موت قمر
شيركو بيكه س
ليلة أمس
هوى القمر في بحيرة دوكان
ولم يدر أحد.
غرق حبّ أخضر
قضى نغـم أبيض،
ولم يدر أحد.
ليلة أمس
هوى القمر،
سقط فوق الوطن
ولم ترتعد فرائص الوطن.
ولم يدر التاريخ أيضا
ولم يدر أحد.
ليلة أمس
هوى القمر في بحيرة دوكان
وعلى ضفة خريف،
تهاوت شجرة الشعر
كلمة فكلمة ورقة فورقة.
ليلة أمس
وفي شعب من شعاب جبل
وسط صمت نديّ لغابة
جثا تاريخ كثّ الشارب
ومحنيّ اللحية،
جاعلا الليل قفازاً له
ومعتمرا طاقية
لينحر قمر ليل.
ليلة أمس
هالة من هالات أحزاني
زعقت وسط دوامة دم،
وتشظّى مبنى زجاجي لسماء صحو
وهوى نجم ميت
لكن، لم يدر أحد.
ليلة أمس
هوى قمر
وتشظّى شعاع
وسقطت هالة في نهر
فصار النهر تابوت لجين.
سقط الحلم المفتت فوق الماء،
وتعالت الأنفاس ضبابا
صارت الدموع صغار أسماك،
والجريمة طحلب النهر
والماء يضج عويلا.
الماء امرأة من قرية سكين
وفتاة من قبيلة حقد
ومن عشيرة صل،
تهرب منكسة الرأس
وموج جدائلها يتلاطم
ورأسها يصطدم بالجنادل
لتوصل جسد العشق المتشظي
إلى مدفن المدينة العريق.
لكن حتى عند ذاك أيضا،
في وطن الذكورية
في بلاد الشوارب
حيث قانون العمائم والأساطير،
لم يدر ذكرٌ بذلك
لم يعرف قانونٌ بذلك
لم تعلم محكمةٌ بذلك
ولم يدر أحد.
في كل مرة
تحطم القبيلة سراج ثدي غزالة،
وفي كل ليلة
تتخضب لحية
بدم قصيدة أنثوية لي،
لأجل غلمان الجنة.
وفي كل مرة في كل مرة
يأتي سيف نوراني
ليلفّ شيرين ويخطفها.
ليلة أمس
سقط القمر في بحيرة دوكان
وقضى الماء كمدا،
غرق حبّ أخضر
مات نغم أبيض
وتوقف قلب قصيدة
ولم يدر أحد.
ترجمة صلاح برواري
النهار