ليس بالبيانات وحدها يحيا الجولان!
وهيب أيوب
عندما أسمع بيان شجبٍ أو استنكار خاصة من مسؤول في النظام السوري في بلدنا، اتيقّن حينها أن الأمر هو مُجرد رفع عتب لا أكثر ولا أقل، وهو لن يحظى بأي اهتمام حقيقي لمتابعته.
تُضحكني جداً بيانات الشجب والاستنكار ضد إسرائيل…
“المقداد يحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الحالة الصحية للأسرى السوريين في السجون الإسرائيلية“
شيء مثير للسخرية فعلاً، لأن السؤال، ماذا سيفعل المقداد لو لم تستجب إسرائيل؟ الجواب لا شيء، المهم فقط أنه قال وصرّح، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
“سورية تناشد الهيئات الدولية تحمُّل مسؤولياتها تجاه الأسرى السوريين في سجون الاحتلال“
أنعِم وأكرِم والله على الهيئات الدولية التي بات النظام يؤمن بها الآن ليُخلي مسؤوليته، وكأن أسرى الجولان لُقطاء لا وطن ولا سند لهم؟!
“الحكومة السورية تكرر استعدادها لتحمل تكاليف العلاج الطبي للأسير سيطان الولي في حال وافقت إسرائيل على نقله إلى أي بلد آخر“.
بالفعل… إما أن تكون المواقف الثورية هكذا ولاّ بلاش! وكان ينقص أن تقولوا، إنكم تتكفّلون بمراسم العزاء والدفن في حال استشهاده (لا قدّر الله)! لله درّكم على هذا الدعم… بالفعل أنّكم نشامى!
من المُستهجن أن يستطيع حزب من عدة آلاف العمل على استعادة أسراه، ولا تستطيع ذلك دولة العشرين مليون نسمة، وهي دولة الصمود والتصدي والممانعة… إلى آخر تلك الأسطوانة؟! ومن المُخزي أيضاً أن نرى أعداءنا يعملون ليل نهار لاسترجاع رفات وأشلاء جنودهم، وأسرانا يقبعون في سجونه لأكثر من عشرين عاماً، يسقطون شهداء واحداً تلو الآخر، وحكومتهم تشجب وتستنكر وتناشد وتستجدي…!! برافو، أرهبتم العدو وأحرجتموه، جزاكم الله كل خير، عشتم وعاش النضال..!!
يتساءل الكثيرون منا في الجولان المحتل، هل هذا ما يستحقه أسرانا منكم “بيانات واستنكارات”،أهكذا يتم التعامل مع مناضلين ضحّوا بشبابهم وزهرة حياتهم في سبيل الانتماء والوطن؟! أعان الله شعباً لا هم لنظامه إلا بقاءه في العرش وتكديس المليارات…” ومن بعده الطوفان“.
المختصر المفيد، أن كل البيانات والاستنكارات لن تستطيع تحسين وجبة طعام واحدة لأسير، ولن تُطلق أسيراً واحداً من أسرانا في سجون الاحتلال. بالأمس القريب سقط الشهيد البطل هايل أبو زيد، واليوم وضعُ الأسير الشاب سيطان الولي في خطرٍ كبير، وباقي أسرانا يعانون من الأمراض وسوء المعاملة، ولن يكفينا ويقنعنا أي كلام وأي بيانات سوى العمل على إطلاق سراحهم بأقصى سرعة، وهذه مسؤولية وطنية ومسؤولية من يدّعون أنهم حماة الوطن، وليست مسؤولية المنظمات الدولية… لسنا لمماً وشُذّاذ آفاق حتى نتسوّل العالم الشفقة والرحمة. على النظام في سوريا إثبات مصداقيته “إن بقي منها شيئاً” اتجاه أسرانا ومناضلينا والعمل على إطلاقهم بشتى الوسائل وبأسرع وقت، وإلا فإنه يعلم تماماً أنه باستهتاره وتقاعسه هذا يدفعهم ويدفع الآخرين لليأس والإحباط وأن ليس لهم ظهر يحميهم، ويدفع الجولانيين للتساؤل، إذا لم تمتلك (القيادة) في وطننا أوراق ضغطٍ لتحرير عددٍ قليل من الأسرى في سجون الاحتلال، فماذا تمتلك يا تُرى من أوراق لاستعادة الجولان؟!
الجولان المحتل- مجدل شمس