رابط الحلقة السوداء
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/9A541C13-BCE7-45AB-9F5A-643ADA1B1B17.htm
http://okbah.cc/ok/aljazeera-syria-koki/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى