عن الحكومة والشعب السعيد
نبيل الملحم
الحكومة افهم من بني آدم.. حكمة قالها 20 % من السوريين الذين صنفتهم الحكومة على انهم كسولين واكتئابيين، ولولا تهذيب الحكومة المعتاد ، لقالت عنهم : المجاديب.
والحكومة افهم، بدليل انها تعرف عن الشعب اكثر مما يعرف الشعب عن نفسه، وآخر ماطالعتنا به الحكومة من ابتكارات تجاوزت فيها قصورنا العقلي، انها نشرت احصائيات عن هيئة تخطيط الدولة تقول بأن مايزيد عن 83 % من السوريين أثرياء، ولا ندري كيف بنت الحكومة اعتقادها الناتج عن احصاءاتها، وبطبيعة الحال لا أحد بوسعه أن يكذب الحكومة فيما تقول، فان قال لك أصلع ان عدد شعرات رأسه مليار شعره فلن تتمكن عبر عمرك الفاني ان تحصي عدد شعر رأسه، وبالتالي البحر لايكذب الغطاس في مثل هذه الاحوال.
البحر لن يكذب الغطاس لحزمة أسباب، أولها ان للحكومة مركز احصاء قومي، يركب اذن الجرة حيثما شاء وكيفما شاء، ولكن هل للمجتمع الأهلي مؤسساته التي تحصي وتقرأ وتستخلص وتقول للغطاس :
-أغطس ونرى؟
بالتاكيد لا، فلسوريا حكومة، ومؤسسات حكومة ، وشعراء حكومة وكتاب حكومة ، وأندية رياضة (حكومة) وصحف حكومة، ونقابات حكومة، وكل شئ مربوط بالحكومة، وبالمقابل، ليس ثمة هيئة أهلية واحدة، تقول للحكومة تعالي نحاسب ونتحاسب، ونتعرف على حقائق بعضنا بعضا، لنتعايش ونتفاهم، ونرى الازمة في لحظة الازمة وفي تداعيات الازمة، ولحضور الاولى ونعني الحكومة ، وغياب الثانية ونعني مؤسسات المجتمع الأهلي ، فللحاضر حق القول، وللغائب الصمت، ومن حق الحاضر ان يتهم الغائب بالكسل والاكتئاب، وغدا نسمع عن الشيزوفرينيا، ونحال الى العيادات النفسية المملوكة للحكومة او لأولاد النافذين بالحكومة وشركاء الحكومة,
غريبة أرقام الحكومة، ومدهشة أرقام الحكومة، ومستفزة استخلاصات الحكومة، وعلينا كمحكومين للحكومة الصمت والتصديق، ولكن كيف بوسع الحكومة ان تكذب منظمات الشفافية العالمية التي صنفتنا كرابع بلد في الفساد بعد العراق والصومال والسودان؟ يعني بعد اللابلاد؟
ان كان كلام الحكومة صحيح، وان كان كلام منظمة الشفافية الدولية صحيح أيضا، فلهذا معنى واحد:
الفساد ينتج الرفاهية.
على الدانماركيين افساد مالم يفسد منهم ، ليصبحوا شعبا سعيدا مثلنا.
شوكوماكو