صفحات ثقافية

المصادر المفضّلة لدى وسائل الإعلام العربية

null
ما هي المصادر الأثيرة أكثر من غيرها بالنسبة للصحافيين العرب؟ وما هي المصادر الأكثر وثوقا؟ وما هي المصادر التي تعد مضيعة للوقت؟ للرد على مثل هذه الأسئلة، أجرت شركتا “ميديا سورس” و “انسايت” إستطلاعا على عينة من الإعلاميين العرب، ركز بالدرجة الأولى على العلاقة بين الصحافيين في العالم العربي وصناعة الإتصالات، وخرج بنتائج تتعدى دلالاتها نطاق الأخبار الصحفية ليصنّف مراتب مصادر الأخبار التي يؤثرها صحافيو المنطقة ويبغضونها.
عند تحضير الإستطلاع الصحفي للشرق الأوسط الخاص بسنة 2007، قامت شركة “ميديا سورس” التي تعد المجهز الأول لبيانات الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وناشرة “الدليل الإعلامي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، بالإشتراك مع شركة “إنسايت”، المتخصصة في الإستشارات الإعلامية والتدريب في مجال العلاقات العامة بالشرق الأوسط، بإستطلاع آراء 139 صحافيا في لبنان ومصر والكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يعملون في ستة حقول إعلامية هي: الإذاعة، والتلفزيون، والصحف اليومية، ومنشورات إقتصادية، وإستهلاكية وتجارية، بينهم 42 صحافيا ناطقين باللغة العربية والـ97 الآخرون ناطقون باللغة الإنجليزية، ولكنهم يعملون جميعا لحساب وسائل إعلامية في أحد البلدان الخمسة المشمولة بالدراسة الإستطلاعية. ولم توضح النتائج التي خرج بها الإستطلاع ردود المجموعتين المتكاملة فحسب بل قارنت كذلك الفروق بين إجابات الصحافيين الناطقين العربية وتلك التي قدمها الصحافيون الناطقون بالإنجليزية.
وهدف الإستطلاع الصحفي للشرق الأوسط 2007 إلى قياس أهمية البيانات الصحفية بالنسبة لصحافيي المنطقة كمصدر للمعلومات عند إعداد مقالاتهم للنشر. وكان الصحافيون المشمولون بالإستطلاع يتسلمون 20 بيانا صحفيا يوميا في المتوسط، ولكنهم اعترفوا بإستخدام أقل من نسبة 10 في المائة منها فقط. وكان الدافع الرئيسي وراء إستغناء صحافيو المنطقة عن إستخدام تلك الكمية الكبيرة من البيانات الصحفية هو “لاعلاقيتها”، بكل بساطة. وقال العديد من الصحافيين الذين شملهم الإستطلاع إنهم يستقبلون بيانات صحفية متعددة ولكنها ذات علاقة ضعيفة أو معدومة بالوسيلة الإعلامية التي يكتبون مواضيعهم لها، وهذه علامة واضحة على أن محترفي العلاقات العامة الذين يقفون وراء إصدار تلك البيانات لا يؤدون واجباتهم في البحث والتقصي كما ينبغي.
إلا أنه على الرغم من أن نسبةً تقلّ عن عشرة في المائة تبدو ضئيلة جدا، تصنّف نتائج الإستطلاع البيانات الصحفية كأكثر المصادر إستخداما من جانب الصحافيين الناطقين باللغة الإنجليزية الذين أجابوا على أسئلة الإستطلاع. وظهر أن ثالث أكثر المصادر إستخداما من جانب الصحافيين الناطقين بالإنجليزية هو “نصائح جانبية” تصدر عن وكالات للعلاقات العامة وشركات أو منظمات، الأمر الذي “يعني على ما يبدو أن الإعلاميين الناطقين باللغة الإنجليزية هم أكثر إلتصاقا بمكاتب العمل من زملائهم العاملين في وسائل الإعلام العربية الذين يفضّلون الإلتقاء بمصادرهم شخصيا”.
ولكن ما يبعث على الدهشة هو أنه على الرغم من أن البيانات الصحفية تشكل المصدر الرئيسي للصحافيين الناطقين باللغة الإنجليزية في المنطقة العربية، إلا أنهم لا يعتبرون البيانات الصحفية أهم المصادر المتاحة لهم. وبينما قيّمت نسبة 74% من الصحفيين الناطقين بالعربية البيانات الصحفية كمصادر إخبارية “هامة جدا” أو “هامة نوعا ما”، لم تمنح سوى نسبة 54% من نظرائهم الناطقين باللغة الإنكليزية هذا التقييم نفسه للبيانات الصحفية (ربما لأنهم ليسوا على إستعداد للإقرار باستخدامهم لها في كثير من الأحيان).
المصادر الإخبارية الأخرى التي طلب الإستطلاع من عيّنة الصحافيين أن يقيّموا أهميتها كانت “مطبوعات أخرى” (42% أجابوا بأنها هامة “جدا” أو “نوعا ما”)، و”الموجزات الصحفية الرسمية” (نسبة 85% اعتبرتها هامة “جدا” أو “نوعا ما”)، و”المواقع الإلكترونية في شبكة الإنترنت” (هامة “جدا” أو “نوعا ما” لنسبة 68%) و”المتابعات لأخبار منشورة سابقا” (هامة “جدا” أو “نوعا ما” لنسبة 74%).
جاءت إجابات الصحافيين الناطقين بالعربية والصحافيين الناطقين بالإنجليزية متشابهة بعضها مع بعض بخصوص المصادر الإخبارية سالفة الذكر، لكن الخلاف بين المجموعتين تجلى عند سؤالهما عن أهمية “الموجزات الصحفية غير الرسمية” وعن “النصائح الجانبية” التي تقدمها وكالات العلاقات العامة والشركات أو المنظمات.
فبينما اعتبر الصحافيون الناطقون باللغة العربية الموجزات الصحفية غير الرسمية مصادر هامة، لم يشاطرهم في هذا التقييم سوى 30% من زملائهم الناطقين باللغة الإنجليزية. ويلمح التقرير إلى أن ذلك يرجع إلى الإفتراض المذكور سابقا بأن الصحافيين العرب يخرجون من مكاتبهم إلى الميدان بقدر أكبر ويتحدثون مع عدد أكبر من المصادر غير الرسمية التي قد تقود إلى معلومات قيمة، في حين أن الصحافيين الناطقين باللغة الإنجليزية الملتصقين بمكاتبهم يميلون أكثر للوثوق بالنقاشات الدائرة حول موائد مستديرة وبالمؤتمرات والندوات الصحفية. وربما يكون هذا السبب المتعلق بقابلية الحركة وراء الأهمية التي تضفيها نسبة 72% من الصحافيين الناطقين باللغة الإنجليزية على “النصائح الجانبية” التي تقدمها وكالات العلاقات العامة والشركات والمنظمات، مقابل نسبة 41% من زملائهم الناطقين باللغة العربية الذين يعدّونها مصدرا محايدا أو غير هام.
موضوع آخر لا يتفق عليه الصحافيون الناطقون بالعربية والصحافيون الناطقون بالإنجليزية يدور حول جودة الصحافة في المنطقة العربية، فقد وجد الإستطلاع أن الصحافيين العرب (بنسبة 57,2%) يرون أن جودة الصحافة في المنطقة جيدة “جدا” أو “بصورة مقبولة”، في حين قيّمت أغلبية الصحافيين الناطقين بالإنجليزية (56%) هذه الجودة بدرجة “لا بأس” فقط، وعدّتها نسبة غير صغيرة منهم (24,8%) “بائسة” أو “بائسة جدا”.
بيد أن الأدوار تنقلب عندما يجيب الصحافيون عن طبيعة توقعاتهم لمستقبل صناعة الإعلام، إذ تعتقد نسبة 84,4% من الصحافيين الناطقين باللغة الإنجليزية أن جودة الصناعة الإعلامية في تحسّن، مقابل نسبة 40,5% فقط من زملائهم العرب المشمولين بالإستطلاع.
لقراءة النص الكامل للتقرير الخاص بنتائج الإستطلاع، يرجى التفضل بزيارة الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.middleeastmediaguide.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى