الاشاعة
من قبل: الياسمين الدمشقي
تحذير : كل كلمة في المقالة هي غير موجهة لآي شخص كان وكل كلمةٍ فيها أنما هي نابعة عن وجهة شخصية … كما وأنها يمكن الاستفادةُ منها بمنظورٍ علمي دقيق
وبإمكان البعض الذين يتمتعون بشغف الفلسفة أن يكتشفوا جوانب المدرسة الماركسية
وطلاقتها في فك الكثير من عقد اللسان بمعزل عن الفلسفات التي نكن لها الكثير من الاحترام , أحبتي أكرر هي ليست موجهة لآي شخصٍ كان لكن سيأتي اليوم الذي نكشف فيه لللآخرون بأننا ( البعوضة التي كانت تحلق بألا فق . ولم نحمل سيم الضفادع ) أهلاً ومرحباً بكم واسمحوا لي عذراً أن أفتتح وليدي الجديد (الاشاعة )
( الاشاعة )أنما هي خبر ينطلق من كذبة أو وهم , ويسري في النفوس الضعيفة وتفعل فعل الشرارة في الهشيم .
يلفق الإشاعات عادة ناس مغرضون تتحول ألسنتهم إلى أصابع تمتد لتتحسس أخطاء الآخرين, فتمضغها وتتمطًق بها , وتتمتع , وتشفي غليلها بصياغة خبر الاشاعة.
ولعل البعض من محترفي الكذب العام هم الذين يحترفون الإشاعات . ومحترفو الإشاعات هم محبو الفتنة والإضرار بالآخرين وتشويه الحياة التي لا يرون إلا وجهها المظلم ,نفوسهم مبنية على الانتقام فلا يجدون وسيلة سوى الاشاعة تشفي غلً صدورهم الحاقدة , وبتالي تحقق لهم جزءاً من راحة النفس , الراحة الكاذبة كراحة مريض مصاب بالسرطان يعطى مسكناً .
والطريف في أمر الإشاعة أن محترفوها هم أول من يصدقونها , بل ويتحمسون لها – بحالة مرضية -ليسوقوا الأدلة على أثباتها وحلف الأيمان أنهم شهود عيان لها.
ولعلكم تذكرون قصة ( أشعب ) عندما خاب في إيجاد وليمة فكذب على الناس ليتلمس الوليمة المزعومة …
محترفو الإشاعة ناس فارغون تافهون غير قادرين على أن يحققوا عملاً مفيداً , وغير قادرين على أيجاد وليمة يملوؤن بها بطونهم فيختلقون الإشاعة ليداروا جوعهم بالوهم … عسى أن يكون وهمهم حقيقة فتتحقق آمالهم بلعبة لسان
وكثيراً ما يعتمد محترفو الإشاعات على القول القائل ” لادخان بلا نار ” أي أن إشاعاتهم إن لم تكن حقيقة فهي مبنية على حقيقة قائمة … لنعطي نتيجة الآن
مروًج الاشاعة … هو… إذا رأى رجل ( ما ) يعبس بوجه رجل ( ما ) في لحظة عتاب عابر فيبني عليها قصة , ويحبك خيوطها ,
فإذا شاهد أحدهم مثلاً صورة لرجلٍ مع امرأة في حفل عابر – بنا عليها قصة زواج . أو إذا شاهد رجلاً يأكل بطيخاً قرر وعلى الفور أنه نباتي… أو إذا سمع رجلاً يتآوه
قرر أنه مقبل على فراش الاحتضار …
وقد يكون نظر محترف الاشاعة دقيقاً بحيث أنه يرى النملة إذا باضت , ويقدر جيش النمل المنحدر منها …
بيد أن المشكلة ليست في محترفي الإشاعات لأنها في هؤلاء مرض يحك جلودهم كالجرب , والطاعون , ولا يقدرون على مقاومته حتى … لكن المشكلة في بعض النفوس التي تصغي لهؤلاء المرضى , فلا تمحص أخبارهم ولا تدققها حتى
بقى الإهداء… واليوم أتوجه به لكل ( مكبوت في هذا العالم )
هل عرفتم الآن من يكون مرًوج الاشاعة
لكم من محدثكم مارك الذي لم يحبكم أبداً في يومٍ ما … أقل من حجم السماء.
الكاتب : أنس حمامي كاتب وناقد سوري مقيم في حلب .