شعرية بودلير النثرية تكشف طابورا من الابناء والاحفاد
ترجمة عربية لديوان ‘ سأم باريس’ في المجلس الاعلى للثقافة
محمود قرني
القاهرة ـ ‘ القدس العربي’ عن المشروع القومي للترجمة الذي يصدره المجلس الاعلى للثقافة صدرت الترجمة العربية لديوان الشاعر الفرنسي شارل بودلير ‘ سأم باريس ‘ بترجمة للشاعر محمد أحمد حمد ومراجعة الدكتورة كامليا صبحي، وكان الكاتب والمترجم بشير السباعي قد سبق له ان قدم ترجمة للكتاب نشرتها كاملة مجلة ‘ الكتابة الاخرى’ في العام الماضي، رغم ان المترجم يشير الى ان ترجمته هي الاولى للديوان الى العربية وإن ترجمت بعض القصائد المختارة من هذا الديوان في مواضع متفرقة.
يرصد المترجم ان بودلير بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه ‘ ازهار الشر’، مدفوعا بالرغبة في شكل شعري يمكنه استيعاب العديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبرى حتى يقتنص في شباكه الوجه النسبي الهارب للجمال حسب تضمين المترجم، الذي يضيف ان بودلير وجد ضالته فيما كتبه الوزيوس بيرتيران من بالادات نثرية مستوحاة من ترجمات البالادات الاسكتلندية والالمانية الى الفرنسية. والبالاد يعرفه المترجم بالنص الذي يشبه الموال القصصي في العربية وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما على جمود الكلاسيكية.
وفي عام 1861 بدأ بودلير في محاولة لتدقيق اقتراحه الجمالي وتنفيذه فكتب هذه القصائد التي تمثل المدينة اهم ملامحها والتي يراها حسب المترجم، معينا لا ينضب من النماذج والاحلام .
ويرصد المترجم ان الشاعر شارل بودلير كان يرى ان الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة وهي القصائد التي اضيفت الى ‘ ازهار الشر’ في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان ‘ لوحات باريسية’ .
لم ينشر ديوان ‘ سأم باريس’ في حياة بودلير، وهو الديوان الذي لم يتحمس له غوستاف لانسون وسانت ـ بيف، هذا الديوان الذي اثر تأثيرا عارما في الاجيال اللاحقة.
وهنا ننقل نص الرسالة التي بعث بها بودلير الى صديقه ارسين هوساي رئيس تحرير صحيفة ‘ لابريس’ التي نشرت القصائد العشرين الاولى من هذا الديوان التي بعث بها بودلير رفق رسالته:
رسالة الى ارسين هوساي
صديقي العزيز، ارسل اليك عملا صغيرا، ليس بمقدور المرء ان يقول عنه، دون ظلم انه لا ذنب له ولا رأس بما ان له على العكس من هذا رأسا وذنبا في الوقت نفسه، بالتناوب وبالتبادل، ارجوك ان تتأمل مدى روعة اسباب السعادة التي يقدمها التأليف الى الجميع، اليك والى القارئ، فنحن نستطيع ان نقطع حيث نشاء. اقطع انا احلامي وانت تقطع المخطوط والقارئ يقطع قراءته لاني لا اعلق الارادة العنيدة لهذا الاخير على خيط لا ينتهي في حبكة لا طائل من ورائها. احذف فقرة من هذا الخيال المؤلم وستلتئم القطعتان دون ألم، هشمه الى شظايا كثيرة وسترى ان كل شظية يمكنها ان توجد بمفردها وعلى أمل ان تصبح بعض هذه القطع حية بما يكفي لامتاعك والترويح عنك فاني اجرؤ على اهداء الثعبان اليك بأكمله.
وعندي اعتراف بسيط اقدمه لك وهو انه عند تصفحي للمرة العشرين على الاقل، لديوان ‘ جاسبار الليل الشهير’ لألوزيوس بيريتران (وهو كتاب معروف لك ولي ولبعض اصدقائنا، أليس له كل الحق في ان يسمى شهيرا؟) جاءتني فكرة ان اقوم بتجربة شيء مشابه وان اطبق على وصف الحياة الحديثة او بالاحرى حياة حديثة اكثر تجريدا النهج الذي طبقه في تصويره للحياة القديمة المليئة بالصور على نحو غير مألوف. من منا لم يحلم ايام طموحه بمعجزة نثر شعري موسيقي بلا ايقاع وبلا قافية، اكثر مرونة واشد تفاوتا في اللفظ ليتلاءم مع الحركات الغنائية للروح وتموجات الاحلام وقفزات الوعي؟
فمن معايشة المدن الكبرى خصوصا ومن تشابك علاقاتها التي لا تحصى ولد هذا المثال المؤرق وانت نفسك يا صديقي ألم تحاول ان تترجم الصرخة الحادة لصانع الزجاج في اغنية وان تعبر في نثر غنائي عن كل الايحاءات المحزنة التي ترسلها هذه الصرخة الى حجرة السقف عبر الضباب بالغ الارتفاع في الشارع؟ ولكن لاقول الحق اني اخشي الا تكون غيرتي قد حملت لي حسن الحظ، فما ان بدأت العمل حتى ادركت انني لم ابق فقط بعيدا تماما عن نموذجي الغامض الباهر لكنني ادركت انني لم ابق فقط بعيدا تماما عن نموذجي الغامض الباهر، لكنني ادركت ايضا اني صنعت شيئا ما ( اذا كان يمكن تسميته شيئا ما) مختلفا على نحو فريد، وهي صدفة كفيلة بجعل الاخرين جميعا ـ الا انا ـ يشعرون بالفخر دون ريب، ولكنها لن تستطيع الا ان تحط بعمق من شأن روح ترى ان اعظم ترف للشاعر هو ان ينجز بصورة صحيحة ما خطط لتحقيقه.
صديقك المخلص شارل بودلير
هذا ويقع الكتاب في 175 صفحة من القطع المتوسط تصدر بمقدمة للمترجم محمد احمد حمد واختتم بمقدمة ثانية للمحقق ايف فلورين الكاتب المسرحي والروائي الذي حقق اعمال بودلير الكاملة عام 1972 وصدرت عن المكتبة الفرنسية العامة سلسلة الجيب. وهنا بعض قصائد ديوان سأم باريس :
مختارات من ديوان ‘ سأم باريس’
شارل بودلير
المترجم: محمد احمد حمد
مراجعة: كامليا صبحي
هكذا سريعا
طلعت الشمس مئة مرة من قبل، مشرقة او حزينة، من هذا الحوض الهائل للبحر الذي لا تدرك شواطئه الا بعناء، وغاصت مئة مرة متلألئة او كئيبة في حمامه المسائي الهائل، ومنذ عدة ايام، كنا نستطيع ان نتأمل الجانب الآخر من قبة السماء، وان نفك شفرة حروف الهجاء السماوية من اقاصي الارض، وكان كل مسافر يئن ويهمهم. وكأن الاقتراب من الارض يزيد من معاناته، وكانوا يتساءلون: متى اذن نتوقف عن النوم الذي يهزه الموج. وترهقه ريح يرتفع صريرها اعلى من غطيطنا، متى نستطيع ان نأكل من اللحم غير المملح كالعنصر الكريه الذي يحملنا؟ متى نستطيع ان نهضم في مقعد ثابت؟ .
وكان منهم من يفكرون في اوطانهم ويتحسرون على زوجاتهم الخائنات المتجهمات وعلى ذريتهم المتصايحة. كانوا جميعا يكاد يصيبهم الجنون لصورة الارض الغانية التي اعتقد انهم سيأكلون من عشبها بكثير من الحماسة كالبهائم.
واخيرا ظهرت علامة لساحل. ورأينا عند اقترابنا انه كان ارضا رائعة مبهرة. كان يبدو ان موسيقى الحياة قد استحالت الى موج هامس وان شواطئها الغنية بالخضرة من كل الانواع، تضوع روائح منعشة من الازهار والفاكهة لمسافة بعيدة.
وفي الحال صار الكل سعيدا وهجر مزاجه السيئ ونسيت كل المعارك. وغفرت كل الاخطاء المتبادلة، وكل المبارزات المتفق عليها محيت من الذاكرة، وتطايرت الاحقاد كالادخنة.
وكنت انا وحدي حزينا، حزينا على نحو غير مفهوم كنت اشبه كاهنا انتزع منه معبوده، لم اكن استطيع دون مرارة مؤلمة. ان انفصل عن هذا البحر المغوي على نحو بالغ الوحشية عن هذا البحر المتقلب بطريقة لا نهائية تماما رغم بساطته المرغبة، والذي يبدو انه يحوي في داخله، ويمثل بألعابه، وهيئته وثوراته وابتساماته الطبائع والعذابات والمسرات لكل الارواح التي عاشت والتي تعيش والتي ستعيش!
وعند قولي وداعا لهذا الجمال الذي لا يقارن، شعرت اني حزين حتى الموت، وهذا هو السبب الذي يجعلني عندما يقول احد رفاقي اخيرا! اصيح قائلا: هكذا سريعا؟ .
ومع ذلك كانت هي الارض، الارض بكل ضجيجها وشهواتها. وبضائعها، واعيادها كانت ارضا غنية هائلة ملأى بالرعود التي ترسل الينا عطرا غامضا من الورد والمسك، وكانت تصلنا منها موسيقى الحياة في همس عاشق.
النوافذ
ان ذلك الذي ينظر من الخارج عبر نافذة مفتوحة، لا يرى مطلقا كثيرا من الاشياء كذلك الذي ينظر الى نافذة مغلقة: فلا يوجد شيء اكثر عمقا واكثر غموضا. واكثر خصوبة، واشد، عتامة واكثر اشراقا من نافذة مضاءة بشمعة. ذلك ان ما يستطيع الانسان رؤيته في الشمس يعد اقل اثارة للاهتمام دائما من ذلك الذي يحدث خلف الزجاج، ففي هذه الفتحة السوداء او المضيئة تحيا الحياة، تحلم الحياة، تقاسي الحياة.
اني المح في الناحية الاخرى من موجات السقوف امرأة ناضجة هاجمتها التجاعيد بالفعل، فقيرة، تنحني دائما على شيء ما، لا تخرج ابدا بوجهها، بملابسها، بايماءاتها، بلا شيء تقريبا، اعدت صياغة قصة هذه المرأة، او بالاخرى اسطورتها. وفي بعض الاحيان، اقصها على نفسي باكيا، ولو انها كانت رجلا فقيرا عجوزا لكنت اعدت صياغة قصته بنفس السهولة، واني لارقد فخورا بأني قد عشت وقاسيت آلامي من خلال اخرين غيري.
ربما تقول لي: امتأكد انت من ان هذه الاسطورة هي الحقيقة؟ ماذا يهم حتى لو كانت الحقيقة موجودة خارج ذاتي، ما دامت تساعدني على الحياة، وعلى الشعور بكياني، وبماذا اكون؟
الرغبة في الرسم
كان الرجل سيئ الحظ، ولكن محظوظ هو الفنان الذي تمزقه الرغبة.
اني اتوق الى رسم تلك التي لم ارها الا نادرا ثم اختفت بسرعة بالغة كشيء جميل يفتقده المسافر الذي غيبه الليل، وكم مضى وقت طويل منذ اختفائها.
انها جميلة. واكثر من جميلة، انها مذهلة يشع منها السواد وكل ما تلهمه ليلي وعميق، عيناها كهفان يتلألأ فيهما الغموض ونظرتها تضيء كالبرق وكأنها انفجار في الظلمات. لو كان لي ان اقارنها بشمس سوداء. اذا استطاع الانسان ان يتصور نجما اسود يصب الضوء والسعادة. ولكنها تبعث على التفكير عن طيب خاطر في القمر الذي اثر عليها، دون شك بسطوته الرهيبة، ولست اعني القمر الابيض الذي يلهم الغزليات الرعوية، والذي يشبه عروسا باردة، وانما القمر المشؤوم المسكر المعلق في عمق ليلة عاصفة، وتدفعه غيوم تجري، ليس القمر الوادع الحذر الذي يزور نوم الرجال الانقياء، ولكن القمر المنتزع من السماء، مهزوما وعاصيا، ويرغمه سحرة تساليا بقسوة على الرقص فوق العشب المرتجف.
وفي جبينها الصغير تسكن الارادة الصلبة وحب الفريسة، مع ان اسفل هذا الوجه المقلق، حيث فتحتا الانف المتحركتان تستنشقان المجهول والمستحيل. تشرق برقة لا يمكن التعبير عنها، ضحكة فم واسع، احمر وأبيض ولذيذ، يمنح الحلم بمعجزة زهرة رائعة تتفتح في ارض بركانية.
ان من النساء من يلهمن الرغبة في قهرهن والتمتع بهن، ولكن هذه تمنح الرغبة في الموت ببطء تحت بصرها.
افضال القمر
نظر القمر الذي هو النزوة ذاتها، من النافذة، فيما كنت تنامين في مهدك وقال لنفسه: تعجبني هذه الطفلة، ونزل في نعومة على سلمه الغيمي ومن دون صخب عبر الزجاج وبسط نفسه عليك في رقة ام حانية، ونشر ألوانه على وجهك. فبقيت حدقتا عينيك خضراوين، وخداك شاحبين على نحو غير هادي، وعند تأملك هذا الزائر اتسعت عيناك على نحو بالغ الغرابة، وضمك برقة الى الصدر حتى انتابتك الى الابد الرغبة في البكاء.
ومع ذلك، ففي اتساع فرحة ملأ القمر الغرفة كلها، كجو فسفوري كشراب مضيء وكان كل هذا الضوء الحي يفكر ويقول: ستعانين سرمديا تأثير قبلتي ستكونين جميلة على طريقتي ستحبين ما احب، ومن يحبني الماء والغمام والصمت والليل والبحر الهائل الاخضر والماء الذي لا شكل له والمتعدد الاشكال، والمكان الذي لن تكوني فيه والعاشق الذي لن تعرفيه والزهور البرية والعطور التي تبعث على الهذيان والقطط التي تنتشي فوق البيانو والتي تئن كالنساء بصوت خشن وجذاب.
