صفحات الشعر

خمس قصائد من ديوان كافافيس -الأعمال المنشورة-

null
قسطنطين كافافيس

[رغبات ]
مثل أجساد جميلة، لم تدركها الشيخوخة،
ذرفت عليها الدموع، وهي تواري ضريحا فخم البناء،
على الهامات نضدت ورود، ونثر الياسمين عند الأقدام.
مثل أجساد كهذه هي الرغبات التي ولت
دون وفاء، دون أن يقدر لها قط
ليلة من ليالي المتعة، ولا حتى صباح من أصبحتها
العامرة بالضياء.

[أصوات ]
أصوات خفية حبيبة، أصوات أولئك الذين ماتوا، أو أولئك الذين هم بالنسبة إلينا ضائعون مثل الموتى، تتكلم في حياتنا أحيانا، وأحيانا في الفكر يسمعها العقل.
ومع أصدائها تعود برهة أصوات من قصائد حياتنا الأولى، مثل موسيقى بعيدة في الليل تخبو.

[دعاء ]
ابتلع اليم في أعماقه بحارا.
ولم تعلم أمه بالخطب فمضت تشعل أمام العذراء شمعة طويلة، حتى يظل الجو صحوا ويعود ابنها سريعا.
وراحت الأم ترهف السمع للرياح، وتقيم الصلوات وتبتهل.
على أن صورة العذراء المنصتة خيمم عليها حزن وكآبة،
فهي تعرف أن الفتى لن يعود.

[شموع]
أيام الغد تقف أمامنا مثل صف من الشموع الصغيرة الموقدة، شموع صغيرة ذهبية حارة ومفعمة بالحياة.
الأيام الماضية تبقى خطاً حزيناً من الشموع المطفأة، وأقربها ما زال الدخان ينبعث منها، شموع باردة ذائبة ومنحنية.
لا أريد أن أراها، فمرآها يبعث الشجن في نفسي، ويشقيني أن أذكر نورها الأول، فأنظر قدما إلى شموعي الموقدة.
لاأريد أن التفت ورائي خشية أن أبصرها فيتملكني الرعب، وأنا أرى الخط المظلم يمعن في الطول، والشموع المطفأة سرعان ما تتزايد.

[النوافذ ]
في هذه الغرف المظلمة التي أمضي فيها أياما ثقالا، أروح و أغدو باحثا عن النوافذ.
عندما تنفتح نافذة سيكون عزاء. لكن النوافذ لا أثر لها، أو اني غير قادر على أن اعثر عليها.
وربما كان من الأفضل ألا أجدها، ربما كان النور عذبا جميلا. من يدري كم من أشياء جديدة ستظهر.

موقع جدار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى