حدثتني الكراسي
* أنا على طريقتي
صرت أتأخر هذه الأيام كثيراً في الكتابة ، لأن هناك دائماً ما يشغل فكري و يسيطر على ملكاتي العقلية ، و أسوأ ما في الأمر أن تقف ضد الباطل مع أهلك و ناسك ، فيهولون عليك بالباطل و يتهمونك بقلة العقل بدل أن يقفوا مع الحق و ينصروه و لكنهم أهل أدمنوا إحناء الرؤوس و لو أن كل ما في الأمر أن كلب الوالي نبح .
لست أدري أهي دولة القانون أو مزارع أشخاص هو ما نعيشه في هذا الوطن ، و هل أن هؤلاء الجالسين على عروش وجعنا بشر مثلنا أم أنهم شعب الله المختار سلطهم علينا لأننا ضللنا درب الهدى و صمتنا على ظلمهم لنا و استهزائهم بنا ، وصلني تهديد مبطن بأني ألعب لعبة لست على قدر عواقبها ، و لكني في الدرب ماضٍ على خطا من من سبقوني و هي كلمة حق و بعدها فليأتي الطوفان !
حدثتني الكراسي عن الجالسين عليها ، و كيف تئن على ثقل خطاياهم فلا تحتمل و هم يمارسون من فوق إسفنجها المضغوط كبرى جرائمهم في حق الإنسانية ، و كيف تتأمل أفعالهم تنتظر يوم الحساب ، حين يهترئ إسفنجها ليكشف عن خشبة تدخل في عقب الظالم فلا تخرج منه إلا و قد ملأ صراخه الأصقاع لتصل أسماع الذين أذاهم و هم يحلمون بصبح جديد و أسماع الذين قتلهم بطشه و هم يلعنونه من تحت التراب .
أيها الظالمون الشمس تطلع كل يوم لتعلن صبحاً جديداً ، و قد تأخر صبحنا و لكنه قادم تدفعه أماني الناس الطيبين ، حينها لست أدري ما يقول أبناؤكم الذين عاشوا حياتهم من خير كراسيكم ، و لقوا الاحترام لأن أباهم شغل المناصب فأساء إلى الناس ، فتلمسوا رؤوسكم و أقفيتكم في انتظار يوم كهذا ، لأنكم لن تقووا على رفع عيونكم في وجوههم أو ووجوهنا نحن الذين ظلمنا ، و هو يوم قادم لا محالة ، اللهم لا شماتة !
http://nawarshash.com/?p=6162