نعوة مناضل – الرفيق سهيل الشبلي المدلجي

تجمع اليسار الماركسي في سوريا
توفي الرفيق سهيل الشبلي المدلجي،عضو لجنة التنسيق للحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي)،في يوم الخميس 3كانون الأول2009إثر عملية جراحية في القلب.
الرفيق سهيل من مواليد مدينة الحسكة في عام1952.درس في كلية الحقوق ووصل للسنة الرابعة فيها من دون أن يكمل حتى نيل الإجازة في الحقوق،وليتوظف في المصرف الزراعي.
انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري في عام 1970،وفي أثناء الخلافات التي حصلت في الحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي) قبل وأثناء وبعد المؤتمر الخامس(كانون أول1978)وقف مع ماسمي لاحقاً باسم تنظيم”اتحاد الشيوعيين”وظل معهم حتى انضمام غالبيتهم ،في الشهر الأول من1987،إلى الحزب الشيوعي السوري(يوسف فيصل)،ليعود منذ ذلك الحين إلى صفوف الحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي)الذي كان يعيش منذ اعتقالات1980ظروف العمل السري.كان له دور رئيسي في إعادة بناء منظمتي الجزيرة وديرالزور إثر اعتقالات 1987و1988و1989،وليصبح منذ عام1989وحتى 2005سكرتيراً لمنظمة الجزيرة في الحزب الشيوعي(المكتب السياسي)،ومن ثم عضواً في اللجنة المركزية للحزب بين عامي1993و2005،وممثلاً للحزب في فرع الجزيرة ل(التجمع الوطني الديمقراطي).
في شهر حزيران 2006أصبح عضواً في لجنة التنسيق للحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي)وظل عضواً بها حتى يوم وفاته. حضر جلسة التوقيع على الوثيقة التأسيسية ل(تجمع اليسار الماركسي في سوريا)تيم في يوم الجمعة20نيسان2007بدمشق . كان ممثلاً للحزب في حوارات 2008و2009الهادفة إلى تشكيل (التيار الوطني الديمقراطي)الخط الثالث،وعضواً في لجنة الحوار بين الحزب الشيوعي (المكتب السياسي)وحزب العمل الشيوعي.
تميَز الرفيق سهيل بأخلاقه الحسنة،وبنظافة الكف في عمله الوظيفي،وبعدم الكره وبإنعدام الحقد عنده على من يختلف معهم في القضايا والتوجهات السياسية حتى تجاه من أساء إليه – وهم كثر-،وقد ظهر في جنازته وفي خيمة العزاء(وعند من لم يستطع الحضور للحسكة) مقدارماتركه في مدينته ومنطقة الجزيرة،وفي عموم سوريا،من محبة واحترام عند الكثيرين.
أيها الرفيق سهيل:ستبقى في القلب والعقل والوجدان…

رسالة تعزية
الرفاق الأعزاء في لجنة التنسيق للحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي):
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة الرفيق سهيل الشبلي المدلجي عضو لجنة التنسيق للحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي).
وينتهز المكتب السياسي للحزب اليساري الكردي في سوريا هذه المناسبة الأليمة ليتقدم إليكم ومن خلالكم إلى كافة مناضلي حزبكم وإلى ذوي الفقيد وأسرته بأحر التعازي القلبية متمنين لكم النجاح في عملكم ولأسرة الفقيد وذويه الصبر والسلوان.
أيها الرفاق الأعزاء
لقد عرفنا الرفيق سهيل مناضلاً كرَس جل حياته في محاربة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وضد الديكتاتورية،ومن أجل بناء بلد مزدهر تنتفي في ظله كافة أشكال الاضطهاد الطبقي والقومي، وأعطى في سبيل مُثُل الشيوعية كل إمكاناته وطاقاته. وتعززت معرفتنا به أكثر في السنوات الأخيرة من عمره حيث عملنا معاً من أجل بناء (تجمع اليسار الماركسي في سوريا)/ تيم/ وفي الحوارات الدائرة من أجل بناء تيار وطني ديمقراطي في سوريا والذي كان رفيقنا الراحل يحلم في النضال ضمن أطره من أجل إطلاق الحريات الديمقراطية، حرية التعبير عن الرأي، حرية الصحافة، حرية التنظيم وحرية الأحزاب والتظاهر، ومن أجل إلغاء احتكار السلطة وإلغاء الأحكام العرفية وحالة الطوارئ،وتحسين المستوى المعيشي للجماهير الشعبية.
لقد رحل الرفيق سهيل قبل أوانه، خاصة وأنه كان يعد بالكثير من العطاء، وبهذا فقد شكَل رحيله خسارة كبيرة ليس فقط لحزبكم و(لتجمع اليسار الماركسي في سوريا)/ تيم/ وإنما للشعب السوري بأكمله.
نكرر تعازينا القلبية لكم ولذوي الفقيد وأسرته،ونتمنى لكم الصبر والسلوان.
4 كانون الأول2009
المكتب السياسي للحزب اليساري الكردي في سوريا

برقية تعزية
أسرة الفقيــد:
تلقينا نبـأ وفـاة فقيـدكم المرحوم سهيل الشبلي ببالغ الحزن والأسى
لقد عرفته مناضلاً وطنياً ديمقراطياً عمل خلال حياته من أجل حريـة المواطـن
وكرامته وتحرير الأمة وتقدمها ووحدتها.
باسم التجمع الوطني الديمقراطي وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي :
نقدم التعازي الحارة للفقيد ورفاقه ونسأل الله أن يشمله برحمته ويلهمكم الصبر والسلوان
دمشق
حسن إسماعيل عبد العظيم

صباح الخير.. أيها الرفيق العزيز سهيل
فاتح جاموس
يبدو لي أن حظي،أو حظنا”نحن”، شروطنا..صعبة..أو سيئة هذه الأيام..الضغط والقمع..ومحاولات التدمير من كل صوب..”نحن”الشيوعيين في الخط الوطني- الديمقراطي في مواجهة الاستبداد واستلاب الطبقات الشعبية والمنتجة..ومواجهة خطط المراكز الإمبريالية- والصهيونية..
هذا الفريق إن صح التعبير..وفوق كل ذلك..يأتي المرض..والتخويف والموت ليصيبنا بالمزيد من التدمير..والخسارة تلو الخسارة…لكن خسارتك بالنسبة لي كانت كبيرة جداً في هذا الزمن الصعب.. كنت مصراً وبثبات على خدمة قناعاتنا وأهدافنا المشتركة..على الرغم من كل الصعوبات العامة..وصعوبات شرطك الخاص….اختبرت ذلك معاً في العديد من النشاطات…بشكل خاص في إطار(تجمع اليسار الماركسي)/ تيم/..لترسيخ هذا الإطار وتطويره..على مسار بناء حزب شيوعي موَحد….يعرف كيف يراجع كل ما هو ضروري بجرأة وانفتاح وعقلانية..
ماذا أقول….لا تخاف….الحياة قوية….ربما أقوى من الموت على الرغم من فظاعته…
ستبقى قناعاتنا ورؤيتنا وأهدافنا قوية…..ونعدك أن نستمر بحمل رايتها…كما حملتها…..
صباح الأربعاء 9 كانون الأول2009

رفيقك: فاتح محمد جاموس

كلمات.. ليست معبِرة
عماد يوسف
لاشك بأن عدد الشرفاء في هذا العالم يتناقص، في خضم التناقضات الهمجية والصراعات التي يعيشها عالم اليوم، ليتبين لنا حجم الخسارة التي تصيبنا عندما نفقد أحد هؤلاء القلائل الذين ينظرون إلى العالم، والناس، والطبيعة بعين صافية، وقلب ناصع البياض.أولئك الذين رسموا دروباً بحدودها وآفاقها، فوق طبائع البشر وتقاليدهم، واهتماماتهم وتطلعاتهم البسيطة. حاولوا، وإن أ فلحوا أم لم يفلحوا، فيكفيهم شرف المحاولة. هؤلاء هم مختلفون، أعمالهم صافية كما الغدير الرقراق في يوم ربيعي مشمس،والزهور تنتشر على جوانبه.
هكذا كان سهيل المدلجي: رقراقاً ، صافياً،كما جداول الجبال الشامخة.أبى إلا أن يناضل بقلبه الضعيف،علَه يستمد من ضعفه قوة يمنحها لرفاقه الذين آمنوا معه بفكرة، وكلمة، وعقيدة، رأى فيها شأنه شأن قلائل من المناضلين درباً لتغيير عالم أصبح مثقلاً بالتفاهات،عالم أصبح عبئاً على أبنائه،عالم ازداد فيه الظلم، فتحوَل إلى مقبرة حقيقية لهؤلاء الذين تتحلى قلوبهم بالطيبة، والحب، والأمل.
هكذا كان سهيل، جميلاً في كل شيء، بما فيه ذلك السلام الهادئ في بيته،الذي عرفته مرة وحيدة، والذي كان يكسوه السلام، حيث كان كل شيء في ذلك البيت يخلو من الصخب، من العجلة، من أي إيحاء يمكن أن تترجمه بعكس تلك الكاريزما التي كان يتمتع بها سهيل في أعماقه، وقلبه، وصدره.
برغم المسافات كان دائماً حاضراً بين الجميع،مع رفاقه،ابتسامته البسيطة، تلك التي كانت تعكس براءة داخلية عميقة، لم تستطع تجارب الحياة الغنية، وذلك الماضي المليء بالانكسارات لأحلام لم تر النور يوماً، وعذابات العمل، وحمل العائلة الثقيل، كل هذا لم يستطع أن يلوِث تلك البراءة النقية في صدره، وقلبه بالرغم من ضعف ذلك القلب،الذي غدر به في لحظة ربما كان فيها سهيل قد أفلته من عقاله لينشر بعض الحب في محيطه الجغرافي البسيط، ذاك الذي تنبسط فيه الأرض والسماء لتشكلا لوحة فسيفسائية فاتنة كان يغنيها دوماً بأسماء جديدة، وضحكات متجددة، ليؤلف بذلك تلك السمفونية العذبة المسامع، والتي يطرب لها قلبه، حين يضفي عليها من حبه، برغم الضعف الذي كان يلوِن تلك المضخة العجيبة.
أخيراً،أطلق ذلك القلب ندائه الأخير إلى المسافر في فضاءات الروح سهيل المدلجي لربط حزام الأمان إعلاناً بالوصول إلى المحطة الأخيرة من تلك الرحلة البائسة الجميلة، نعم بائسة وجميلة، فبرغم بؤسها كان يعرف سهيل كيف يستمد منها لحظات سعادة تعطيه الأمل بغد جميل، وطاقة كبرى تجعله يتحدى المصاعب ليستمر يوماً آخر!غير آبه باستغاثات قلبه التعب.
تعبُ، تعبُ،تعبُ!!!!!!!
هو ذا، جميلُ آخر يرحل من عالم الأشرار، رفيق درب ما تردد يوماً بشق الطريق لرفاقه كي يعبروا. قلبه لم يعد يحتمل هذا العالم. قلبه ارتأى أن يرتحل، فيغيب في صورته، ويبقى في روحه. يغيب في كلامه، ويبقى في عقله وأفكاره.
فلترحمك السماء أيها السهيل..فاسمك من أسماء نجومها ومجرَاتها. قد تكون هناك أقرب لما أنت منه، وما أنت عليه..
فلترحمك السماء..فلترحمك السماء
طرطوس في 9 كانون أول2009

الرفيق سهيل الشبلي المدلجي: ذكريات شخصية معه
محمد سيد رصاص
التقيت أول مرة بالرفيق سهيل في صيف عام2002 في بيت أحد الرفاق ببلدة السلمية. كان آتياً من دمشق عقب اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي). كنا نعرف بعض عن بعد، وكانت آرائنا متقاربة ضد قيادة الحزب التي كانت مستلمة زمام الأمور فيه منذ اعتقالات 1980 وبالذات بعد أيلول1987، وقد حصل أن وجد الكثير من الحزبيين أنفسهم – وبينهم كاتب هذه السطور والرفيق سهيل- متقاربين مع الرفيق رياض الترك الأمين الأول للحزب الذي اصطدم مع هذه القيادة ، منذ خروجه من السجن في 30أيار1998 وحتى اعتقاله في 1أيلول2001، بسبب توجهها للتخلي عن الماركسية وجعل الحزب “حزباً برنامجياً” يتحدَد من خلال برنامجه وليس عبر توجهه الفكري- المعرفي السياسي الذي ينتج، من خلال منهج معرفي، رؤية وبرنامجاً سياسيين لمكان وزمن مخصوصين. كان الرفيق رياض مازال في السجن يوم ذلك اللقاء مع الرفيق سهيل الذي أسَر يومها بمخاوفه من محاولات المسيطرين على القيادة من أجل عقد مؤتمر للحزب في غياب الرفيق الأمين الأول من أجل تمرير ما يريدون.
شعرت منذ ذلك اليوم بتقارب كبير في وجهات النظر، وإن اختلفنا في الوسائل، حيث كان سهيل معترضاً على طريقتي في جعل الخلاف علنياً ،وليس” داخلياً”، من خلال نشري لمقال في جريدة”النهار”، يوم10أيار2002، تناولت فيه أزمة المعارضة السورية ومنها حزبنا. وقد شعر كلانا بالأمل لما خرج الرفيق رياض الترك من السجن في منتصف تشرين ثاني2002 ليستمر هذا أشهراً قبل أن يقترب الرفيق رياض من أولئك القياديين ويتبنى وجهة نظرهم بعد أن اقتنع الأمين الأول للحزب، إثر سقوط بغداد في يوم 9 نيسان2003 وبالذات بعد رحلته للغرب في خريف2003، بأن هناك”رياح غربية” ستهب على دمشق وبأن الماركسية ليست ملائمة لملاقاة هذه الرياح وما “ستولده” من “تحولات سياسية سورية”، وإنما”يجب” البحث عن أيديولوجية أخرى. هنا، استمر خلافنا ،أنا وسهيل،على طرق مكافحة هذا الاتجاه في الحزب الذي أصبح قوياً إلى حد بعيد إثر انضمام الرفيق رياض إليه، وقد ظل سهيل مقتنعاً بـ”النضال الداخلي” ضد هذا الاتجاه حتى أصابوه باليأس من ذلك في المؤتمر الذي عقدوه في 2005 وأسسوا من خلاله (حزب الشعب) وخاصة لما هدده أحد القياديين لما ترشح لعضوية اللجنة المركزية لهذا الحزب ،ثم لما عقدوا مؤتمراً لمنظمة الجزيرة في (حزب الشعب) من دون علم سهيل الذي كان سكرتيراً للمنظمة حتى ذلك اليوم من شهر نيسان2006 ومع استبعاد غالبية الحزبيين بالمنظمة ، بعد أن تفاقمت الخلافات بينه وبينهم وخاصة إثر نشره مقالاً في أوائل عام2006 ينتقد فيها المضامين الفكرية- السياسية ،والسياسية،لوثيقة” إعلان دمشق”.
على هذه الخلفية اقتنع سهيل بالمشاركة في تجربة لجنة التنسيق للحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) منذ شهر حزيران2006: كانت مشاركته في عمل اللجنة، ومهماتها، ديناميكية ومتميزة، وتتصف بالدقة التي تميز من خبر وتعلم التنظيم في الحزب الشيوعي،إلاأن هذا لم يؤد به، كما بالكثير من الشيوعيين، إلى القوقعة التنظيمية والتعالي على غير الشيوعيين، بل كان منفتحاً على العديد من القوى السياسية، ويتعامل معها بسلاسة، ولكن بمبدئية،ما جعله محترماً من الآخرين ، حتى من الذين يختلف معهم.

