صفحات من مدونات سورية

تأملات حياتية

فلسفة الخبز
عند ارتفاع  كافة الأسعار يعدنا المسؤولون أنّهم سيبذلون قصارى جهدهم كي لا يرتفع سعر الخبز ..
والجميع يخاف نفاذ الخبز أو عدم التمكن من الحصول عليه
ليتسلل إليك ذاك الناصح ” الحربوق ” بجمله المفيدة :
الصدق ما بيطعمي خبز , القيم ما بتطعمي خبز , البلد ما بيطعمي خبز
الحبّ ما بيطعمي خبز , الأخلاق ما بتطعمي خبز
وكأنّ كل شيء إيجابي تقوم به ” ما بيطعمي خبز “
حتى بتّ أمقت تلك الجملة و أمقت الخبز معها
كفّوا عن  إرشادنا كيف نأكل الخبز ..
ربما ببساطة .. بعضنا لا يمتلك فطنتكم و قرر ألا يدفع ذاته ثمن ربطة خبز
و اختار ألا يأكله بعد اليوم …
…..
فواصم منصهرة
لمن لا يعلم ما هي الفاصمة المنصهرة فهي سلك رفيع جدا قابل للانصهار عند ارتفاع شدة التيار ليقطعه ويحد خطره .
كان علي أن أعطي درسا عنها لطلاب في الصف السادس
حين تأملت الفاصمة المنصهرة مطولا .. اكتشفت أننا نعرفها جيدا حتى ولو لم يكن اسمها مألوفا دائما على مسامعنا
لا بل وأن المخيف أنّ  أغلب الأشياء من حولنا هي فواصم منصهرة
أعصابنا هي فواصم منصهرة لا تلبث أن تنصهر في وجه أحد ما , الأب تنصهر أعصابه في وجه ابنه , المدير في وجه موظفيه  , الأخ الكبير على الأخ الصغير ..وهكذا تواليك وفق تدرج السلطة
قوانينا  هي فواصم منصهرة لا تلبس أن تذوب  ” قرار منع التدخين في الأماكن المغلقة ” ذاب سلكه قبل أن يبدأ
فبدل أن يخرج المدخنون للأماكن المفتوحة للتدخين , باتت الأماكن المفتوحة تنشأ لهم داخل الأماكن المغلقة أو على الرصيف أو في الزوايا المخفية , ليصبح الدخان مركزا أكثر من ذي قبل .
كهرباءنا كلها عبارة عن فاصمة منصهرة لا تلبث أن تذوب عند هطول المطر أو هبوب الريح لندخل في تقنين مدروس وبشدة ليشمل أكثر من 6 ساعات في اليوم
ضمائرنا فواصم منصهرة نناضل كي لاتذوب أمام رشوة ما , أو كذبة ما , أو خيانة ما ..
الفواصم المنصهرة  قابلة للاستبدال بأسلاك يجب أن تكون “مشابهة ”  للقديمة كي تتمكن من العودة لطبيعتها
و برأيي هنــا تكمن المشكلة ..
…..
شمّاعات
من الصعب أن يعترف المخطئ بخطأه
كل منا يرمي الخطأ على الأقرب إليه
لا يعترف  الأهل  بأنّ ابنهم شقي أو بأنهم أفسدوا تربيته فدوما يكون ابن الجيران ” فسدلوا أخلاقه ” أو رفيقه في المدرسة شقي
وما من طفل أصيب بالقمل لأنه غير نظيف فالجميع اصيب بالعدوى من زميله في المقعد و زميله أصيب من زميله وهكذا ..ولا أحد يعلم أين نشأت القملة الأولى
و كذلك الأمر في مجتمعنا , لازال الكثير يصرون أن الغرب من أفسد مجتمعاتنا وأنها كاملة لا عيوب فيها ولا ثغرات
” المسلسلات التركية ” و ” الأغاني الأجنبية “  و ” الصرعات الغربية ” هي وحدها من أفسدت أخلاق مجتمعنا ..
والكثير من علماء الدين والأهل و بعض المثقفين أعلنوا وصرحوا :
القمل الموجود لدينا مصدّر من الغرب ولم تنشأ لدينا القملة الأولى , حتى أن البعض لمح أنه لا قمل لدينا ..
فلا أدري كيف بالانكار سنتمكن من علاج ما فينا ..
….
بابا نويل
أحبّ نبل  بابا نويل , ويغريني غموض صاحب الظل الطويل , وتأسرني أحلام بيتر بان ..
و أجمل ما في الأمر أنها ليست مجرد شخصيات خيالية
من الأكيد أنّ تلك الشخصيات موجودة في حياة كل منّــا  بشكل خفي ,
تعتني بنا بأحلامنا وأمانينا دون مقابل , وأحيانا دون أن ندري في ظلال العطاء الصامت
فإن كنّا لا نصدق وجودهم , فليس لأنهم غير موجودين  بل لأننا لم نكتشفهم بعد  ! ..
..
http://dmdoom.wordpress.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى