وجوه الاغتراب في علاقة الشباب السوري بالسياسة
بكر صدقي
من بين الصفات التي أطلقت على الرئيس السوري بشار الأسد، نجد أن صفة “الشاب” هي الأكثر حضورا. وعلى الرغم من حيادها الظاهري، فقد أريد تحميلها دائما بحزمة من القيم الايجابية كالدينامية والأمل والتفاؤل ومواكبة العصر. وبمعنى ما تم تحميل “شبابه” مهمات جسيمة لتجاوز “شيخوخة” النظام في سوريا على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وفي المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم تم التخلص من معظم الوجوه “الشائخة” ممن شاع إطلاق تسمية “الحرس القديم” عليهم، ما يعني أن السلطة باتت اليوم بيد “الشباب”، وقد يوحي بأن الشباب في سوريا منخرطون في الشأن السياسي إلى أبعد الحدود. في المقلب الآخر يلاحظ المراقب من خلال الاعتصامات أو الظهور الإعلامي أو المنتديات أو غيرها من الأنشطة أن الكهول والشيوخ هم الفئة العمرية الغالبة على مشهد المعارضة السورية. كيف ترتسم إذن العلاقة بين الشباب السوري والسياسة؟ يتطلب الجواب على هذا السؤال توسيع نطاق النظر ليشمل الجزئيات الدقيقة من الظواهر، ما يفرض نوعا من التصنيف الذي يتطلب بدوره معيارا مرجعيا يتم على أساسه. وجدت أن كلمة “الاغتراب” يمكن أن تساعد في قراءة المشهد وتوصلنا إلى نتائج مفيدة. إنها مجرد كلمة إجرائية ولا أريد تحميلها أكثر من هذه الوظيفة. أدرك بالمقابل أن قراءتي لا تقوم على منهج علمي صارم، بل تقتصر على رصد ظواهر، وتحاول الربط فيما بينها أو تفسير بعض جوانبها.
أوحت لي بهذه الكلمة جلسة نقاش انعقدت منذ أكثر من عامين ضمت فريقين، تكوّن الأول من عدد من كهول المعارضة – وكانوا في أواخر السبعينيات من القرن المنصرم طلابا جامعيين – ، فيما تكون الثاني من طلاب ما زالوا في جامعاتهم وشكلوا أغلبية الجلسة. دار النقاش حول البحث عن أسباب شيخوخة المعارضة السورية، وكان لافتا أن جواب معظم الشباب تمثل في نقد المعارضة التي لا تقدم للشباب سياسات جذابة تثير اهتمامهم. في حين أننا في السبعينيات حين كنا في أعمارهم، لم نطالب المعارضة بسياسات جذابة، بل انخرطنا فيها لأن شؤون البلاد العامة تهمنا. أي أننا لم نتصرف ك”فئة نوعية” لها مطالب خاصة بها. ليس من العدل طبعا أن نطالب الشباب اليوم أن يكونوا كما كنا، فلكل زمان منطقه. غير أنه من المشروع أن نتساءل: ترى هل حوّلناهم نحن إلى “فئة نوعية” بفعل خوفنا من انقراض بيولوجي محتمل للمعارضة إذا لم تتدارك نفسها وتستقطب الأجيال الشابة؟ أم أن الشباب يتمزّقون بين الحاجة إلى رعاية أبوية يموّهون عليها بالنقد الحاد للمعارضة، والرغبة في استقلال يعجزون عن إحرازه؟ في جميع الأحوال كشفت الجلسة عن وجود ما سماه ياسين الحاج صالح بـ”الفجوة الجيلية” في محاضرة ألقاها في منتدى جمال الأتاسي للحوار في أواخر العام 2004. وإذا كان من الممكن إرجاع هذه الفجوة إلى مفاعيل ابتلاع السلطة للمجال العام وإجهازها على أي هامش مستقل للفعالية الاجتماعية على مدى العقدين الأخيرين من القرن العشرين، غير أنه لا يقدم تفسيرا كاملا للانقطاع شبه الكامل بين الشباب والمعارضة. لنحاول تأويل جواب الشباب المذكور أعلاه على نحو آخر. “ليست لدى المعارضة سياسات جذابة تثير اهتمام الشباب”، قد تعني أن خطابها السياسي لم يتغير منذ ربع قرن وبات متقادما، وهذا صحيح إلى حد كبير، فضلا عن أنه ( الخطاب ) هو نفسه خطاب السلطة في خطوطه الأساسية. ( تندرج مطالبة المعارضة بالديموقراطية والحريات الأساسية في إطار “تمتين الوحدة الوطنية في مواجهة الأخطار الخارجية” وليس كمطلب مستقل يستمد شرعيته من ذاته، في حين يؤكد خطاب السلطة على الوحدة الوطنية و”رص الصفوف” في مواجهة الأخطار ذاتها. )
كانت العقيدة الرسمية للنظام الحاكم ولا تزال المصدر الأهم لتشكيل الرأي العام والوعي السياسي لدى معظم السوريين بمن فيهم الشباب. في هذا الإطار يمكن أن نرى إلى ظاهرة لافتة قامت بتشكيلها مجموعة من طلاب جامعة حلب في السنوات القليلة الماضية وتمثلت في نشاط مستقل أراد النظام أن يقضي عليه باعتقال محمد عرب ومهند الدبس في نيسان2004. كانت أبرز نشاطات تلك المجموعة القيام بعدد من التظاهرات الطلابية السلمية تضامنا مع الشعبين الفلسطيني والعراقي، توجت باعتصام احتجاجي على المرسوم الجمهوري الذي تتخلى بموجبه الدولة عن التزامها بتشغيل خريجي كليات الهندسة.
نرى في كلا النشاطين إخلاصا للعقيدة القومية التقدمية والسياسات المشتقة منها في ما يشبه رسالة تمرد أبناء النظام على الأب الذي انحرف عن الخط الذي رسمه بنفسه لهم بل أرغمهم على إتباعه. والمعنى الإضافي لاعتصام الهندسات ومصدر أهميته يتمثل في أنه صورة مبكرة عن الاحتجاجات الاجتماعية التي يمكن للنظام أن يواجهها في المستقبل القريب (أتعمد ألا أصفه بالليبرالي لأن النظام يبدو عصيا على تحول مماثل ويفضل القيام بإجراءات انتقائية من نوع المرسوم الجمهوري المذكور، مدفوعا في الغالب باضطرارات آنية أو منافع شخصية لبعض المتنفذين: من ذلك قيام شركات مساهمة قبل إنشاء سوق للأوراق المالية). عندما نقرأ المواد التي كتبها عدد من أولئك الطلاب ونشرت على مواقع إلكترونية نرى أنها تصدر من شعور عميق بالإحباط ناجم عن التناقض بين خطاب السلطة وممارستها السياسية، يجد تعبيره في نقد حاد للسلطة لعجزها- مثلا- عن حماية حدود الوطن (في إشارة إلى الاعتداءات الإسرائيلية في عين الصاحب ودمشق)، أو لممارساتها القمعية، أو لتخليها عن التزاماتها الاجتماعية أو للفساد المستشري في مفاصلها.
هذه الظاهرة بقيت محصورة في حدود ضيقة لم تتجاوزها لا إلى الجامعات السورية الأخرى ولا إلى الإطار الاجتماعي الأوسع على الرغم من المحاولات التي تمت في هذا المنحى. ويعود السبب في ذلك في رأيي إلى غياب أهداف وطنية جامعة وتصورات ملموسة للوصول إليها لدى مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية. وإذا كان هذا خارج حدود هذا المقال، فسوف نرى بعض مفاعيله في جوانب من علاقة الشباب السوري بالسياسة.
ثمة ظواهر ثلاث بارزة في لوحة الشباب السوري: البطالة التي تقدرها بعض المصادر المستقلة بنسبة 20% من قوة العمل وهي تتفاقم عاما بعد عام؛ التدين المتدرج من الفردي وحتى الإسلام السياسي بتدرجاته بين الاعتدال والتطرف؛ وأخيرا نوع من العدمية يمكن تلمس أشكالها في الإشاحة عن الشأن العام والكفر بالأيديولوجيات والانغماس في اللحظة الراهنة بوصفها الوجود اليقيني الوحيد(1)
ننطلق من هذه المقدمات لنرصد أبرز مظاهر اغتراب الشباب السوري في علاقته الفعلية أو الافتراضية بالسياسة:
1 – اغتراب أيديولوجي: وأكثر ما نلاحظه يقوم في اتساع رقعة التدين ذي الطابع السلفي باعتباره نوعا من الافتراق عن الواقع وهروبا من بؤسه ( بطالة وفقر وانسداد أفق قومي وحضاري). من المظاهر المعتدلة نذكر التدين الفردي البسيط أو التبعية لشيوخ معتدلين كالبوطي والمرحوم الخزنوي ومحمود عكام، على اختلاف توجهاتهم وأدوارهم السياسية، وكأمثلة غير حصرية. كما نذكر ما بات يعرف ب” مجموعة داريا” ومجموعة اللاذقية التي تدعى ” صناع الحياة” وتهتدي هذه الأخيرة بأفكار الداعية المصري الشهير عمرو خالد. وقد تعرضت المجموعتان للاعتقال وأطلق سراح معظمهم لاحقا ( ظهرت هاتان المجموعتان في السنتين الأخيرتين 2003 – 2005 ). أما مظاهرها المتطرفة فهي أكثر سرية من أن نعرف حجمها ومدى فاعليتها، ويمكن رصد تجلياتها في ظاهرة المجاهدين في أفغانستان سابقا والعراق لاحقا. ومن دعاتها المشهورين شخص يدعى ب” أبي القعقاع” مثير للجدل ويقال إن له علاقات ملتبسة مع جهات أمنية، يقوم بنشاطاته علنا وله أتباع كثيرين في المناطق الشرقية والشمالية من البلاد.
كما يمكن إلحاق الشباب المنضوي في صفوف عدد من الأحزاب العلمانية التي استبدلت السياسة بالإيديولوجيا بالظاهرة نفسها، وأعني أحزابا في الجبهة الحاكمة وأخرى خارجها في المعارضة من خلال الأيديولوجيا الماركسية – اللينينية مثلا.(2)
2 – اغتراب انتهازي: يظهر هذا النوع من الاغتراب في أوساط الشباب البعثي بصورة خاصة ممن ينضم إلى الحزب الحاكم والمنظمات التابعة له طمعا في مكاسب مادية أو معنوية. ويقوم اغتراب أغلبية هؤلاء الشباب على دفاعهم عن سلطة لا تعبر عن مصالحهم حتى بالمعنى الحرفي الضيق. إن حادثة اعتداء الطلاّب البعثيين على زملائهم المعتصمين في ساحة جامعة حلب ( شباط-2004 ) احتجاجاً على المرسوم الجمهوري الذي ألغى تعهد الدولة بتوظيف المهندسين،هي مثال نموذجي على هذا النوع من الاغتراب0 مع العلم أن بين المعتصمين الذين تعرضوا للضرب عدد لا بأس به من البعثيين. ثم تكررت هذه الممارسة عندما هاجم طلاب بعثيون اعتصاما للمعارضة أمام القصر العدلي في دمشق بمناسبة ذكرى إعلان حالة الطوارىء المستمرة منذ 42 عاما، فنكلوا بالمعتصمين على مرأى من رجال الأمن. تنبع هذه الكلبية من تسليم الناس، ومنهم الطلاب والشباب بصورة أعم، بقدرية وأبدية السلطة الحاكمة والتي تماهت في وعي الناس مع الدولة. وقامت تلك ” الدولة” على نواظم معينة تأبدت بدورها وتؤثر بشدة في رسم مصائر الأفراد والجماعات بدالة علاقتها مع السلطة سلبا أو إيجابا: فإذا كان التقرب من السلطة وتملقها وتنفيذ تعليماتها وما يرضيها يجنب الأفراد المخاطر ويحتمل أن يحقق لهم مكاسب في الارتقاء الاجتماعي أو تمرير المصالح الفردية من فوق القانون أو تحته، فإن معارضة السلطة حتى بالنقد الشفهي لممارسات معينة أو أشخاص معينين تؤدي إلى مصائر مجهولة بدءا بالطرد من جنة المكاسب والامتيازات وانتهاء بمخاطر وجودية من فقدان الحرية حتى فقدان الحياة. هذان الثواب والعقاب يدفعان عموم الناس إلى حالة بدائية تحركها غرائز الخوف من جهة والتنمر دفاعا عن السلطة وتمثيلاتها إمعانا في إثبات الولاء من جهة ثانية.
