إبراهيم عبدالمجيد يمتدح التدوين الالكتروني
خلال لقاء مفتوح معه ضمن «مهرجان تبادل الكتب» الذي أقيم في مكتبة الإسكندرية لاحظ الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد ما أسماه «ثورة في الكتابة» خصوصاً على المواقع الإلكترونية والمدونات، «ما يعكس حالة اجتماعية ونفسية نتيجة عدم البوح أو الكبت الذي يعانيه الشباب». وانتقد صاحب رواية «لا أحد ينام في الإسكندرية» كتاباً كباراً يعتبرون كتابات الشباب «تافهة»، لافتاً إلى أهمية دور النقاد والصحافة في تقييم تلك الأعمال. واعتبر الطفرة التي يشهدها سوق مبيعات «الكتب الشبابية» نجاحاً لتلك الكتابات.
واستطرد عبد المجيد قائلاً: «أصبحت المدونات في مفترق الطرق، خصوصاً أن بعض الكتابات تكون دون المستوى، وعلى الجانب الآخر هنالك كتابات تستحق القراءة، إلا أنها أحياناً تعبر عن حالة من الشيزوفرنيا في المجتمع حيث يكون الأشخاص أكثر حرية في الكتابة والتعبير».
وانتقد أيضاً اعتبار بعض دور النشر أن المدونات تمثل الكتابة الجديدة التي يجب أن تسود المجتمع، مع أن كل مجتمع فيه أذواق عدة ومتنوعة ولا يرضيها أو يشبعها هذا النوع من الكتابات، واعتبر أن المدونات ضد التاريخ الجمالي للفن. وتحدث عبد المجيد عن تجربته مع المدونات و «الإنترنت»، وقال إن روايته «في كل أسبوع يوم جمعة» الصادرة حديثاً عن الدار المصرية – اللبنانية في القاهرة «هي نتاج تصفح وقراءة لما يكتب في هذا العالم الافتراضي».
وأشار إلى أن الكتابة الروائية تختلف عن الكتابة للسينما أو للتلفزيون، نظراً الى المساحة الواسعة التي تتيحها الرواية لخيال الكاتب. أما كتابة السيناريو فتحد من خيال الكاتب خصوصاً أن الفكرة يجب أن تخضع لحسابات الإنتاج. وذكر أن للسينما دوراً مهماً جداً في حياته فهي كانت تدفعه لقراءة الروايات الأصلية لبعض الأفلام. وكان إبراهيم عبد المجيد( 63 سنة) كتب في السنوات الأخيرة سيناريوات لأعمال تلفزيونية وسينمائية عدة، بعضها مأخوذ عن روايات له مثل «طيور العنبر»، و «قناديل البحر».
وقــال عبد المجيد الحاصل على جائـــزة الدولة التقديرية خلال اللقاء نفسه: «الكاتب الموهوب توفر له الكتابة حالة من الإشباع، فهو من خلالها يستطيع أن يتغلب على صعوبات الحياة». وأضاف: « أتمنى ألا يكون للمؤسسات الثقافية الحكومية وجود في المشهد الثقافي المصري وأن تتولى المؤسسات الأهلية هذا العبء، إلا أنه حلم صعب المنال».
أما «مهرجان تبادل الكتب» فنظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع «دار الكتب الإلكترونية» من 8 إلى 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وتعد مبادرة «دار الكتب الإلكترونية» الأولى التي تهتم بتوثيق إصدارات الكتب المصرية التي تقدر سنوياً بتسعة آلاف كتاب في المتوسط، انطلاقاً من هدف أساسي هو إنشاء آلية جامعة تربط بين الكاتب ودور النشر والمكتبات من ناحية، والقراء من ناحية أخرى.
الحياة