حرق الكتب .. روسو يخدش حياء فرنسا
عدنان البابلي
استكمالا لحلقة أمس حول الرقابة وحرق الكتب، نبين هنا أن هذه الرقابة ليست اختصاصاً عربياً حصراً، بل إنها عالمية أيضا والأمثلة ها هنا خير دليل على ذلك. لكن تبقى الحصة العربية هي الأكبر، في العصر الحديث.
اعتبر كتاب «فترة التكوين في حياة الصادق الأمين» لخليل عبد الكريم، تلفيقا وكذباً مدسوساً وليس بحثا علميا. اما كتاب «الإجهاض ضرورة قومية والاعتقاد ضرورة علمية» للدكتور محمد عبد المعطي فمنع لاعتباره الاجهاض حقا مشروعا، وكُفّر نصر حامد أبو زيد لكتابه «الخطاب والتأويل» واعتبر محاولة تفسير تناقض الاسلام، اما «هذا قرآني» لمحمود عفيفي فقد اعتبر نصا اقرب الى الكفر منه الى الايمان. وكذلك الامر مع كتاب «زواج المتعة بين الدين والتطور» لأحمد سالم والذي قدم فيه تصورا جديدا للزواج في الاسلام. وعُدّ كتاب «سينمائية المشهد القرآني» تفسيرا غير مقبولا ومحاولة مشوهة للقرآن. اما «وصايا في عشق النساء» للشاعر أحمد الشهاوي، فقد منع لانه يبيح المحرمات.
«عوليس»… 15 سنة خلف القضبان
ومن الكتب التي كانت ضحية للرقيب رواية «دكتور زيفاجو» للويس باسترناك والحاصلة على جائزة نوبل للاداب.
ومنع الرقيب ايضا رواية «عوليس» لمدة 15 سنة ووصفها بأنها بذيئة، ولم يرفع الحظر عنها إلا في عام 1933.
كما منعت نسخة مصورة من «قلنسوة ركوب حمراء صغيرة» في منطقتين تعليميتين في كاليفورنيا في عام 1989 والكتاب يظهر البطلة وهي تأخذ الطعام والنبيذ إلى جدتها.
«وتل فاني» لجون كليلاند، فهو قصة عاهرة اشتهرت بالوصف الجنسي الصريح، وقد برأت المحكمة الأميركية العليا نهائيا هذا الكتاب من تهمة المجون في عام 1966.
واعتبرت الاعترافات الذاتية لجان جاك روسو خادشة للرأي العام عام 1929، وفي عام 1930 منعت نسخ من كتاب لفولتير من الدخول الى الولايات المتحدة.
وحظرت إيطاليا كتاب جاك لندن «الدعوة إلى الجموح»، وفي يوغوسلافيا عدت أعماله متطرفة للغاية، كما أحرقت أعمال لندن من جانب الحكومة النازية.
وفي عام 1955 منع الرقيب كتاب مارى شيلي «فرانكنشتاين» لخلاعته وبذاءته، كما صودر كتاب «الجمال الأسود» لأنا سويل وهي قصة عن حصان.
وفي عام 1954 اعتبر أساتذه في جامعة برواون ان كتاب لينين «الدولة والثورة» نصا هداما، وحظر الاتحاد السوفييتي السابق استيراد كتب التوراة والإنجيل والقرآن بين عامي 1926 و 1956. كما حظرت طبعات عديدة من العهدين القديم والجديد وأحرقت من جانب السلطات المدنية والدينية على مدار التاريخ.
وصدر في عام 1974 كتاب «هل ماتت الملايين الستة حقًّا» ينفي ما زعمه اليهود بأنه إبادة لهم، لكن الكتاب منع في كندا بموجب قانون الأنباء الزائفة.
واتهمت رواية د.هـ. لورنس «عشيق السيدة تشاتيرلي» بالخلاعة في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة في الستينيات من القرن العشرين.
شكسبير… ممنوع في أميركا
وفي عام 1996 منعت مدارس أميركية مسرحية «الليلة الثانية عشرة» لشكسبير والتي تتضمن عددا من الحكايات الرومانسية، وكانت مسرحية «تاجر البندقية» قد منعت في مدارس ميدلاند بولاية ميتشجان في عام 1980، بسبب تصويرها لشخصية اليهودي شايلوك. وفي عام 1967 ألغي قانون في ولاية تينيسي الأميركية يمنع تدريس نظرية النشوء.
ومنعت وكالة المخابرات المركزية نشر أغلب محتويات كتاب «في قلب العاصفة»الذي وضعه المدير السابق للوكالة جورج تينت.
ويعرض الكتاب رؤية تينت لتطورات الإعداد للحرب في العراق كما عاصرها، ويكشف أسراراً لم تعرف من قبل عاشها بحكم موقعه. وتوقع كثيرون أن نشر الكتاب سيتسبب في حرج شديد لإدارة الرئيس بوش ولوكالة المخابرات المركزية.
ومنع كتاب «الإسلام مكشوفا» للقس انيس شرور، لأنه يسيء إلى الدين الإسلامي والصحابة حسب رأي مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف. وأشار مجمع البحوث في تقريره إلى أنه يتضمن ألفاظا تسيء للصحابة.
وفي منتصف العشرينيات من القرن الماضي حظر كتاب «الإسلام وأصول الحكم» لعلي عبد الرازق.
كما منعت كتب ليسيستراتا لأرسطوفانيس، وحكايات كانتربري لتشوسر، وكتاب ديكاميرون لبوكاتشايو وكتاب مول فلاندر لديفو، وطبعات مختلفة من حكايات ألف ليلة وليلة.
واتهم توماس بين المشهور بكتاباته الداعية للاستقلال الأميركي بالخيانة في إنجلترا عام 1792 بسبب كتابه «حقوق الإنسان» المدافع عن الثورة الفرنسية.
وأمر لويس السادس عشر في عام 1660 بتمزيق وإحراق كتاب الرسائل الإقليمية لبليز باسكال، والذي دافع فيه عن جانسينيست أنطوان أرنولد.
كما حظرت فرنسا كذلك كتاب تاسو «القدس» في القرن السادس عشر لاحتوائه على أفكار هدامة لسلطة الملوك.