قصائــد للشــاعرة الكرواتيــة صونيــا مانوليوفيتــش
أســـتند علـــى كلمـــات حياتـــي
ولدت صونيا مانوليوفيتش العام 1948 في مدينة زغرب. تخرجت من قسم الفلسفة كما من قسم الأدب المقارن في جامعة زغرب. نشرت العديد من المجموعات الشعرية، مثلما ترجمت قصائدها إلى العديد من اللغات.
أنادي
أنادي
وأنا أستند على كلمات حياتي
أحياناً يقال
أغلقيه، أغلقي فمك
أحياناً
ثمة كلمة
جميلة كفاكهة ناضجة
مثقوبة بالمعاني
نبرمها ونبرمها
بأطراف أصابعنا
ونحن نشعر بالتردد.
صفات الملكة السوداء
لا أحيا إلا هكذا
أحصي، أدعي،
وعبر الأذرع الميتة تنساب معاني الصفات
ما من اسم، ما من ملجأ!
لمَ يسقط ضوء القمر مدراراً حول المنزل؟
لمَ نقبّل بدون أفواه؟
سألنا ألف مرة لماذا
عبر الجمرة
الوجدانية
ومع صرخة البهيمة
أسقط نحوك
في انتظام
– في فرادة، وببساطة توقف
يا أيها…
يأتي متى شاء
يأتي متى شاء
أستيقظ وأنام وحدي
نجلس إلى الطاولة
يتغدّى جسدي، يتعشاه
نلقي بنظرة على الكتابات العائلية
لنجد فيها وصفات عن كل ما تمّ إعداده
بكرم، من أجل فمه
ما الذي أريد منه؟
إلعب أيها الطفل، لن تعلق طويلا!
ماذا لو حاولت ابتسامة؟
ولا واحدة!
في اللحظة التي يبدأ فيها صوت فارغ بالغناء
فيما لو بقيت ثمة كلمات عالقة في الخلف.
أحيا بدون فطنة، ماذا بعد؟
أحيا بدون فطنة، وماذا بعد؟
أترنح
ممزقة بألف عين
ولوقت متأخر أرتّب العنادل التافهة
المقتولة تقريباً
ولا أتوقف عن فتح شاشات المسافة فيها
أريد أن أتنفس، أن آكل، وماذا بعد؟
هنا حيث الحساء المغذي، وحيث الهواء والكتب
أجلس قربها، أبقى جالسة
وذقني في راحة يدي
لغاية أن تجف ذراعي
وتثبت جفوني
لن آخذ سوى الكتب، وماذا بعد؟
– الفم من أجل قبلتنا.
أُسرع، أُسرع
أُسرع، أُسرع
رجل وامرأة
طفل وعجوز
يقرعون الباب
أمد يدي لواحد، من ثم للآخر
أقود أحدهم بشكل مستقيم، أترك الآخر مكانه
لا أتردد
في الابتسام لأحدهم، النحيل، المتكامل
الشفاف
لا آخذهم لنفسي، ولا أيضاً لجزء طفيف مني،
اليوم، غداً، أو أبداً
حين أمام المنزل هناك
أعمال إنسانية وورود
أذكر كل شيء
إن كان ذاك كــل شـيء، فأنا أذكر كل شيء
المنــازل المبعثــرة في المكـان الذي لا نسمعه
هذه الخطابات الطفولية، المضغوطة، المسكونة بالأرواح
في الحديقة، بين حبات الفريز
لدغات الحياة
هل تسامح نفسك إذاً، بكل بساطة؟
هذه العيون المرصوصة بالبغض!
لم أنسها!
ستقتل كل ما أحبّه
أقرأ في يد أمي،
جفاف العالم، والكلمات تجتاز المياه،
هكذا هي هذه المدينة، مدمرة، اختزلت بأشياء
الواحدة تلو الأخرى
هذا ما تبقى من منازلنا.
الكلمات
تتحرك بعناد
في الاتجاه عينه
أتقبلها كلها إن لم أقل لها شيئا
في حلم أبيض
تنبثق مجرة ذات عينين كبيرتين
ترضع حليبا ساخنا
تشم، تتلمس
أحياناً أجدني في هذا التماس الأعمى
ومع ذلك أبقى مع الذي كنت معه
وأقوم بكل ما يقترحه عليّ.
حمى الرحلة
على الطاولة لائحة الأشياء
التي أتعلق بها
أشياء مدللة، أشياء مرمية
تزحف عبر الأحجار والعشب نصف الحيّ
تنزلق، تنخفض
هناك عصفور أيضاً، عند التقاطع السماوي
ينخفض على نفسه، وهو ينشد
ثمة رجل أيضاً، يلاحقه
وكأنه شيء آخر
يمد ذراعه
وينحني
من إذاً، يمكن له حقاً أن يرغب
في اللامرئي بالضبط، بدون شهود؟
من يريد تملكاً كليّ الوجود
كي يتنفس إلى الأبد؟
سيرة ذاتية لم تُكتب
أحيانا يقولون إنهم رجال
وأحيانا يقولون إنهم هررة
وقد اعتدت حضورهم
إمكانية أن أجدهم في منتصف الطريق
يقولون إنهم قريبون،
مزروعون على حافة الطريق
وأهدأ حينذاك،
في الهواء أخفف نفسي
مثل كائن محمول
ما الســبيل لأجد نفسـي في المكان المناسب؟
كيف السبيل لأصل إلى منزلك؟
أغلق عينيّ، وأتنفس بعمق.
ترجمة/ اسكندر حبش
السفير