3 – اغتراب عن المكان: ويتمثّل في الهجرة أو في حلم الهجرة الذي يغذّي آمال من لم يحظ بالهجرة الفعلية. وإذا كانت دول الخليج قطبا جاذبا للهجرة في عقد السبعينيات، فقد أصبحت أوروبا وأمريكا وباقي دول العالم تنافس دول الخليج في أحلام الشباب السوري. وثمة فارق بين الحالتين: تعني الهجرة إلى دول الخليج دائما هجرة مؤقتة لتحسين مستوى الحياة بمقوّماتها المتمثّلة في شراء بيت وسيارة وإقامة مشروع خاص يغني عن العمل المأجور الذي لا يؤمّن مقوّمات حياة كريمة. أما الهجرة إلى الدول الأخرى وخاصة أوروبا والأمريكيتين فهي تعني في الغالب هجرة دائمة دوافعها مزيج من الاقتصاد والسياسة والثقافة، قوّتها المحرّكة اليأس وانسداد الآفاق من العيش بكرامة في سوريا.
4 – “اغتراب الغريب”: يخص هذا المظهر فئة ضيّقة من الشباب هم أبناء أفراد النخبة الحاكمة الذين يتمتعون بموهبة وحيدة واحتكارية هي صلة الرحم التي تربطهم بتلك النخبة. وهم يستثمرون هذه الموهبة في جني أموال باهظة ينقلونها بصورة منتظمة إلى المصارف في الخارج، وينغمسون في نمط حياة مغترب لا يربطه أي رابط بنمط حياة أفراد الشعب. ويستقطب هؤلاء في استثماراتهم أعدادا كبيرة من الشباب من ذوي الكفاءات التقنية بحيث يخلقون ما يشبه القاعدة الاجتماعية بعيدا عن الإيديولوجيا البعثية ومؤسساتها المنخورة ( ولكن من دون التخلي عن الولاء للسلطة). يتم إغراء هؤلاء الشباب برواتب فوق المعدّل السائد في كل من وظائف الدولة والقطاع الخاص التقليدي، مع أنها تبقى رواتب متواضعة بالمقاييس العالمية.
هذه الفئة التي درج بعض كتّاب الصحف على تسميتها ب” الذئاب الشابة”(3) تبدو وكأنها الجزء الفاعل والأكثر ديناميّة في نخبة السلطة الحاكمة، وهي تتطلّع للتخلّص من بقايا الاقتصاد الموجّه، لتكون طليعة الانتقال إلى اقتصاد السوق والعولمة من غير أن تفقد احتكارها للامتيازات وللـ”موهبة” المذكورة آنفا. عبرت هذه الفئة عن نفسها بصورة لافتة في شهر آذار من هذا العام بتنظيمها مسيرات حاشدة تأييدا للقرار الرئاسي بالانسحاب من لبنان. لقد أعطتنا تلك المسيرات صورة عن مستقبل النظام الذي يريده هؤلاء: “اقتصاد سوق اجتماعي” على ما سماه المؤتمر العاشر للحزب الحاكم الذي انعقد في حزيران2005 .
5 – اغتراب الكردي: للشباب الكردي وزن نوعي في المشهد السياسي العام رأينا أحد تجلياته في انتفاضة آذار 2004 . يلعب الوعي القومي المتنامي دورا شديد الأهميّة في السلوك السياسي للشباب الكردي، مع استمرار العوامل الأخرى المذكورة ( بطالة، فقر، أحلام هجرة، انعدام الحريات… إلخ.) في فعلها فيهم. لا مفر من شيء من التوسع في هذا الموضوع لجلاء أبعاده المختلفة.
