صفحات لمواقع مميزة

منتديات شباب لك

منتديات شباب لك
http://shabablek.com/vb/

كل الحق على …الانترنت؟
جمعتني الأيام مع صديقة قديمة أصبح لديها ابنة في بداية المرحلة الثانوية وكانت الام تشتكي من انزواء ابنتها في غرفتها طوال فترات النهار وأنها أي الابنة قليلة الصداقات في محيطها المدرسي ولكن تملك العدد الجيد من الأصدقاء عبر الانترنت (التشات – الفيس بوك ..الخ). وكانت الأم تخشى من هذه الصداقات وتحس أنها قنبلة موقوتة ستنفجر في نهاية الأمر على شكل (مصيبة) قادمة حتما.
كذلك أشاهد سواء على الأرض أو حتى في الأفلام الابن و الابنة وهما يضعان سماعات (الهدفون) أينما انتقلوا، حيث ترافقهم (الام بي ثري وسماعات الهدفون) حتى لو كانوا في نزهة مع الوالدين وكأنهم يصرون على نقل عوالمهم الخاصة أينما رحلوا!.
تقول الأم أن ابنتها لا تغادر الغرفة وتطلب من الخادمة أن تحضر لها الطعام لداخل الغرفة ومن ثم تغلق الباب وتنزعج من أي شخص يتعدى على خصوصيتها؟.
هذه الابنة تستبدل العشاء العائلي الحميم الأجواء بقضاء أوقات طويلة وهي تضغط على أزرار (الأي بود) أو الكومبيوتر ويقف الأهل حيارى أمام فتاتهم وهي تنهار عاطفيا أمام أي مشكلة بسيطة.

يا أنا يا الانترنت بالبيت؟
هذه الأم لم تعد ترضى بأن تكون شبكة الانترنت موجودة في منزلها لأنها تعتقد أن هذه الشبكة تسرق منها ابنتها وأخذت تصرخ في وجهي وتذكرني بالآثار الضارة لهذه الشبكة وأنها أصبحت تشكل للشباب فرصا ممتازة لبيع المخدرات والحبوب غير المرخصة، ولتشجيع تدخين السجائر وتعاطي المخدرات وإظهارِها على أنها جذابة ومريحة وغير ضارة بالصحة وغير قاتلة، وكأنها من دونِ أضرارْ.
وأنها أي الشبكة تشجع الشباب على السلوكياتُ غير المهذبةِ والخروجُ عن طاعة الوالدين. وأخيرا هي تسألني رأيي كشخص عمل في هذا المجال لسنوات تجاوزت العقد من السنين؟

المشاركة الروحية والوجدانية
لا أستطيع أن أصدق أن الشبكة هي بذلك السوء وأنها الشماعة التي نعلق عليها كل أخطائنا وهقواتنا لأن انحراف الأبناء كان موجودا قبل ظهور هذه الشبكة وهناك عوامل كثيرة تدخل في رغبة الابن في الاستقلال عن أهله وأحيانا تكون تصرفات الأهل هي الدافع الأول للتفكير بذلك.
قلت لها: قبل أن نفكر في ابعاد هذه الشبكة عن المنزل دعونا نزيد من جرعات الوعي لدى الأهل الذين يشكلون خط الدفاع الأول أمام موجات التغيير الاجتماعي ودعونا نعالج الأسباب وليس النتائج. مشكلة الوعي تتطلب من الأهل أن يقوموا بما يسمى المشاركة الروحية والوجدانية مع الأولاد وهذه المشاركة لها سلم طويل من المواقف وهي تبدأ من مشاركتهم في خيارات (الرموت كونترول) الخاص بقنوات التلفاز وتمر الاطلاع على عوالم هذا الجيل وطرقاته الخلفية وتنتهي بالتواصل والاصغاء لكل ما يريدون البوح به ويكون عزيزا عليهم.
إن ما هو أفضل من طرد شبكة الانترنت والفضائيات من البيوت هو الدراسة المعمقة لهذه الوسائل ووضع خطة وبرامج للتعامل معها وكأنها صديق زائر يجلس في غرفة المعيشة ويمكنك أن تلزمه بالكلام والتصرف في حدود الأدب وأن تلزم نفسك بالتعامل معه بنفس الشروط .

إن لدى هؤلاء الأبناء حاجات روحية ونفسية قبل أن تكون مادية وعلينا أن نكون الطرف الذي يتقن الاصغاء والمشاركة ولما لا يكون استخدام التقنيات الحديثة الوافدة حدث عائلي تشاركي في اختيار المناسب للفئة العمرية والاستمتاع المشترك به؟
قبل أن نفكر في ابعاد شبكة الانترنت عن المنزل دعونا نغرس الحب وننمي مهارات التعاون، دعونا نتجنب الممارسات والاتجاهات الخاطئة، ونساعد ابننا أو ابنتنا على تعلم تقويم المواقف الإحباطية، وكذلك تعلم السلوك المناقض للعدوان وتعزيزه، وإتاحةُ الفرصة للعب، وتنفيس الميول العدوانية لدى أبنائنا وتعزيز احترام الذات.

د. محمد نعيم الجابي المشرف العام

المشرف العام
د. محمد نعيم الجابي
دكتور في كلية الفنون الجميلة – جامعة دمشق
المدير العام لشبكة سيريا نوبلز لخدمات الانترنت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى