صفحات لمواقع مميزة

سرقات سينمائية

سرقات سينمائية
علي بابا، والأربعين حرامي
http://sareekat.maktoobblog.com/
من المُفترض اليوم بأن نحزنَ بدل الاحتفاء بظهور مدونةٍ جديدة بعنوان (سرقات سينمائية)، ومن الأفضل اعتبار هذه المُبادرة بداية تحولٍ مؤسفة في مسيرة الثقافة السينمائية، والسينما العربية بشكلٍ عام.
لقد راودتنا فكرة تأسيسها منذ زمنٍ طويل، ولكن، كما حال كلّ مشاريعنا المُؤجلة، جاء تنفيذها متأخراً كثيراً عن موعدها، وعلى أيّ حال، هي موجودةٌ الآن في فضاء الشبكة العنكبوتية، ونتمنى بأن تختفي في أسرع وقتٍ عندما تتوقف الحاجة لوجودها.
من كان يظنُ بأنّ التسهيلات التي قدمها لنا الأنترنت، وضاعف كثيراً من كمّ المعلومات التي نرسلها، ونستقبلها، سوف يصبح وسيلة للانتهاكات العلنية لحقوق الملكية الإبداعية، والفكرية، وفبركة مقالاتٍ، ودراساتٍ تُشوّه تاريخ السينما، وتُزور معلوماته، وحقائقه.
الطريف في الأمر، وصل الاستسهال المُعيب مع أحد العابثين إلى حدّ الاعتماد على موسوعة(ويكيبيديا)، وترجمة بعض موضوعاتها عن طريق (غوغول)، ونشرها بكلّ أخطائها في مدونته، ومواقع أخرى .
وبدأنا نقرأ المزيد من المقالات المُترجمة عن لغاتٍ أجنبية، ونعرفُ جيداً بأن أصحابها لا يتقنون أيّ لغةٍ غير العربية.
وهنا، نقترحُ على الباحثين في السينما، اللغويات، علم النفس، أو التحليل النفسي إجراء مقارنة دراسية بين موضوعاتٍ يكتبها أحد المهووسين بهذه المُمارسات المرضية، ولن يحتاج هؤلاء للتمحيص في عموم إنتاجه الكتابيّ (المُنتحل، المسروق، والمُترجم)، حيث يكفي موضوع واحد لملاحظة التباين اللغوي، الأسلوبي، والمعلوماتي الذي يُثبت بأنه ليس من كتابة شخصاً واحداً.
لن تتوقف مهام مدونة (سرقات سينمائية) عند كشف الانتحال، السرقة، والترجمة الغوغولية، ولكن، سوف تتعداها إلى كلّ ما يتعلق بحقوق المُؤلف، والملكية الفكرية :
ـ التعريف بحقوق المؤلف، وحثّ الجميع على الالتزام بمضامينها، وفحواها .
ـ الكتابة عن الاقتباس، الانتحال، والسرقة في السينما المصرية من أفلامٍ أجنبية.
ـ التحذير من أخطار قرصنة الأفلام لأغراضٍ تجارية، هذه الآفة المُنتشرة في الكثير من الدول العربية.
ـ التنبيه إلى انتهاك بعض المهرجانات، المؤسّسات، الجمعيات، والمراكز الثقافية العربية حقوق المؤلف بعرضها أفلاماً بدون الحصول على موافقة مخرجيها، ومنتجيها.
ـ الكشف عن أشكال الاحتيال الذي يُمارسه بعض الطفيلييّن على المشهد السينمائي العربي عن طريق انتحال صفاتٍ مهنية وهمية، أو مُضخمة :
*مدير مهرجان سينمائي دولي، مع أنّ المهرجان مجرد فكرة.
*منسق مهرجان دولي، مع أنّ المُدعي ليس أكثر من متطوعٍ (من نفسه) يُترجم للضيوف العرب، ويرافقهم في جولاتهم التسويقية، والسياحية.
*مندوب مهرجان يُجري خدماتٍ إدارية طفيفة، ولكنه يستخدم هذه الصفة للقفز من مهرجان إلى آخر.   *مستشار مهرجان لا تتعدى خبرته أكثر من ترشيح أفلام سمع، أو قرأ عنها في الصحافة الإلكترونية.

ـ الكشف عن استغلال البعض لفكرة تأسيس مهرجانات سينمائية لمصالح شخصية، مادية، وحتى تدوير ميزانياتها.
ـ التصدي للسرقة، النصب، الاحتيال، والقرصنة السينمائية بكافة أشكالها.

محاولاتنا في تنظيف المشهد النقدي العربي من الفطور السامة، والأعشاب الضارة ليست تشهيراً، ولكن عملاً نبيلاً يعتبر جانباً أساسياً من مهماتنا الاحترافية .
كيف نُسمي أنفسنا نقاداً، ولا ننتقد، أو نكشف عن الفساد المُتفشي حالياً في المشهد النقدي العربي، والسينمائي بشكلٍ عام.
رُبما يعتبر البعض بأنّ مدونة (سرقات سينمائية) صحافة صفراء، سوداء، حمراء،..
أياً كان اللون، نتعهدُ بأنها سوف تختفي فوراً عندما يتوقف لصوص الثقافة السينمائية عن ممارساتهم، ولا نجد سرقةً نُدرجها، وتصبح صفحات المُدونة بيضاء نظيفة مثل كتاباتنا، وقلوبنا.
نحن لا نسعى إلى المُواجهات، النزاعات، الخلافات، والفضائح، ولكن، هل يتوقع اللصوص الزغاريد، وأكاليل الزهور في كلّ مرةٍ نكتشفُ واحدةً من سرقاتهم ؟
لقد جاءت فكرة إنشاء مدونة (سرقات سينمائية) كخطوةٍ تالية، وعملية على بيان (من أجل حماية الأخلاقيات المهنية للنقد السينمائي) الذي وقعه أكثر من 150 شخصيةٍ إعلامية، صحفية، وسينمائية.
ومن المُفيد الإشارة، بأنها لا تتحدث باسمهم، ولكنها ترتكزُ بشكلٍ أساسيّ على مضمون البيان، فحواه، وآليات تنفيذه.
همّنا الأول سينمائيّ، ولسنا محامين، قضاة، ناطقين رسميين باسم كلّ الإعلاميين، الصحفيين، النقاد، والعاملين في مجال الثقافة السينمائية، ولا حراساً لبيانٍ من أجل حماية الأخلاقيات المهنية للنقد السينمائيّ.
ومن أجل هذا الغرض، تكوّنت (هيئة تحرير) تخيّرت إنجاز مهماتها التطوعيّة بدون الإعلان عن أسمائها تفادياً بأنّ يُحول البعض هذا العمل النبيل إلى صراعاتٍ، وتصفية حسابات شخصية (كما يُقال دائماً في حالاتٍ كهذه)، وبدل أن يصبح المُحتال، النصاب، والسارق متهماً، ويجب محاسبته (الأخلاقية على الأقلّ)، يتحول بقدرة قناعتنا العربية الرحيمة إلى :
ضحية، مسكين، غلبان، مريض بالقلب، عاجز، معتوه، وخليه ياكل عيش..
ونتحول بدورنا إلى (كلاب حراسة الأنترنت).
ولكن، على الأقلّ، الكلابُ أوفياء لأصحابها، ونحنُ مخلصون لمهنتنا.
أخيراً..
سؤالٌ في غاية البساطة نُوجهه إلى جميع من/أو سوف يتصفحون هذه المُدونة.
ـ هل السرقة أمرٌ طبيعيٌّ كي نتغاضى عنها، وعن السارق ؟
أليسَ العمل الإبداعي الفني، أو الفكري ممتلكاتٍ شخصية يجب الحفاظ عليها من العابثين، والسارقين، وفاقدي الموهبة ؟
إذا كانت الأجوبة الغالبة (نعم) .
فإننا ندعوكم لمُتابعة هذه المُدونة التي نأمل بأن لا تمتلئ بالسرقات، وأصولها، ولكن، بكلّ ما يُثري معارفنا، وخبراتنا عن حقوق المُؤلف، ضرورة احترامها، والدفاع عنها بعقلانيةٍ بعيداً عن العواطف، علاقات الصداقة، والمصالح الشخصية الآنية، أو الطويلة الأمد.