وسيعشقك عشاقي ويتودد اليك من يتوددون الي، وستكونين ملكة على الرجال ذوي العيون الخضراء الذين ضممتهم الى صدري ايضا في مداعباتي الليلية. وعلى اولئك الذين يعشقون البحر، البحر الهائل الصاخب والاخضر. والماء الذي لا شكل له والمتنوع الاشكال والمكان الذي لن يكونوا فيه والمرأة التي لا يعرفونها والزهور المشؤومة التي تشبه المجامر في دين مجهول والعطور التي تجعل الارادة تضطرب والحيوانات المتوحشة والشهوانية التي هي رمز لجنونهم.
وانه لهذا ايتها الطفلة الملعونة العزيزة المدللة، اجثو الان عند قدميك باحثا في شخصك كله عن صدى الالوهية المرعب، والعرابة المشؤومة منذرة السوء والمرضعة التي تبث سمها لكل متقلبي الاطوار!
ايهما الحقيقية
عرفت راهبة من كانت تملأ الجو بالمثل الاعلى. كانت عيناها تنثران الرغبة في العظمة في الجمال في المجد وفي كل ما يبعث على الاعتقاد في الخلود.
ولكن هذه الفتاة المعجزة كانت اجمل من ان تعيش طويلا، وقد ماتت بعد بضعة ايام من تعرفي عليها وكنت انا نفسي من دفنها ذات يوم كان الربيع فيه يحرك مبخرته حتى في القبور انه انا من دفنها باحكام في تابوت من خشب معطر وغير قابل للفساد كنواويس الهند.
وبينما بقيت عيناي مغروستين في المكان الذي دفن فيه كنزي رأيت فجأة فتاة صغيرة تشبه الفقيدة على نحو غريب، تدق الارض الندية بعنف هستيري غريب قائلة وهي تنفجر ضاحكة: اني انا الراهبة الحقيقية اني انا الوغدة الشهيرة! وعقابا على حماقتك وعماك ستحبني كما انا!
ولكني اجبتها غاضبا: لا، لا، لا وحتى اؤكد رفضي على نحو افضل ضربت بقدمي الارض بطريقة بالغة العنف حتى غاصت ساقي الى الركبة في القبر الحديث وكذئب وقع في الكمين ظللت عالقا ربما الى الابد بحفرة المثل الاعلى.
جواد اصيل
انها بالغة القبح، ولكنها لذيذة مع ذلك.
لقد حفر الزمن والحب بأظافرهما علامات عليها، وعلماها بقسوة ما تودي به كل دقيقة وكل قبلة من الشباب والنضارة.
انها قبيحة حقا انها نملة عنكبوت اذا شئت مجرد هيكل عظمي ولكنها ايضا ارتواء مهابة سحر خلاصة القول: انها رائعة.
لم يستطع الزمن ان يسقط الانسجام الوضيء لمشيتها ولا رشاقة بنيتها غير القابلة للفناء ولم يغير الحب عذوبة نفسها الطفلي، ولم ينزع الزمن شيئا من شعرها الغزير الذي تنبعث من عطوره الصهباء الحيوية الشيطانية لجنوبي فرنسا: نيم، ايكس آرل افينيون ناربون تولوز، مدن باركتها الشمس معشوقات ساحرات!
لقد عضها الزمن والحب عبثا بأسنان قوية ولكنهما لم ينتقصا شيئا من السحر الغامض الابدي لنهدها الصبياني.
وربما تكون مستهلكة ولكنها غير متعبة وهي دائما بطولية انها تذكر بالجياد الاصيلة هذه الجياد العظيمة التي تتعرف عليها عين عاشقها الحقيقي حتى وهي مشدودة الى مركبة فاخرة للايجار او الى عربة ثقيلة.
وفضلا عن لطفها البالغ وتوهجها الرائع فانها تحب كما يحب الانسان في الخريف وكأن اقتراب الشتاء يشعل فيها نارا جديدة وان الخضوع لرقتها ليس فيه ما يرهق على الاطلاق.
المرآة
دخل رجل مخيف، ونظر الى نفسه في المرآة.
لماذا تنظر الى نفسك في المرآة حيث انك لا تستطيع رؤيتها الا في كدر؟ .
اجابني الرجل المخيف: سيدي، طبقا للمبادئ الخالدة لعام 89 فان كل الناس متساوون في الحقوق وبناء عليه فاني املك الحق في النظر الى نفسي في المرآة، في سعادة او في كدر ولا يرجع هذا الا الى ضميري .
باسم التفكير السليم كان لي حق دون ريب اما من وجهة نظر القانون فانه لم يكن مخطئا.
القدس العربي