صفحات من مدونات سورية

ا سيادة الرئيس أوقف (جنون) هذه القرارات !

يا سيادة الرئيس إن كنت لا تدري بما يفعله وزير التربية فتلك مصيبة .. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم !
إن ما يقوم به وزير التربية السوري من خطوات وقرارات تعسفية في حق الشريحة الواسعة من أبناء الشعب هو جنون بعينه .. وهو بمثابة صب الزيت على النار .
فبعد قراره الجائر بنقل أكثر من 1200 مدرسة منقبة ومحجبة من أماكن عملهن إلى وزارات وأماكن إدارية أخرى ، فها هو الآن يعلن عن منع دخول المنقبات للحرم الجامعي .. في خطوة غريبة على المجتمع السوري .. وفي نفس الوقت خطوة غبية جدا لأنها ليست في صالح المجتمع ولا استقراره !
القضية ليست قضية نقاب .. النقاب مجرد شماعة إعلامية لتخويف الناس والضحك عليهم لتمرير هذه القرارات .. القضية هو قطع شرايين التيار الإسلامي والخلفية الإسلامية للمجتمع السوري الذي لم يعرف عنه في تاريخه إلا المحافظة  والوسطية والاعتدال التي هي نتاج أجواء الحرية .
القضية ليست مجرد نقاب عليه خلاف في الثقافة الإسلامية .. وإنما علمنة المجتمع بكل وقاحة وجرأة وإكراه للناس .. وهذا ما عبر عنه وزير التربية .. عندما قال أنه الهدف هو تثبيت الاتجاه العلماني في المجتمع .
والقضية أيضا هي تكبيل للحريات وزيادة الجرعة الأمنية للمجتمع عبر أسباب واهية ومبررات سخيفة تثير الفتنة بين تيارات المجتمع وشرائحه .
والقرار لا يشمل المنقبات كما يروج له الإعلام المخادع .. وإنما يشمل المحجبات وكل من عرف عنها أنها منتمية للتيار الإسلامي .. كما ذكر الكثير من الأهالي .
ثم جاء القرار التعسفي الجديد بمنع دخول المنقبات الحرم الجامعي .. ولا أدري إلى أين يريدون أن يأخذوا المجتمع ؟!
أليس التعليم من أبسط حقوق المرأة ؟ أليست حرية اللباس من أبسط حقوق الإنسان ؟ ألسنا دولة عربية إسلامية بحكم التاريخ والجغرافيا والثقافة والاجتماع وكل شيء !؟ أليس الدستور ينص على أن الشريعة هي مصدر التشريع ؟ إذن ماذا يحصل ؟
لا نتوقع أن يتجرأ وزير التربية بهكذا قرار (مثله مثل بقية الوزراء) بدون توجيه وطلب من الأجهزة الأمنية المسيطرة على أركان القرار في الوطن .. ولا نتوقع أن يتجرأ الوزير بدون وجود ضوء أخضر من القيادات الأمنية العليا ! لذلك فهذا القرار لا علاقة له بتوجه المجتمع ولا بطلب العائلات ولا بثقافة المواطن السوري ولا بشيء من هذا القبيل .. وإنما بقرارات أمنية عليا تريد توجيه الوطن إلى اتجاه معين وإقصاء أطراف دون أخرى !
يا سيادة الرئيس أود أن أذكرك أن مثل هذه القرارات التعسفية الصادرة عن هذا الوزير هي مخالقة لجميع القوانين والدساتير والأعراف والتقاليد .. فليس من عادات المجتمع السوري أو تقاليده أو ثقافته أن يكره مواطنيه على خلع الحجاب ومقايضة ذلك بالتعليم .. فإما التعري وإما التعليم ؟!
يا سيادة الرئيس .. أود أن أذكرك أن مثل هذه القرارات صدر شيء شبيه بها في فترة سابقة وتاريخ مضى وكانت سببا في مشاكل وأزمات عانى منها المجتمع السوري ومازالت آثار ذلك ممتدة حتى الآن ! فلماذا تكرار هذه القرارات والمواقف والأزمات ؟
يا سيادة الرئيس ليس في صالح أحد في هذا الوطن أن يتم التضييق على هذه الشريحة بهذا الشكل وحجزهم في زاوية ضيقة من أجل قضايا يمكن حلها بصور متعددة وبطريقة لا تمتهن كرامة الإنسان !
نعم .. النقاب ليس فريضة إسلامية وليس ركنا من أركان الإسلام .. ولكنه حرية شخصية .. وكان يمكن تقنين القانون بطريقة تترك مجالا لحرية التعبير واللباس . كما أنه لا يمكن أن تتم مقارنة الحجاب بالنقاب وإظهار المشكلة أنها النقاب بينما يتم محاربة الحجاب أصلا .. بل لقد أصبحت القضية باختصار هي اجتثاث للتيار الإسلامي في هذا الوطن .. والتاريخ يقول أن هذا مستحيل لأنك سوف تجتث الوطن بأكلمه !
يا سيادة الرئيس إننا نطالبك بإيقاف مثل هذه القوانين وإعادة الأمور إلى نصابها والحق إلى أصحابه .. فبعد عشر سنوات من حكمك لا أحد يتوقع أن تكون هديتك لنا نزع حجاب أخواتنا وحرمانهن من التعليم !!!

http://www.almarfaa.net/?p=889

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى