صفات المواطن العربي الصالح
سحبان السواح
لن نحتاج إلى العديد من الصفحات لتحديد صفات المواطن العربي الصالح. فهي واضحة ولا تتغير. إنه باختصار المواطن الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ..وهذا ينطبق على المواطن العربي من المحيط إلى الخليج.
عليه أن لا يرى قمع السلطات العربية لمظاهرات الاحتجاج ضد بعض ما تسلكه السلطات العربية من انتهاكات منافية لحقوق الإنسان وللمفاهيم التي تربى عليها وهي الوحدة والحرية والاشتراكية .. وهي أن عدونا الأوحد الصهيونية .. وشريكتها في عداوتنا أمريكا وبريطانيا وانضمت فيما بعد منظومة الاتحاد الأوربي .. وكل من ينحاز لأمريكا والصهيونية والاتحاد الأوربي وهذا يعني أن كل العالم صار عدوا لنا .
وحين بدأت الدول العربية تتسلل لتصبح ضدنا .. أي ضد شعوبها وضد جيرانها العرب كان على هذه الشعوب أن تنسى كل ما تعلمته في المدارس ومن الأهل ومن الشارع .. ومن النقاشات الحزبية ومن الصحافة الحرة والنزيهة وتصمت.
إذن عليك أن تكون مواطنا صالحا وتنسى كل ما تعلمته من أسرتك ومن كتبك المدرسية ومن تاريخك .. ولا ترى ما يجري أمامك من انتهاك حرية المواطنين في التعبير عن آرائهم على رقعة الوطن العربي فالسلطة على حق حتى لو خالفت دستورها الذي وضعته بنفسها.وحتى لو خالفت دساتير العالم والأمم المتحدة وجمعيات ولجان حقوق الإنسان .
وعليه أن لا يسمع .. إلا خطابات زعمائه ورؤسائه وأمناء عامين أحزابه وضباطه الذين يقومون بانقلابات عسكرية لمزيد من تجويعه وسرقته .. ويسد آذانه عن كل من يطالب من أجله بالحرية وإنهاء الأحكام العرفية في بلاده .. وأولئك الذين يطالبون له بالحرية والكرامة ويدخلون السجون من أجله فهؤلاء هم الخونة وزعماؤه هم الذين يملكون الحقيقة بتهديد السلاح والسجون.
وعليه أن لا يتكلم عندما يكتشف أن كل ما يقوله أولئك الزعماء والقادة والسياسيين ما هو إلا كذب في كذب في كذب .. بل عليه أن يوافق على أن أولئك المطالبين بالحرية من أجله خونة ومرتزقة وعملاء لأمريكا وحلفاء أمريكا.
إذا كنت موطنا صالحا يجب أن لا ترى السرقات التي تجري أمام عينيك من مالك الخاص فمال الوطن هو مال الشعب . ويجب أن لا ترى الثراء الفاحش الذي يتمتع به كل من يلوذ بالسلطة أو ترضى عنه السلطة .. ويجب أن تعتبر ذلك أمرا طبيعيا فهذا المال من حقه لأنه يدافع عن البلاد ضد العدو الخارجي الصهيوينة وأمريكا وخلفهما العالم كله.
إذا كنت مواطنا صالحا يجب لا تتكلم في أمور لا تعنيك .. فلا تتحدث عن الغلاء ولا تتحدث عن التعذيب في السجون ولا تتحدث عن انتهكات حقوق الانسان في كل شبر من أراضي الوطن العربي .. بل عليك أن تلهج بالثناء على أولئك الذين يحمون بلادك ويحمونك من أمريكا والصهيونية والعالم كله من خلفهما..
أيها المواطن العربي .. كن مواطنا صالحا .. تجد لقمة عيشك رغيفا . وإداما يكاد يسد رمقك .. وتأمن شر زوار الليل.
وحتى لا يقول قائل أنهم ماعادوا يزورون في الليل، ولا عند الفجر بل في وضح النهار. . وفي كل ساعة من ساعات النهار والليل ، أقول هكذا أدخل بالكلام في السياسة وأنا الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم .
موقع ألف