نثـــــرات…
تجيب كأنها لا تريد أن تجيب ….. فتتفنن في إصباغ كلماتها بالغموض و الإبهام … ترمقك بنظرة عتب لعدم قدرتك على فهمها … و في نفس الوقت يلمع بريق في عينيها يزداد كلما ازدادت ملامح الدهشة والتيه على وجهك….
هي لعبة باتت تتقنها و تضيف عليها لتغدو مذهباً في الحوار …. حوار الطرشان .
هي لا تدري _و قد تكون تدري_ أن السؤال عن أحوالها و الاستفسار عن أسباب خلجاتها هي ميزة لا يحظى بها الكثيرون ….. تتمادى في تعذيب السائل أياً يكن صديقاً مقرباً أم عابر سبيل … لا تدري أن الملل يتسلل الى نفس محدثها فقريباً لن يسألها أحد عن ماتشعر به و لا عن ماشعرت به أو ماستشعر به مستقبلاً…. عندئذ أتساءل مع من ستمارس لعبتها؟؟؟؟؟
أحدهم قال يوماً: ” الحرية , المساواة و ملاحقة السعادة, هي أهدافنا …….”
يا ترى كيف أدرك أن السعادة هي شيء سنطارده كل حياتنا دون أن نستطيع فعلا ً امتلاكه ؟؟؟؟؟
عود ثقاب اشتعل…. فأحدث ثقبا أبيض في ستار الظلمة …..
استنفرت قوى الظلام و زمجر المارد الأسود فاجتاح العود و أثره و كل من تجرأ على إشعاله .
إن أكثر الناس وفاءً هم أكثرهم غباءً……. هؤلاء الذين تملكتهم السذاجة لدرجة أصبحوا فيها غير قادرين حتى على التفكير بالخيانة أو أنهم في أفضل الأحوال لم يكتشفوا (لغبائهم طبعاً) إمكانات الغدر الكامنة في داخلهم ……
في هذه الحياة التي تزداد صعوبة وتلوثاً يوماً بعد يوم , تعلمت أن أمتلك وجهاً بلا تعابير…. هكذا يمكننا خداع الحياة, فلا وجه يتألم ,مسحوق من ضغوطها وممارسات أهلها فتزيد علينا …. ولا وجه ضاحك , فرح , يوقظ في هذه الحياة رغبتها في إعادته كئيباً منكسراً……أفضل الحلول, أفضل الوجوه …. وجه بلا وجه .
لحظة واحدة من فراغ سارح عابر, لحظة واحدة تكفي لكي تملأ رأسي و عقلي و أصغر مكونات روحي بصخب عينيها وعذوبة الشفتين …… رأسي و ذكرياتي ملتصقان ونعمة النسيان تأبى زيارتي حتى أمسيت والصداع صنوان…..يوما ًما, سألقي برأسي على قارعة العمر وسأحيا بدون ذكريات , بدون مرارة …..
أنحت برأسها على كتفي مستكينةً لنعس في القلب قبل العين ….
استنهضت أخر أنفاسي و همست لها: قومي لنحيا معا على هامش هذه الحياة….لا تنتظري بوق البعث فقد طال سباتنا و ساعة اللقاء السرمدي قد دقت…..
لم أسمع لكلماتي صوتاً , كأنها لم تكن , و لكنني مازلت أنتظر الصدى.