بـربـريـة غيـر مسبوقـة
بهاء طاهر
شاركت الاثنين الماضي في التظاهرة المنددة بالمذابح في ليبيا أمام السفارة الليبية، وأرى أنه لو لم يكن هناك من سبب لمحاكمة وإسقاط القذافي ونظامه إلا الخطاب المنحط لسيف الإسلام القذافي لكان كافياً، هذا الخطاب لم يترك ثغرة للانحطاط إلا دخل منها، فجاء مليئا بالترهيب والتهديد والتخويف، كما حاول تأليب القبائل الليبية ضد بعضها بعضا، والشعب الليبي بكامله ضد العرب والعالم.
لم أقتنع أبداً بهذا النظام، كنت أرى في القذافي شخصاً كاذباً أفاقاً، ولهذا رفضت كل الدعوات التي جاءتني لزيارة ليبيا، كما رفضت أيضاً كل الدعوات لزيارة العراق في عهد صدام حسين، حيث لم أزره إلا مرة واحدة في عهد أحمد حسن البكر.
ما يحدث الآن في ليبيا هو إبادة جماعية لشعب بكامله على مرأى ومسمع من العالم الصامت. الأمل أن يتدخل أصحابه الأوروبيون ويتسموا بالشهامة ولو لمرة واحدة لإرغامه على أن يرحل. تدخل الجيوش العربية يبدو مستحيلاً، فلو تدخل الجيش المصري فسيقتل مليون مصري يعملون في ليبيا، وكذلك الحال بالنسبة للجيش التونسي. أتمنى أن نعمل أكثر على إمداد الشعب الليبي بكل ما نقدر عليه من أغذية وأدوية ومعونات.
لقد تفاجأت تماماً بالثورة الليبية مثلما تفاجأت بالثورة المصرية بعد أن كنت قد وصلت لمرحلة اليأس الكامل. شاركت في تظاهرتين في مصر بعد تزوير الانتخابات وفوجئت بالعدد القليل للمتظاهرين معي، وهذا دفعني لليأس، لكن اتضح أن طاقة الشعوب تتجاوز أحلام المثقفين.
البربرية التي يتعامل بها القذافي مع الشعب غير مسبوقة، يبدو الاستعمار الأجنبي بجوارها ملائكياً.