المطرُ خاصٌّ أبداً ….
المطرُ .. يبرّدُ جسمكَ بقصد … كي تذهبَ – بقصد المطرِ ذاته – إلى دفءِ فكرتك .. فتروحُ إلى جسدِ الحبيبِ كما لو أنّ رائحتهُ تحومُ في أنفِ فكرتك… وتنادي عليهِ .. ولا تعرفُ ما الفرق هنا .. بين النّداء … و الحاجة…
فأنت..تحتاج أن تناديه… وتناديه محتاجاً …
المطرُ خاصٌّ أبداً …
يمنحُ جسدكَ الشّهوةَ… ويلغي المسافةَ بينك وبين من تحبّ لدرجةِ أنّك تراهُ يمتزجُ مع أصابعك …
المطرُ يقهَرك… يأتيكَ بغتةً دونَ إذن ..يغريكَ برائحةٍ تشبهُ رائحةً اثنينِ متعبين من ممارسة الحبّ …
المطر يغويك … يلغي واقعاً أنتَ فيه … ويأخذكَ إلى زاويةٍ في الرّأس … هي لكَ … ولحبيبٍ تخترعهُ أيضاً بقصد المطر ….
المطرُ يخونك … عندما يأتي .. يأتي بمفرداته … ولا يمنحكَ قاموساً ..فتسكتُ عندما تفكّر بإقناعِ حبيبك بالمجيء إلى خِدرك .. مدّعياً أنّك وهو .. تدركانِ دون الشّرح .. ما يعني لقاءكما والمطر … فتسكان أو تبكيان .. أو تمارسان حبّاً في الفضاء ….
المطر نبيذُ حاله ….
يبدأ المطر بالهطول .. ويتوقّف بقرارٍ يعنيه … لا يقبلُ أن تشاركهُ بشمعةٍ أو كأس نبيذٍ أو قصيدة … المطر يفرض حريّته عليك ….
المطرُ ساحرٌ يحوّل الأرانب إلى حمام ….
تنظر إليه من شبّاكك … فترى في قطراتهِ ذاكرةً أو حلم … تتعرّى من ثيابك وتركض فيه … دون أن تتعرّى من ثيابك وتركض فيه … تتحدّث عن أشياء تتعلّق بالمطر … ولا تتحدّث عن المطر …المطرً حارسُ سرّه …..
المطر .. علامةُ انتظار …
هذا بالنّسبة لي … فتكوينُ المطر من رمادّيةِ السّماء… إلى حينِ هطوله … يقيّد يديَّ إلى كرسّيٍ تحتي … يُعلمني بأنّكِ قادمة … وتعلمينني – أنت – بأنّك قادمة …… أستنفرُ شِعري ورجولتي ومسامَ جلدي تأهّباً لحديثٍ طويلِ الهوى معك … ولا تأتين ..
كيف لا تأتين … وتدّعين في الوقت ذاته .. امتلاكك قاموس مفردات المطر ..
هل كلّ من يعرف قيمة المطر .. يغوي ويغري ويقهر ويحوّل الأرانب إلى حمام ….؟؟
أحتاجُ أن أناديكِ .. وأناديكِ محتاجاً ….
أهطلُ أنا الآن … على خصركِ المخترع…
ليتكِ تعرفين ….. كم قاسٍ هو المطر..
كم لا معنى للمطر …. عندما بقصدٍ يشبه قصد المطر…:
تضحكين..و لا تأتي …
http://seesan-caligula.blogspot.com/