صفحات الشعر

أمور بيننا ينبغي أن تُفَسَّر

null
عناية جابر
ـ 1 ـ
كل الليل اصغي، الى
ما ينبض
في جبهتك

تتقدم الي من شريان ملتهب
فلا تعود القصيدة، نفسها

وجهك في الثلج
وفي الأزرق المتحرك
مع كل موجة، خسارة
على وشك التفتح

لم تعد تقول الاشياء
بنبرة روح فاتحة؟

تلفن لي
اذا كان ممكناً
تكلم ببطء، بطء حقيقي
لألمس الروح في النبرة، وفي
كيان الكلمات
تلفن لي
اختاج الى مادة
لأقيس الحب

صوتانا ليسا في مكان واحد
لكنني احسب هذا ممكناً
كما حين تمطر السماء
على كل العالم

عليك ان تصرخ في السماعة
الحلقة ضيقة
صوتك حتى اللحظة، عالقاً ويرتعش

اسمعني صوتك القديم
لينكسر تنفسي.
ـ 2 ـ
بأي طريقة غريبة
ترسم ابتسامتك، خفيفة في الفارق الطفيف
بين السكون، والبله

بيدي اوقعت قلبي على الأرض
ألأنين الموحل
توقف

في الفجر أرى كم كبرت
نهضت سنوات مجنونة
في الشكل الآخر للوقت

الذكريات غادرت
حبست كمنجاتها
في توابيت

ذكريات
رايات نفي غامض

تقول دائماً الأشياء ذاتها:
ان التوقيت ما بين بلدينا،
يختلف
تقول دائماً الأشياء ذاتها
مع ان الحب نفسه

مطر عندي وعندك
الأطراء المداعب
مطر طري جداً
شريط فضي
طويل وسميك
من فوق
بأصابع سحرية
يدللني
الله
ـ 3 ـ
يوم جميل فعلاً
ولكن هل قلت لك، شيئاً عن السعادة

ليكن، اذن
ما الذي ارغبه اكثر من يوم جميل

وما كنت لأبتسم، لو
لم يكن يوماً جميلاً
ومن المؤكد اني ابتسمت
لليوم الجميل الذي شع، كانفراط كتلة ضوء
مع ذلك، لم اقل بعد
شيئاً عن السعادة
رغم ابتسامتي، والهواء الذي
يداعب خدي

وأياً كان جمال هذا اليوم، والفتنة
المأساوية للبحر، المرخية
حتى حافة الأفق، فان ثقلا هنا
كرة حديدية على القلب
ثقل الحديد الباهر
يرنح روحي
ـ 4 ـ
أرقد مريضة لكن سعيدة
بسبب لسان المطر
وبشرته
يبدأ المشهد حين يتحرك الهواء
ينادي الهواء الآخر
الذي يخفق بعيداً

أوراق الشجر تتكدس
ورقة صفراء فوق أخرى
فجأة تبغ هافانا
فجأة سيجار كوبي

الغيمة من خلف الزجاج
نسخة طبق الأصل
عن ذئب
بخطوات طويلة

في حقل ما
الاشياء تتلون
الذي يفصلني عنها
يمكنه ان يكون مفتاحاً، او
عادة سيئة

بهدوء، تحت اللون اللؤلؤي
الأعشاب تقضم الهواء
انها طريقة لمعاقبة الصيف
واشياء العالم
الزرقاء
ـ 5 ـ
مريضة، تحت الملاءة المهفهفة
يدي ترتجف رعباً
منذ سنين
نقطة ماء تركت اثراً
لساني محموماً
يتهاوى قربها.
ـ 6 ـ
متجاهلاً الحنان

أحلام كالصقور
احجار ثقيلة
صمغ يتدلى سعادة
في الحواس
المرهفة

يدك المفتوحة كألبوم الصور
اتمايل مشهداً مشهداً
خفيفة وثقيلة.

ان يكون صمتك منتزعاً من قصة تامة؟
جسدي الذي تم نسيانه
دفء الجلد، السيقان المتباعدة
الشيء المقرور الذي وجد متعته
في التحول البطيء
من صمت الى صمت
ـ 7 ـ
بيتك يبدو من هنا
ويكون جسدك كاملاً
ووجهك الذي هو طبيعتي الحقيقية

أنقر بسبابتي على نافذتك
وأنت تجمع ما تبقى من فتات العشاء
ولا اعرف بأي قلب قاس
لأتفتح

والحب موضوع عميق، واني لأسأل نفسي من أين لي هذا
الذكاء الرائع في تذوق الرجال؟ وكنت انت رجلاً عادياً جيداً
غير انك تفتقر الى البساطة الملهمة التي تجعلك تحبني. نظرة
ثملة _ برأيي _ هي جوهر النظام القصير نحو عاطفة قوية
شربت امس معظم زجاجة النبيذ، والحق ان الحب لم يخف
ذلك انه صنف المشاعر التي يسخنها النبيذ. ومهما يكن من
امر ليلة امس، فانني انفقتها كلها، وقد حشرت رأسي في
تأمل قبلة متبادلة، من دون ان آخذ موافقتك بالطبع، قلما
أخذ موافقتك. ويجدر بي ان اضيف هنا، ان احد اسرار خيبتي
هو انك تعيش في مدينة لا تنفتح على البحر، لذلك لا تعرف نوع
تأملاتي ولا استغراقي الحنون بالاشياء. لقد رفعت كل التأملات
غير البحرية من رأسي، واستبدلتها برعشات تفوح منها رائحة
مالحة. ما اضخمك في الليل، وحتى الان رسالة منك لم تصل
وانني لاشعر بالبرد، وساخطة حقاً، وقد نسيت تماماً ان كنت كتبت
لي يوماً. ان وعيي لشديد بيدي المكسورة، والحق انني اعتقد _ على
نحو غريب _ انك من كسر يدي، وهي فكرة ريما، تقوم دليلاً،
على نظرتك غير الممكنة الى الحب.

هل اتلفت حياتك؟
هل فعلت؟
هل رأيتني أفعل؟

ثم ان أموراً بيننا ينبغي ان تفسر
وعلينا ان نكون واضحين
ودقيقين
اذ من يعرف متى
المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى