مصر تودع يوسف شاهين
القاهرة: جمال القصاص ومحمود التركي
ودع مئات الآلاف من المصريين أمس يوسف شاهين المخرج الأشهر في تاريخ السينما المصرية والعربية، والذي وافته المنية أول من أمس بمستشفي المعادي الدولي للقوات المسلحة عن عمر يناهز 82 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
انطلقت مراسم جنازة شاهين في الواحدة من ظهر أمس بالصلاة عليه وإقامة قداس الجنازة بكاتدرائية «القيامة» للروم الكاثوليك بحي الفجالة بالقاهرة، وسط حشد من الفنانين والفنانات من بينهم: عزت العلايلي، ومحمود ياسين وزوجته الفنانة المعتزلة شهيرة، حسين فهمي، فاروق الفيشاوي، ونادية لطفي، يسرا، نجوى إبراهيم، وخالد النبوي، وهشام صالح سليم، خالد يوسف، خالد صالح، هاني سلامة، وممدوح الليثي نقيب السينمائيين، وأشرف زكي نقيب الممثلين وزوجته الفنانة روجينا. وتقدم رجال الدولة المصرية في حضور القداس الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية نيابة عن الرئيس مبارك، وماجد جورج وزير البيئة، ومحمود أباظة رئيس حزب الوفد، ومنير فخري عبد النور القيادي بالحزب، واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن العاصمة، وسفراء لبنان وفرنسا وألمانيا بالقاهرة. وبمجرد دخول الجثمان قاعة الكنيسة ملفوفا بعلم مصر، ومحمولا على أعناق تلاميذ الفقيد وعلى رأسهم المخرج خالد يوسف، انخرط الجميع في البكاء. وفي وقت الصلاة احتشد المئات خارج مبنى الكنيسة لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد.
تحدثت الفنانة لبلبة بصعوبة لـ«الشرق الأوسط» قائلة «لم استطع رؤيته في المستشفى، كنت أقف خارج غرفة العمليات منتظرة خروجه ولكنه هذه المرة لم يفعل. وقالت لبلبة أن آخر مرة شاهدت فيها شاهين كان أثناء احتفاله بعيد ميلاده الماضي، حيث أصر وقتها أن يصوره بكاميرات الفيديو في سابقة لم يفعلها من قبل.. «ربما كان يشعر أنه آخر احتفال بعيد ميلاده في حياته».
بينما تحدث الفنان محمود حميدة عن لوعته لفراق أستاذه المبدع يوسف شاهين وعن تعاونه معه في 4 أفلام منها «إسكندرية نيويورك» و«المصير» و«المهاجر»، ووصفه بأنه إنسان رائع ومتواضع وليس ديكتاتوراً كما يطلق عليه البعض.
وعبرت الفنانة إلهام شاهين عن حزنها لفقدان مصر والعالم العربي مبدعا بحجم يوسف شاهين، كما حرصت على وداعه الفنانة نادية لطفي التي قالت عنه «لقد صنع مني فنانة مختلفة في فيلم الناصر صلاح الدين..سنفتقده كثيرا».
وبعد انتهاء مراسم القداس نقل جثمان شاهين إلى الإسكندرية حيث مسقط رأسه، ومحور حدوته المصرية التي جسدها عبر أربعة أفلام شهيرة من أفلامه، ليوارى جثمانه في ترابها بمقابر العائلة.
ونعى الرئيس المصري محمد حسني مبارك رحيل يوسف شاهين، معربا عن خالص تعازيه لأسرته ومحبيه، مشيرا إلى «أن إسهامه المتميز في صناعة السينما المصرية سيبقى في ذاكرة الوطن وقلوب المصريين، كما سيبقى إبداعه متواصلا من خلال من تعلموا على يديه من شباب مخرجي مصر وفنانيها».
وتلقت الأوساط الفنية خبر موت شاهين بالصدمة، ففي تظاهرة فنية بمدينة مسينا بجزيرة صقلية الإيطالية وقف الحاضرون في قاعة العروض الصغيرة أمس دقيقة حدادا على روح المخرج الكبير، وحيا الجمهور العربي والإيطالي ابن الإسكندرية الذي أحدث فيلمه «هي فوضي» صدى إيجابيا في مهرجان البندقية العام الماضي.