عنصريون .. في الفيس بوك أيضاً
محمد نورالله
حين يقرع الكتاب والمثقفين الاجراس ويصيحون بأمراضنا الإجتماعية، حين يقول أحدهم أننا عنصريون مثلنا مثل غيرنا، طائفيون مثلنا مثل غيرنا بل وأكثر، يتهم باثارة البلبلة والفتنة، بل وربما يصبح هو الطائفي والعنصري. فنحن والعياذ بالله أهل الأخلاق والمساواة ولا شيء يعيب اخلاقنا، إياك أن تجرؤ ونتقد أو تسلط الضوء على مرض اجتماعي أو مشكلة فربما تتهم باثارة النعرات.
الداعي لهذا الكلام ظهور مجموعة وصفحة بإسمين (مكافحة الشوايا – لا للشوايا) من بضعة أيام على الفيس بوك يدعو فيه المنتسبون (إلا من انتسب ليعترض على المجموعة) إلى (مكافحة – حرق – قتل) الشوايا على طريقة هتلر. المجموعة مليئة بالشتائم والتعابير العنصرية. يبرر بعض أعضاء هذه المجموعة وجودها بأنهم ليسوا ضد فئة بل هم ضد أخلاق البعض الذين يعيثون فسادا في أحيائهم ويلطشون بناتهم. كلام انشائي كاذب يخفي وراءه حقدا عنصريا. لو كانت مشكلتهم أخلاقية أو مقتصرة على التحرش فهناك مجموعات مناهضة للتحرش في الفيس بوك أنشأها أبناء أرياف ومدن.
المشكلة ليست بسبب الفيس بوك طبعا لكن الفيس بوك أظهرها عارية أمام الكل. الشاوي كلمة تستخدم للتحقير و الإهانة في المدن وبعض القرى أيضا، تدل على البدوي أو أحيانا ساكن الريف (ابن المدينة يشتم الريفي بهذه الطريقة). وهي متداولة بشكل واسع في سورية ولا يوجد أحد لا يعرف هذا الامر. أصل الكلمة من الشواء لأن البدوي أو القروي حين يحل احدهم ضيفا عليه يشوي له طعاما. مفارقة ان صفة الكرم التي تنغنى بوجودها صارت تستخدم للتحقير.
وقد يطلق الحلبي على الرقاوي (ساكن الرقة) هذه الكلمة أو يطلقها الرقاوي على البدوي، أو الدمشقي على القروي. لا فرق. المشكلة ليست بمكان محدد بل بفكر عنصري بشكل عام.
نعم، خلاف الريف والمدينة (أو بشكل أدق خلاف البداوة والريف والمدينة) من أقدم الخلافات وأكثرها عقماً وغير مقتصر على بلد محدد، لكن ظهوره بهذا الشكل العنيف وبتلك الألفاظ العنيفة الحاقدة أمر ملاحظ في بلادنا. وكي نكون منصفين فالشعور متبادل بين الطرفين أغلب الأوقات للأسف.
يبقى أن نشير إلى أن العديد من مشتركي الفيس بوك السوريين استهجنوا هذا الأمر، لكني أخمن أنهم قلة في مجتمعاتنا.
هلوسات