كُنَّا ثلاثَة ..
نحنُ ثلاثة : أنا وأنتَ والمَطرْ .
– ألا يُوجدُ لنا رابعٌ ؟
– الرابعُ ضاعَ في الغابِ وفقدنا أثرهُ. إن تشأ اقتلع جلدك والبس قناعاً ثقيلاً مختُومٌ عليهِ أسد وامشِ بروي. في الغابِ أشياءُ كَثيرةٌ تحدُثُ.
كُنا ثلاثة ولا رابعَ لنَا.
الرابعُ ضاعَ، فُقدَ أثرهُ. الرابعُ ما كان موجُوداً منذ بدء الخليقَة. كيفَ تنبأت بوجُودهِ ؟
– كُنت أفكر، وفي لحظة ما تنبينَ لي أن هُنالك رابعاً كان يمشي أمامنا . كان يختفي في فتراتٍ مُتقطِّعَة. ويعُود عندَما يُطوقنا التَعب.
كانَ لنَا رابعٌ في يَومٍ من الأيامِ. كانَ يُشبهُنا إلا أنَّهُ مسحُوقٌ في الأرضِ. يقُودنا ، ويُفكر مثلنا ويحكي أهازيجنا ذاتهَا ويركُضُ أسرعَ عنَّا.كانَ معنا في الغابِ وفقدناهُ ليلاً.
– تخيل ، أنا صرتُ مُتأكدة أن هُنالك رابعاً لنَا .
كُنا أربَعة في الغابِ نمشي، نركُضُ ونقتفي أثرَ السراب.
– هل سمحَت وعددتنا مرة أخرى؟
– نحنُ أربعة بالتمام والكمال، فالرابعُ لن يهرُب ما دُمت مُمسكاً بعُنقه.
كان الليلُ، وكُنا نُغني أغنيَة لحارس الغاب.
– أين صديقُنا الرابع ؟
– هُو لا يُحب الظلام.
http://kofiia.blogspot.com/