*
نخلص إلى القول إن السمة الغالبة على علاقة الشباب في سوريا بالسياسة هي الاغتراب بمختلف تجلياته، لا ينتقص من هذا الحكم التحاق أعداد كبيرة من الشباب بالحزب الحاكم ومنظماته الملحقة به، أو أحزاب جبهته، أو نقاباته المهنية والقطاعية، فجميع هذه الهياكل البيروقراطية تلعب دورا نابذا للسياسة، إذا كانت هذه تعني المجال العمومي بتنوعه وتناقضاته التي تعكس تنوع الاجتماعي وتناقضاته. وفي المقابل تشير القطيعة بين الشباب والمعارضة إلى مشكلة تشمل طرفي المعادلة: مشكلة في المعارضة التي عجزت حتى الآن عن انتاج برنامج قادر على استقطاب قوى اجتماعية من شأنها خلق توازن قوى فاعل أمام السلطة؛ ومشكلة في الشباب العاجزين حتى الآن عن بلورة مبادرات مستقلة تتجاوز المعارضة ولا تلتحق بالسلطة، مبادرات من شأنها أن تجعل الشباب يسيطرون على مصيرهم ويساهمون في رسم مستقبل بلدهم.
بكر صدقي
هوامش:0
(1) في العدد 16 ( والأخير) من جريدة المبكي الأسبوعية تحقيق لعبد الرزاق دياب عن عبدة الشيطان في سوريا، نقتطف منه ما يلي:
” تقول ديما. ا. فيما كتبته للمحرر على شكل بيان عن المجموعة: ( نحن مجموعة من الشباب، اجتمعنا على حب شيء واحد هو موسيقا “الميتال”. لسنا منظمة أو حركة.(…..) الميتال موسيقا منبوذة، وبالتالي محبي الميتال منبوذين أيضا.) وفي شهادة أخرى لفتاة يرمز لها المحرر ب ( ديما. ص.) ويصفها كما يلي: ” فتاة عادية المظهر، تلبس بعض الخواتم الغريبة والعادية، خواتم على شكل أفاع على عكس (ديما.ا.) التي تبالغ في أظهار غرائبها من أقراط على شكل جماجم وقلادة تحمل وجه الشيطان وترتدي السواد. تقول (ديما.ص.): ” نحن لسنا عبدة شيطان. فأنا فتاة مسلمة. أؤمن بأن الله موجود، والقدر مكتوب، أحب فيروز وماجدة الرومي وزياد الرحباني، فرحت عند تحرير الجنوب اللبناني، وحزنت لسقوط بغداد… ولكن الواقع مخيب ومأساوي. (….) الميتال هو اعتراض مرير على عدم ديموقراطية التعبير من المنزل إلى الجامعة إلى المجتمع، ولهذا أحببته، وقلادة الشيطان هي الوجه الحقيقي للعالم الذي نحياه.” ( المبكي – العدد 16 – 2252005 – ص 13 )
(2) في ندوة نقاش حول الديموقراطية والدستور السوري نظّمها الحزب الشيوعي جناح يوسف الفيصل أذهلني ابتعاد أغلب المتداخلين عن الواقع والحياة. أكثر من متداخل قال: ” نعم نحن مع الديموقراطية، ولكن يجب أن نحدد بوضوح: الديموقراطية لمن؟ إن ما يطرح هو ديموقراطية لصالح البورجوازية وهذا مرفوض” وكأن ما هو قائم في سوريا لصالح البروليتاريا! متداخل آخر تمادى في الاستغراق في عالم أوهامه فدعا إلى محاربة البورجوازية بالسلاح!
أما الناصريون فقد رفعوا في الاعتصامات المنددة بالحرب على العراق ( 2003 ) شعارا يعود إلى العام ( 1968 ): “لا اعتراف! لا صلح! لا مفاوضات!”
(3) في عدد من مقالات محمد جمال باروت الصحافية