انطباعات شخصية
نايف سلّوم
جمعتني حوارات /تيم/ وحوارات “الخط الثالث” (التيار الديمقراطي/ الوطني) بالرفيق سهيل الشبلي. كان يوحي هذا الرجل الأسمر البشرة ببعض العصبية في ردّات الفعل ، وكنت أظن أنه من النمط المتعصب لرأيه، بل المتشدد أحياناً. كان يتمتع بإصغاء داخلي لمشاكل منطقته الفعلية، عندها أنظر إلى تشدده في الحوار بنوع من الاهتمام. وكثيراً ما ظن البعض أن لديه أسلوب “نزوعي” كالنزعة القومية العربية ، لكن ظهر إثر وفاته أنه لم يكن أكثر من ضيق صدر بقلب أضعف من أن يحمل كل هذا الهاجس وهذا الوفاء لبلد وشعب يستحقان ذلك ، ويفخران بفقيدنا العزيز سهيل الشبلي المدلجي
وأنا أنظر إلى الحركة الاشتراكية الماركسية في سوريا، وأرى سهيل وقد تقدمها
كل العزاء لأهله ورفاقه في لجنة التنسيق للحزب الشيوعي /المكتب السياسي/ ولتجمع اليسار الماركسي في سورية /تيم/
نايف سلّوم
حمص 10/12/2009

شكر على تعزية ومواساة
نتوجه بالشكر والعرفان لكل من تقدم بعزائنا و مواساتنا لمصابنا الكبير في فقيد شعبنا وأسرتنا المناضل والسياسي سهيل الشبلي المدلجي (أبو نــوّار ) سواء كان ذلك بالحضور الشخصي أو إرسال أكاليل الزهور أو بالاتصال هاتفيا أو برقيا أو عبر البريد الإلكتروني.
و نشعر ببالغ السؤدد و كثير من الامتنان للمشاركة الشعبية الواسعة في التشييع و العزاء من قبل أبناء شعبنا السوري بمختلف أطيافه و توجهاته وفاء للراحل الكبير و مواقفه الوطنية النبيلة.
كما نقدر عاليا الالتفاف الشعبي من حولنا لأبناء مدينة الحسكة عربا وكوردا و سريان و أرمن وآشوريين : مسلمين و مسيحيين و كل أطياف محافظتنا و محاولتهم تخفيف هول الفاجعة عنا .
و نخص بالشكر كافة الأحزاب والتنظيمات و القيادات و المسؤولين و الشخصيات و الفعاليات الوطنية.
للجميع منا كل الشكر
سائلين المولى ألا يفجعكم بعزيز