للتواصل مع هيئة تحرير مدونة (سرقات سينمائية)
sareekat@maktoob.com
sareekat.cinema@gmail.com

سرقات سينمائية
نديم جرجورة
يجهد زملاء عرب، مقيمون في مدن غربية، في مطاردة سارقي مقالاتهم السينمائية النقدية، ومقالات أخرى أيضاً. أطلقوا مدوّنة إلكترونية أسموها «سرقات سينمائية». لم تعد سرقات كهذه تُحتمل. هكذا شعروا. رأوا أنها باتت جزءاً من سياق متكامل، يبدأ بالمقالة، ويكاد لا ينتهي عند كتب وأفلام. يُشنّون حملات واسعة ضد هؤلاء عبر المدوّنة الجديدة، أو عبر مواقع إلكترونية أو مدوّنات خاصّة بهم. يعتمدون، غالباً، لغة حادّة في التقريع والتنظير. يرون أنه يُفترض بهم مقارعة هذا الفعل المشين، الذي لا يطاله قانون. حدّة المقارعة وجه من وجوه «محاكمة ميدانية». الفضيحة أيضاً. القسوة الأقرب إلى الشتيمة.
يُدافع الزملاء عن حقّ يعتبروه شرعياً. السرقة محرّمة، أخلاقياً واجتماعياً وقانونياً. هذا كلّه صحيح. هذا أمر طبيعي. ما دام أن لا قانون يحمي الملكية الفكرية، في عالم عربي غارق في فساده وفوضاه وجهله، فإن ملاحقة السارقين وفضح ارتكاباتهم وتشويه صُوَرهم والإساءة إلى «سمعتهم»، ضرورية. حتى وإن لم يأبه السارقون بهذا. أو لم يكترث قرّاء، عددهم قليل أصلاً. ملاحقتهم، بالنسبة إلى الزملاء، طريق وحيدة إلى تعويض معنوي عمّا أصابهم جرّاء السرقة. ما دام السارقون لا يخافون الفضيحة عندما يعتمدون السرقة منهجاً لهم، فإن عرض أفعالهم على الملأ الإلكتروني (هل هناك من يهتمّ بهذا، باستثناء قلّة قليلة، تكاد تكون محصورة بالزملاء أنفسهم، وبمقرّبين إليهم فقط؟)، يُعيد للمعتدى عليهم بعض حقوق مهدورة.
لا بأس بهذا. كاتب مقالة أو مؤلّف كتاب مستعد لخوض أشرس المعارك دفاعاً عن منتجاته. السارق ملعون. فعلته تُنذر بخواء الحالة الفكرية والثقافية العربية. إنها انعكاس لغياب المحاسبة. انعكاس لوضع مزرٍ يعانيه المجتمع العربي، في مجالات كثيرة. العالم العربي مشبع بحالات جمّة من السرقات الأدبية والفكرية، ناهيك عن السرقات الأخرى: مصادرة الحريات. تشديد الرقابة. فرض قوانين رجعية على السلوك والملبس والحركة والقول. تغييب الحقوق الطبيعية للمواطن. منع المواطن نفسه من العيش بكرامة. ناهيك عن السرقات العادية. هذا أفضى إلى غياب المسؤولية. أفضى إلى نهش الثقافة والفن، وتفريغهما من البُعد الأخلاقي للإبداع. السرقات التي تمارسها أنظمة وأحزاب وسلطات حاكمة لا تقلّ خطورة. تساهم في النهش والتفريغ أيضاً.
مواجهة سرقة المقالات النقدية حكرٌ على مجموعة صغيرة من الزملاء. محصورة هي، غالباً، في دائرة مصالح شخصية. غير مفيدة، لأنها مقيّدة بدائرة ضيّقة للغاية من المعارف. ضرورية هي. لكنها غير نافعة، لأنها لا تحدث إرباكاً للسارق، ولا تدفعه إلى التوقّف عن فعلته. أعتقد أن الاكتفاء بمطاردة السارقين لا يؤتي ثماراً طيّبة. هناك حاجة إلى نمط آخر من الملاحقة. يستند على العمل الجدّي والدؤوب لإصدار قوانين، أو لتفعيل قانون حماية الملكية الفكرية.
لكن، ألا يدعو الحدث هذا إلى إعادة غربلة المكتوب، وطرح سؤال الحراك النقدي العربي برمّته؟

السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى