صفحات سورية

البيانوني يؤكد أن عوامل سقوط النظام السوري “موجودة وقائمة” لكنه يرفض الحديث عن “السقوط الوشيك”..

null

ويشدد على أن السوريين لم يفوضوا النظام للتفاوض مع إسرائيل باسمهم

رفض المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية المحامي علي صدر الدين البيانوني الحديث عن مسألة “السقوط الوشيك” للنظام الحاكم في سورية، لكنه أكد أن مقومات سقوطه باتت موجودة رغم اعتماده على القوة للاحتفاظ بالسلطة. من جهة أخرى، تساءل البيانوني عمن فوض النظام “الفاقد للشرعية” للتفاوض مع إسرائيل باسم السوريين، معتبراً أن إسرائيل تريد إخراجه من عزلته عبر محاولة استئناف مفاوضات السلام.

وقال البيانوني خلال برنامج بصراحة الذي بثته قناة العربية الفضائية وتعيد بثه الأربعاء القادم: “مسألة أن إسقاط النظام في سورية أصبح وشيكاً، نحن لا نقول بذلك. الذي نقوله أن هذا النظام فقد مبرراته.. مبررات وجوده. فقد هو فاقد لشرعيته أولاً. وهو فاقد لمبررات وجوده واستمراره. هذا في نظر الشعب السوري. قد يكون الجهات الخارجية لها نظرة أخرى تتفق مع مصالحها. مثلاً إسرائيل ترى أن هذا النظام مؤهل لأن يستمر، وأيضاً الولايات المتحدة لها رأي آخر. أما نحن في سورية، كشعب سوري، كمعارضة سورية، كإخوان مسلمين، نحن نرى أن مقومات سقوط هذا النظام موجودة وقائمة، هو يستمر من خلال العنف والإرهاب والقمع، هو هذا النظام أصلاً في سورية منذ أن استولى على الحكم بالقوة افتقد الشرعية، هذه واحدة. الشيء الثاني هو يحكم الآن بموجب قانون الطوارئ، يحكم في مادة في الدستور الذي فرض على سورية فرضاً تقول أن حزب البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع، يعني فرضوا نفسهم على المجتمع وعلى الدولة وعلى الاقتصاد وعلى السياسة. هناك أحكام عرفية ما تزال سارية المفعول منذ أن قام هذا النظام بانقلابه العسكري. هناك الدولة الأمنية هي التي تحكم، وصحيح أنهم يحكمون باسم حزب البعث، لكن نحن نعلم حقيقة أن الحكم بيد مجموعة هي مجموعة أسر الحقيقة تتحكم بمقدرات الشعب السوري. الشعب السوري يدرك هذا تماماً ومثل هذا النظام لا يستمد أي شرعية لا داخلية ولا خارجية، هذا النظام مرشح للسقوط والشعب السوري يعمل بجدّ لتغيير هذا النظام بعد أن يأس من إمكان إصلاحه“.

الإخوان ومشروعهم:

وشدد البيانوني من جهة أخرى، رداً على سؤال بشأن الأرضية الشعبية للإخوان في سورية؛ على أن “الأرضية الشعبية والتأييد الجماهيري ينبغي أن يكون في ظل أجواء من الحرية يستطيع المواطن السوري أن يعبّر فيها عن رأيه. في آخر برلمان سوري كان عدد نواب الإخوان أكثر من عدد نواب حزب البعث. في آخر برلمان سوري عندما قام الانقلاب تبع حزب البعث في 8 آذار 1963 كان عدد نواب الإخوان في البرلمان يزيد على عدد نواب حزب البعث” وأضاف: “نحن إذا كان الإخوان ليس لهم هذا التأييد الشعبي، فلماذ هذه الهجمة الشديدة من قبل النظام على الإخوان؟”، وذكّر بأن الرئيس الراحل حافظ الأسد أعلن عام 1965 “أن أخطر ما يواجه الثورة (انقلاب البعث) هو حركة الإخوان المسلمين، وأن هؤلاء لا بد من خطة استئصالية تجاههم، هذا المنهج استمر فيه النظام السوري وهو الذي أشعل أحداث الثمانينات فيما بعد. وبشار الأسد يسير على نفس الخط، وهو الذي أكد أيضاً أن الإخوان ليس لهم إلا القمع والاستئصال، إذا كان الإخوان لا يشكلون تهديداً حقيقياً للنظام، فلماذا يستمر في قمعهم؟ لماذا يستمر القانون العجيب قانون رقم 49 لعام 1980 الذي يحكم لمجرد الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين يحكم عليهم بالإعدام؟ هذا القانون يحكم على الانتماء الفكري، لشبهة الانتماء الفكري أو السياسي، إذا كان الإخوان المسلمون ليس لهم هذا المد الجماهيري فلماذا يعتبرون خطاً أحمر لا يجوز الاقتراب منه؟ أنا أعتقد أن أي إنسان يراقب الشارع السوري ويعرف حجم تمدّد فكر الإخوان، الإخوان ليس لهم فكر خاص بهم، يتبنون الفكر الإسلامي المعتدل بعيداً عن الغلو والتطرف، الشعب السوري بإجماله شعب متدين وهو يميل للاعتدال أيضاً، هناك تيار إسلامي واسع في سورية يتبنى هذا المنهج الوسطي المعتدل، نحن لا ندعي أن هؤلاء أصحاب هذا التيار كلهم من الإخوان المسلمين، لكن نقول نحن كجماعة إخوان مسلمين جزء من هذا التيار الشعبي الواسع الذي يتبنى الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل“.

ورفض البيانوني القول بأن “هناك جناح عسكري للإخوان المسلمين”، مشيراً إلى أن “أحداث الثمانينات الدامية يتحمّل مسؤوليتها النظام الذي استفزّ مشاعر الناس جميعاً ليس فقط الإسلاميين، استفزهم وكانت هناك انتفاضة شعبية كبيرة الحقيقة في مواجهة هذا الظلم بعد أن يعني وصل الناس إلى طريق مسدود ووضعوا وحشروا في الزاوية. فكانت هناك انتفاضة شعبية معظمها ومعظم القائمين عليها والمشاركين فيها من النقابات المهنية ومن المثقفين، ليسوا من الإخوان المسلمين، النظام هو الذي افتعل تلك الأحداث وهو الذي أراد من خلالها أن يغطي على ضربه لجماعة الإخوان المسلمين بحجة القضاء على الإرهاب وعلى العنف. هذه حقيقة ومع ذلك نحن أعلنا مراراً بأننا مستعدون لنضع هذا الملف في يد لجنة قضائية وطنية تنظر في تاريخ هذه الأحداث الدامية وتحدد من المسؤول عنها، مضيفاً: “الإخوان المسلمون لهم تاريخ معروف واضح في المشاركة السياسية منذ نشأة الإخوان المسلمين في عام 1945 شارك الإخوان في البرلمانات والحكومات المتعاقبة وكانوا جزءاً هاماً أساسياً من الحياة السياسية في سورية من خلال العمل الديمقراطي كانوا يخسرون ويربحون، كان لهم نواب يزيدون وينقصون. الإخوان المسلمون لهم مشروع سياسي قائم على خدمة الشعب السوري وخدمة البلد والدفاع عنه. هذا هو تاريخ الإخوان المسلمين. برنامجنا السياسي الذي أطلقناه قبل سنوات تحت عنوان المشروع السياسي لسورية المستقبل، يؤكد على أننا ننادي بالحرية والديمقراطية والتنوّع والتعددية والتداول السلمي للسلطة ومبدأ المواطنة لجميع المواطنين، مشروعنا السياسي موجود ومنشور باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية“.

وقال البيانوني: “نحن في مشروعنا السياسي المُعلن والمنشور، وفي تحالفاتنا السياسية مع إعلان دمشق ومع جبهة الخلاص الوطني نؤكد على أننا نصرّ على الدولة المدنية، الدولة المدنية القائمة على المؤسسات وعلى العدل والمساواة والتعددية والتداول السلمي للسلطة، وقبول الإخوان للأسلوب الديمقراطي في الحكم ليس جديداً، هذا من أيام حسن البنا رحمه الله ومصطفى السباعي كذلك، فنحن لسنا جدد على العملية الديمقراطية وعلى الحياة السياسية الديمقراطية، نحن بكل صراحة نتبنى العمل السياسي الديمقراطي ونقبل بنتائج صندوق الانتخاب مهما كانت هذه النتائج نقبل بها، وإذا لم تكن موافقة لبرنامجنا نسعى إلى تغييرها سلمياً بنفس الأسلوب السياسي“.

وحينما سأله مقدم البرنامج عما إذا كان برنامج الإخوان “هو المشروع الأميركي للمنطقة. أنتم يعني تبنيتم هذا المشروع، مشروع الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان والانفتاح، هذا هو مشروع جورج بوش في المنطقة”، قال البيانوني: “نحن لا نعتقد أن المشروع الأميركي في المنطقة هو مشروع ديمقراطي.. المشروع الأميركي في المنطقة مشروع مصالح أميركا فقط. أين تكون مصالح أميركا هو مشروعها في المنطقة. أما نحن مشروعنا نستمده من مرجعيتنا الإسلامية، ونحن نعتبر أن قيم الحق والعدالة والمساواة والتداول السلمي للسلطة وحرية اختيار الحاكم، كل ذلك.. كل هذه القيم إسلامية قبل أن تكون قيم ديمقراطية، لذلك نحن مرجعيتنا في هذه الدولة المدنية هي الإسلام، والإسلام بقيمه السامية بالعدل والمساواة والتعدد وقبول الآخر والتعايش معه واحترام الرأي الآخر كل هذه قيم إسلامية. مشروعنا السياسي مستمد من ديننا وعقيدتنا. نحن لا نعتقد أن هناك تعارضاً بين الديمقراطية بمفهومها الحالي وبين الإسلام، لأن الديمقراطية هي أن يختار الشعب حكامه وأن يختار ما يراه مناسباً له طبعاً في ضوء وفي ظل النظام العام للبلد وأخلاق البلد ومبادئ وعقيدة البلد. لذلك نحن نتبنى العمل الديمقراطي، نتبنى دولة المواطنة وحقوق المواطنة لجميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية والسياسية. نحن نعتقد أن المشروع.. أن النظام الديمقراطي هو أقرب النظم للنظام الإسلامي“.

وأضاف البيانوني: “نحن من خلال مبدأ المواطنة وحقوق المواطنة المتبادلة وكل حق مقابله واجب نعتقد أن المواطنين جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو المذهبية أو السياسية، هذه واحدة. نحن في تحالفاتنا الحالية القائمة في إعلان دمشق وفي جبهة الخلاص معنا ناس غير مسلمين، معنا دروز، معنا علويون، معنا نصارى معنا”. وشدد على انه “في إعلان دمشق وفي جبهة الخلاص الوطني شركاء مع الآخرين شراكة حقيقية لا نحتكر نحن العمل ولا نحتكر الصواب ولا نحتكر الحقيقة نتعاون مع الجميع ومشروعنا السياسي يحكم علينا وهو واضح لا مجال فيه للالتباس“.

الإصلاح والحرية في سورية:

ولفت البيانوني إلى أن “النظام السوري يبدو فعلاً يؤجل موضوع الحرية والديمقراطية إلى حين التحرير الذي لا ندري متى تحين ساعة هذا التحرير. أخي الكريم النظام السوري يظهر بمظهر الممانع والمقاوم كما كان في الماضي يسمي نفسه بلد الصمود والتصدي، لكن حقيقة الأمر المعروف لدى الجميع داخل سورية وخارجها أن هذا النظام أبعد ما يكون عن الصمود وعن التصدي وعن المقاومة والممانعة، وأنا أظن أن جبهة الجولان المحتلة منذ عام 76 حتى الآن وهي أهدأ الجبهات على الإطلاق تشهد بذلك. النظام السوري مهتم بالمقاومة ليوظفها في سبيل مآربه السياسية، مهتم بالمقاومة في لبنان مهتم بتحرير مزارع شبعا، أما الجولان فهو لا يعني له شيئاً، لذلك يعني هذه الحقيقة يدركها الشعب السوري تماماً، هو بحجة المقاومة وبحجة الصمود وبحجة الممانعة وبحجة الضغوط الخارجية يؤجل كل الإصلاحات. أنا أعتقد أن هذه أصبحت مكشوفة والتي أصبح يشهد عليها الاختراقات الإسرائيلية المتعددة والاعتداءات الإسرائيلية المتعددة والنظام يتمتع بروح رياضية عالية تجاه الإسرائيليين بينما يحكم قبضته على الشعب ويستعمل قوته ضد الشعب السوري. أظن يعني آخر اعتداء على سورية كان في عمق الأراضي السورية قرب دير الزور، ومع ذلك لم نسمع إلا الأسطوانة القديمة المعروفة أن سورية تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب والمكان المناسب”. وتابع: “من زمان نسمع هذا الكلام من يوم عين الصاحب من يوم ما اخترقت الطائرات السورية قصر بشار الأسد نفسه، نعم سمعنا كلاماً أن سورية هي تحدد وقت موعد الرد وزمانه ومكانه، لساتنا ننتظر نحن، أنا أعتقد أن أي إنسان مراقب للوضع السوري والجبهة السورية والعلاقة السورية الإسرائيلية والاتصالات السرية المكشوفة وغير المكشوفة بين سورية وإسرائيل يدرك أن كلام الممانعة وكلام المقاومة والحديث عن الصمود والتصدي إنما هو مجرد كلام فارغ في الهواء هو كلام للمزاودة على الدول العربية الأخرى“.

