أين نزار رستناوي
* مصادر حقوقية: الناشط الحقوقي نزار رستناوي لقي حتفه في أحداث سجن صيدنايا.. والتيار الإسلامي في الداخل قلق على صحة هيثم المالح
أكدت مصادر حقوقية، “على نحو لا يرقى إليه الشك”، أن الناشط الحقوقي السوري نزار رستناوي الذي انتهت فترة محكوميته منذ أكثر من عشرة أشهر؛ قد قضى نحبه خلال أحداث سجن صيدنايا عام 2008، في حين أن السلطات ما زالت تتكتم على مصير السجناء الذين انقطعت أخبارهم منذ ذلك الحين.
وقالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في “نداء عاجل للكشف عن مصير الناشط الحقوقي نزار رستناوي” إن مصدراً مطلعاً أفاد اللجنة “على نحو لا يرقى إليه الشك حسب وصفه بأنه لا أثر للناشط الحقوقي نزار رستناوي في سجن صيدنايا العسكري، وأنه قد لقي حتفه فعلاً خلال أحداث سجن صيدنايا الأليمة في صيف عام 2008”.
واعتقل نزار رستناوي (50 سنة) في 18/4/2005 أثناء عودته بسيارته الخاصة إلى منزله بقرية مورك (محافظة حماة) وحكم عليه بتاريخ 18/4/2006 بالسجن أربع سنوات بتهم نشر أخبار كاذبة وتحقير رئيس الجمهورية ونقل إلى سجن صيدنايا العسكري. وعندما انتهت فترة اعتقاله في 18/4/2009 لم يفرج عنه ولم تعلم أسرته بمصيره.
ويعتقد أن العشرات من السجناء قضوا في أحداث السجن التي استمرت عدة أيام. ومنذ الأحداث الدامية منعت السلطات الزيارات عن السجناء قبل أن تسمح بعدد محدود من الزيارات، في حين أن عدداً كبيراً من السجناء لم يُسمح بزيارتهم كما أن آخرين لم يجلبوا إلى المحاكم حيث يتم تأجيل محاكماتهم دون تفسير. ولم تقم السلطات رغم مرور نحو سنة ونصف على الأحداث بإبلاغ أهالي السجناء بمصير أبنائهم، وهو ما أثار قلق الأهالي والمنظمات الحقوقية على مصير هؤلاء السجناء.
ويقدر عدد السجناء في صيدنايا بنحو 2000 سجين، غالبيتهم من المعتقلين الإسلاميين من توجهات مختلفة، إضافة إلى معتقلين أكراد ومعارضين آخرين.
وأبدت اللجنة السورية لحقوق الإنسان “بالغ قلقها على مصير نزار رستناوي لتطالب السلطات السورية بالكشف عن مصيره وإطلاق سراحه إن كان حياً أو الكشف عن ملابسات وفاته إن كان ميتاً”، وناشدت “المجموعات الحقوقية بالعمل لمعرفة مصير المذكور وملابسات استمرار اعتقاله بعد مضي عام على انتهاء فتره حكمه أو ملابسات اختفائه القسري”.
المالح:
من جهة أخرى، عبر التيّار الإسلامي الديمقراطي في الداخل السوري عن “قلقه البالغ” إزاء نبأ تدهور صحّة الناشط الحقوقي البارز المحامي هيثم المالح، البالغ من العمر ثمانين عاماً.
وقال التيار في بيان تلقت أخبار الشرق نسخة منه إنه “على الفور تمّ الاتصال بزوجته فأكّدت الخبر وأنّه لا يزال ينام على أرض المهجع في سجن عدرا المركزي – قرب دمشق – بدون تأمين سرير له على الرغم من الأجواء الباردة”.
وقال التيّار الإسلامي الديمقراطي في الداخل السوري “الّذي مُنع بعض أفراده من حضور جلسة المحكمة العسكرية المنعقدة يوم الاثنين الثاني والعشرين في دمشق للنظر في الافتراء المقدّم ضده من قبل عميل السلطة في السجن بتهمة ملفّقة هي التهجم على الرئيس بشّار الأسد؛ يناشد السلطة السياسية في الجمهورية العربية السورية وعلى رأسها الرئيس بشّار الأسد أن يتحلّوا بالمسئولية التاريخية وأن يسارعوا فوراً إلى الإفراج فوراً عن الشخصيّة الحقوقية العالمية الأستاذ الشيخ هيثم المالح. قبل فوات الأوان – لا سمح الله – مع الاعتذار منه، كما حصل مع المهندس العبقري عبد الستّار قطّان والّذي توفيّ بعد أشهر من الإفراج عنه وكان يعاني من الفشل الكلوي”.
ونبه التيار إلى أنّ “الأستاذ هيثم المالح الّذي يعاني من أمراض مزمنة أهمّها: مرض السكّري وقصور مرضي في الغدّة الدرقية وغيرها. فإنّ حياته معرّضة للخطر نتيجة الأمراض العضال الّتي يعاني منها في سنّ الشيخوخة”.
وحذر “السلطات المسئولة في النظام السوري من كارثة فقدان حياة هذا الرجل الكبير والّتي ستعتبر- لا سمح الله – وصمة عار في جبين المسئولين، حيث يذكر اسمه مع الرجال العظام الّذين يذكرهم التاريخ على مدى الأجيال أمثال: غاندي وجيفارا ومانديلاّ وحسن البنّا وسيّد قطب” حسب البيان.
ودعا التيار “المنظمات الحقوقية الدولية إلى مطالبة النظام السوري بالإفراج فوراّ عن المناضل القانوني هيثم المالح وتشميله فوراً بالمرض العضال الوارد بالعفو الرئاسي الأخير”. وختم بالقول: “إننا ندعو الله عزّ وجل أن يمدّ في عمر هيثم المالح ويحفظه من كلّ مكروه وذلك حرصاً على سمعة سوريه الحبيبة – سورية النظام والدولة والشعب السوري الأبيّ التوّاق للحرية والأمن والعدالة والمساواة”.
أخبار الشرق