وحوش سيريا تيل .. ام تي ان

نبيل الملحم
مع أن المكالمات الخليوية هي الأعلى سعرا من مثيلاتها في الدنيا كل الدنيا، ومع أن دخل السوري هو من أدنى الدخول في الدنيا كل الدنيا، وصلت فاتورة مكالمات مجموع السوريين خلال العام الفائت الى ملياري دولار.. واحسبوها معنا .
دونم الارض الواحد في مناطق سورية تأخذ روحها من الجنة، كمناطق في جبال الساحل السوري، لايتجاوز ألفي دولار، مايعني ان مجموع ماأنفقه السوريون على الحكي مائتي ألف دونم أرض، وهي مساحة كفيلة ببناء دولة صغيرة، بحجم قبرص في شقها اليوناني، أو في شقها التركي، وكل شبر من هذه الاراضي يحمل ظلا وشجرا وخضرة وبيئة وطبيعة وانسانا غير ملوث بـ :” الحكي”.
ملياري دولار، كلها ذهبت الى جيب واحد أو جيبان او مجموع جيوب لاتفتح جيبها ولو مرة واحدة على الاقتصاد الوطني لتمده بالتنمية الطيبة، وتنزع منه البطالة واليأس والانتحار، والرعب من المستقبل، ومن المستقبل الذي لن يعوزه لا المنتحرون ولا بياعو الأعضاء البشرية، كما لايعوزه بيع اولادهم حين يصبح الرغيف حصانا وحشيا وتصير مطاردته بحكم المعجزة.
السوريون اشتروا ملياري دولار من الهواء، والهواء يفترض أن يكون لهم بمجموعهم، والمليارين، لابد وأنهم ذهبوا في السؤال عن نوع الطبخة، وعلى الغزليات، وعلى موعد غالبا لايصل أحد طرفيه الى الموعد في الموعد.
رقم مدهش تصوروا لو خصص في الانفاق على التعليم، وتصوروا لوخصص على البحث العلمي، وتصوروا لو خصص على رعاية الاطفال، وتصوروا لو وظف في مجال الطاقات البديلة، وتصوروا لو وظف في القطاع الزراعي؟ تصوروا كل ذلك واحسبوها، مع رجاء ان يمسك القارئ بقلم وورقة ويحسب مجموع تكاليف مشروعه المامول، ويتساءل:
كم ألف مشروع شبابي يمكن لما أنفق على الحكي أن يفعل بالحياة العامة؟
كم ألف من مهاجري الجزيرة السورية يعودون الى قطنهم؟
كم طفلا يولد مطمئنا على أم لن يجف حليبها من سوء التغذية؟

قصة الغول.. هذا هو الغول المسمى سيريا تيل، والام تي ان، والبشرية المتفرغة لعلك الكلام، وتقيؤات الصباح التي تبدأ بـ :” كيفك ياحبي”، ثم يأتي من يقاسمك الحبيبة .
شوكوماكو