الشباب والديموقراطية
نزار صباغ
للوصول إلى الديموقراطية طريق طويل لأنها ثقافة حياتية لا انتخابات فقط، مطالباتنا بغالبيتها تتجه نحو الاصلاح السياسي الحقوقي الاقتصادي باعتباره حلقة واحدة لا يمكن تجزأتها، كما العمل لإعادة بناء الطبقة الوسطى الحية المتحركة باعتبارها المجتمع المدني بتنظيماته المدنية الاجتماعية مختلفة التسميات، للوصول إلى الدولة المدنية الديموقراطية بمشمولاتها كافة دون نقصان كالحقوق المتساوية لجميع المواطنين وفصل الدين عن الإدارة والسياسة والدولة … إلخ. لا ديموقراطية الأكثرية التي تعني حقيقة ديكتاتورية الاكثرية، والتي تعيد لنا تكرار الماضي ومفهوم المستبد العادل.
لا يسعنا باعتقادي التكلم بدلا عن جيل الشباب، الذي يرى العالم حوله كما هو ويقارن مع وضعه، صحيح أنه قد يكون أقدر من الكثيرين على الحركة والعمل في سبيل الديموقراطية التي يسمع عنها، ويتابع بعض مظاهرها دونما معرفة صحيحة بمشتملاتها…
لأنهم ليسوا جميعا مشاركين في شبكة الانترنت، وليسوا جميعا يقرؤون ويحاولون الحصول على المعرفة، غالبيتهم تتابع ما ينال هوى لديها من أخبار وبرامج ضمن القنوات الفضائية .
هذا الشباب المندفع ينسجم نفسيا مع كل ما يحصل في الدول العربية انطلاقا من رغبته بفرض وجوده لاعتبارات شتى لديه، ولذلك تتم الكثير من محاولات استثمار هذا الاندفاع من قبل بعض التيارات الدينية السياسية التي نجحت في تعميم مفهومها الديني الخاص بها ومفهومها الخاص للدولة ، والتي نجحت بقدر ما في بث ثقافة الكراهية والعنصرية لدى الكثير من الشباب وبخاصة الذي لم يحاول منه الوصول إلى المعرفة.