ولفت البيانوني إلى أن “إسرائيل هي أحرص الناس على بقاء هذا النظام.. لأنه كما قلت لك هو الجبهة الوحيدة الهادئة وهو كما وصف في الماضي من قبل إسرائيل أنه هو النظام الوحيد الذي يلتزم بوعوده ومواثيقه، أي نعم، أيضاً لماذا هذا الحرص من إسرائيل على بقاء النظام السوري؟“.

وحول إيواء النظام السوري قادة المنظمات الفلسطينية في دمشق، أوضح البيانوني أن حركة “حماس هي في داخل الأرض المحتلة وليس في سورية. هناك بعض الرموز موجودة في سورية كإيواء صحيح، لكن هؤلاء لا يؤثرون على العمل المقاوم في داخل فلسطين، حقيقة الأمر وهو أخي النظام السوري يتقن اللعب بالأوراق، يحاول الاستفادة من الورقة الفلسطينية والورقة اللبنانية والورقة العراقية هذا صحيح. لكن لو تساءلنا لماذا هذا الحرص من إسرائيل على بقاء النظام السوري؟ لماذا الحرص من إسرائيل على إخراج النظام السوري من عزلته؟ وأنا أعتقد أن ما أعلن مؤخراً عن استعداد إسرائيل للتخلي عن الجولان مقابل سلام دائم هو من هذا القبيل، يدخل في هذا الإطار، لأن إسرائيل حريصة على أن يستمر هذا النظام وهذا مُعلن“.

وأكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية أن “إسرائيل تفضل بقاء هذا النظام ضعيفاً قابلاً للابتزاز، قابلاً للضغوط على نظام وطني يأتي، هناك طبعاً النظام السوري يخوف من البديل القادم أن يكون بديلاً إسلامياً.. حقيقة حتى إسرائيل تخشى من البديل الديمقراطي لأنه عندما يكون هناك بديل ديمقراطي لا يمكن أن تمرر صفقات. يعني الآن من فوّض النظام السوري بعقد صلح مع إسرائيل؟ من فوّضه؟ هل هناك شرعية للحكومة السورية الآن؟ هل هناك شرعية للنظام السوري حتى يفاوض إسرائيل باسم الشعب السوري؟ أنا أعتقد أن الشعب السوري لم يفوّض هذا النظام الفاقد لشرعيته منذ زمن بالمفاوضات مع إسرائيل، هذا النظام عجز عن حماية مرتكزاته ومواقعه العسكرية وحتى عن قصوره. فهل هذا النظام قادر على أن يبرم معاهدة سلام مع إسرائيل؟ أنا أعتقد هذا النظام غير مؤهل لذلك، لكن إسرائيل ترغب في إخراجه من عزلته، ترغب في تأجيل موضوع المحكمة الدولية وهي تسعى لذلك وهذا مُعلن، مسؤولون إسرائيليون يصرحون علناً يطالبون بتأجيل موضوع المحكمة الدولية، يطالبون بإخراج النظام من عزلته، يضعون فيتو على إسقاط النظام، وهذا موقف معلن ومعروف ليس سراً.

التحالف مع خدام:

ورداً على سؤال حول التحالف مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام رغم أنه كان جزءاً من لنظام السور لسنوات طويلة، أوضح البيانوني إن إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في سورية الذي ينتمي إليه الإخوان أيضاً؛ “يقول بصراحة أن باب التعاون والانفتاح على إعلان دمشق مفتوح أمام رجال النظام أنفسهم، وأمام البعثيين. هذه واحدة. الشيء الثاني نحن أخي لا نعادي حزب البعث كحزب، نحن نقف في وجه هذا النظام في وجه القمع، في وجه الإرهاب الذي يمارسه على الشعب السوري. النظام في سورية الآن يعني هناك ثلاث صفات أساسية فيه، قضية القمع وإرهاب الشعب السوري، قضية الفساد والإفساد، ثم الآن قضية الضغط المعيشي والاقتصادي على الشعب السوري. فنحن لا نواجه حزب البعث كحزب، بالعكس نحن نتنافس مع كل الأحزاب السياسية وكنا في الماضي أيام الحياة الديمقراطية في سورية كنا نحن وحزب البعث على صعيد الحياة السياسية حزبان متنافسان. أما الآن أخي الكريم هذا النظام يتستر خلف حزب البعث، يتمترس بالطائفة العلوية وهي منه براء، لأن هناك كثيراً من إخواننا العلويين الآن قابعون في السجون لأنهم قالوا لا لهذا النظام. نحن الآن النظام في سورية يحكم عائلات، عائلة الأسد، عائلة مخلوف، عائلة شاليش، ومجموعة من العائلات المستفيدة من هذا النظام وهذا أمر معروف لدى أبناء سورية جميعاً. هذه واحدة. أخي نحن في جبهة الخلاص الوطني لم نتحالف فقط مع السيد خدام، تحالفنا مع مجموعة من الأحزاب والشخصيات السياسية، هناك حركة الوفاق الوطني، وهناك حزب الانفتاح، هناك أحزاب كردية، وشخصيات كردية وأحزاب أخرى قومية، فهناك شخصيات كثيرة نحن في تحالفاتنا نبحث عن القواسم المشتركة. السيد خدام كان أحد أعمدة هذا النظام، وهو يتحمل مسؤولية كغيره في استمرار هذا النظام، لكن السيد خدام امتاز عن الآخرين من رجال النظام أنه أعلن موقفاً انحاز فيه إلى صف الشعب، انحاز فيه إلى قوى المعارضة وأعلن موقفاً يلتقي مع خطاب المعارضة السورية. فأهلاً وسهلاً به ونحن نرحب بأي إنسان من داخل النظام ينحاز إلى صف الشعب ويقف مع المعارضة السورية لأن هذا التغيير لا بد أن يكون بأيدي الجميع. نحن نطرح في جبهة الخلاص الوطني وفي إعلان دمشق التغيير الوطني الديمقراطي السلمي وبالأيدي السورية ونحن مستعدون للتعاون مع رجال النظام أنفسهم في إحداث هذا التغيير. لم نصل لهذا الموقف الذي ينادي بالتغيير إلا بعد أن انتظرنا خمس سنوات كاملة بوعود بشار الأسد أنه سيسعى إلى إصلاحات وأنه سيسعى إلى إفساح المجال أمام الرأي الآخر وما إلى ذلك، لكن تبين أن كل هذه الوعود لم تكن تعني شيئاً كانت وعوداً عبثية لم يكن يعنيها أبداً والنظام كما هو كان في عهد حافظ أسد ما يزال مستمراً بنفس النهج“.

وأشار البيانوني إلى أن خطاب القسم للرئيس السوري بشار الأسد “كان فيه بعض العبارات الموهمة التي ظن الناس أن بشار يعنيها حول موضوع حرية التعبير وحرية الرأي وحول الديمقراطية وحول الإصلاحات فتحركت بعض الأصوات وبعض القوى والمثقفين في دمشق في منتديات مُعلنة ثقافية وسياسية سلمية يحضرها ناس من حزب البعث أنفسهم، لكن لم تلبث هذه عد شهور حتى انقض عليها النظام. هؤلاء صدقوا أن بشار كان يعني مثل هذا الإصلاح، وظنوا أنهم يستجيبون لتطلعاته ورؤيته، تبين بعد ذلك أن الرجل ليس لديه أي مشروع إصلاحي وأن هذا.. هو نفسه قال إن هذه أفكار طرحتها وليست برنامج عمل، هذه واحدة. الشيء الثاني ليس هناك أحد في المعارضة السورية لا في داخل سورية ولا خارجها يتبنى أو يقبل التعاون مع الأجنبي أو يقبل تدخل الأجنبي في شؤون البلد، الكل بدون استثناء، نحن في جماعة الإخوان المسلمين، في جبهة الخلاص الوطني، في إعلان دمشق، في الفئات السياسية المعارضة الأخرى الكردية والعربية كلهم يرفضون الاعتداء على البلد ويقفون صفاً واحداً للدفاع عن هذا البلد إذا اعتدي عليه من الخارج، وكلهم لا يقبلون تدخلاً أجنبياً في شؤون البلد، الكل يطالب بتغيير سلمي داخلي بأيدي سورية“.

التدخل الخارجي:

وحول ما إذا كانت المعارضة السورية تقبل بأي مساعدة خارجية لإسقاط النظام السوري، أكد المراقب العام للإخوان المسلمين أن “قوى المعارضة السورية تركز وتعتمد على التغيير الداخلي وبالأيدي السورية ولا تقبل العدوان على البلد بحجة تغيير النظام كما حصل في العراق، ولا تقبل التدخل في الشؤون الداخلية السورية، التغيير السلمي الديمقراطي وبأيدي سورية. هذا هو عنوان مشروع المعارضة السورية على اختلاف وتنوع التزاماتها.. مهما طال الزمن“.

وأضاف: “نحن لا نريد من الدول الغربية والمجتمع الدولي أكثر من أن يرفع الغطاء عن هذا النظام، نحن ندرك أن هذا النظام ما زال مغطى، ما زال محمياً عربياً ودولياً، ما زال هناك إسقاط النظام يعتبر خطاً أحمر حتى الآن عند هذه الدول وعند إسرائيل أيضاً. نحن أقصى ما نتمناه أن يرفع هذا الغطاء العربي والغطاء الدولي عن هذا النظام ويترك للشعب السوري أن يغيّر، عندئذ ستجد عناصر كثيرة داخل النظام وخارج النظام مستعدة لأن تقوم بعملية التغيير. أما أن يكون هناك عدوان على البلد كما حصل في العراق فهذا مرفوض عند الشعب السوري عامة“.

وأوضح أنه “ليس هناك حوار مباشر بيننا نحن كجماعة إخوان مسلمين وبين الأميركان، هناك لقاءات على مستوى جبهة الخلاص الوطني تمت في مكتب واشنطن مع عدد المسؤولين الأميركيين تم توضيح وجهة نظر الجبهة وموقفها ومشروعها للتغيير أمام المسؤولين الأميركيين، لكن ليس هناك الحقيقة أكثر من ذلك في علاقتنا مع الإدارة الأميركية“.

وأكد أنه “ليس هناك أبداً أي دعم (أمريكي)، وأحياناً يبدو للسامع وللمشاهد أن هناك تقاطع في المصالح بين المعارضة السورية وبين الإدارة الأميركية أو بعض المجتمعات الأوروبية. حقيقة الأمر أن منطلق المعارضة السورية هو منطلق وطني، أن هدف المعارضة السورية هو رفع الظلم والقيود والأغلال وكف يد النظام والأجهزة الأمنية عن الشعب السوري، أحياناً ضغط الإدارة الأميركية على النظام السوري الحقيقة يبدو أنه يتفق مع أجندة المعارضة لكنه في حقيقته إنما يخدم أجندة أخرى، يعني عندما هناك ضغط على النظام السوري لا أحد يتحدث عن حقوق الإنسان، ولا عن موضوع المواطنين ولا عن الفساد وعن الغلاء المستشري وما إلى ذلك، إنما يتحدثون عن أجندة أميركية، أجندة غربية تتعلق بموضوع لبنان، موضوع إسرائيل، موضوع العراق وما إلى ذلك، لذلك الشعب السوري لا ينتظر لا ينتظر من هؤلاء الدعم لتغيير النظام إلى نظام ديمقراطي إنما هو يعتمد في ذلك على قواه الذاتية، كل ما نطلبه نحن من المجتمع العربي ومن المجتمع الدولي هو أن يرفع الغطاء عن هذا النظام“.

ورأى البيانوني أن هناك ضغوطاً على سورية على النظام “لكن كما يصرح الكثير من المسؤولين (الأمريكيين) هي لتغيير سلوكه وليس لتغييره أو إسقاطه”. وأضاف: “ما زال هذا النظام (في سورية) مدعوماً إسرائيلياً ودولياً وما يزال هو يعلق آمال كبيرة على أن يسوّي وضعه لدى هذه القوى الدولية خلافاً لرغبة الشعب السوري الذي يصر على تغيير هذا النظام والانتقال إلى نظام ديمقراطي تداولي يشارك فيه كل فئات ومكوّنات الشعب السوري“.

إيران:

ولفت البيانوني إلى أن “العلاقة الآن السورية الإيرانية ليست فقط حلفاً، أكثر من حلف. هناك الآن نفوذ إيراني يتنامى ويتزايد على مختلف المستويات وفي مختلف الميادين، فالمستوى الثقافي والمذهبي هناك تمدد شيعي في سورية بتمويل إيراني ودعم من النظام السوري. هناك قرى بكاملها تحولت إلى المذهب الشيعي نتيجة الإغراءات المالية واستغلال الفقر المدقع، بالمناسبة الآن 45% من الشعب السوري تحت خط الفقر، تصور هذا البلد الغني بإمكاناته وثرواته الوطنية 45% تحت خط الفقر، يستغل هذا الجانب في إغراءات مالية ورواتب تدفع لرؤساء العشائر لبعض الأئمة، لبعض المشايخ، لبعض الناس المتنفذين من أجل تحويلهم إلى المذهب الشيعي. نحن لسنا ضد المذهب الشيعي في شيعة ولو كان نسبة قليلة في سورية، لكن عندما يكون هناك دعوة في صفوف أهل السنة للمذهب الشيعي هذا يثير فتنة طائفية نحن في أمس الحاجة إلى الوحدة الوطنية. هذا يزيد الاحتقان الموجود في داخل سورية الآن. فهذا النفوذ من الناحية المذهبية، هناك حسينيات تبنى في مدن ليس فيها شيعي واحد وفي قرى ليس فيها شيعي واحد تبنى فيها حسينيات ومزارات بتمويل إيراني وبدعم من النظام السوري، هذا في الجانب العقائدي أو الفكري أو الأيديولوجي والمذهبي. هناك في الجانب الاقتصادي هناك الآن مؤسسات استثمارية كبيرة لإيران، هناك أموال تتدفق على سورية من قبل ممولين من دول الخليج ومن غيرها من قبل ناس شيعة، فالحقيقة هناك نفوذ اقتصادي، هناك نفوذ عسكري، هناك الحرس الثوري الإيراني يشاهد في سورية بشكل واضح لدى المواطن السوري، هناك يعني تحول الآن بعض الناس الزوار دخلوا المسجد الأموي فقالوا وجدنا هناك الآن اللطم في المسجد الأموي. يعني أصبحت هناك مظاهر شيعية تتحدى جمهور أهل السنة في داخل سورية. هذا كله بالإضافة للنفوذ العسكري والنفوذ الأمني والنفوذ الاقتصادي. هناك أصبحت الآن سورية أداة في يد السياسة الإيرانية. يعني النظام السوري الحالي عزل نفسه عن محيطه العربي وارتمى في أحضان إيران بشكل واضح هذا أصبح أمراً مكشوفاً ومعروفاً ليس فقط تحالفاً كما كان في عهد الرئيس حافظ أسد في الماضي، كان هناك تحالف فعلاً”. وقال: “هناك الآن امتداد كبير وتزايد للنفوذ الإيراني داخل سورية“.

لبنان:

وحول رؤية الإخوان المسلمين للعلاقة بين سورية ولبنان، أشار البيانوني إلى أنه هو “من الموقعين على وثيقة إعلان “بيروت دمشق – دمشق بيروت.. أنا وقعت عليها بصفتي ونحن مع علاقات ندية أخوية بين الشعبين السوري واللبناني مع الاعتراف الكامل بسيادة لبنان واستقلاله ومع التمثيل الدبلوماسي المتبادل. نحن لا نقر سياسات النظام التي مضت خلال العقود الماضية في استعباد لبنان وتسخيره لمصالحه والتدخل في شؤونه الداخلية السياسية وغيرها، نحن ضد محاولات النظام السوري استعادة هيمنته الآن على لنبان من خلال ما يحدثه من فتنة واضطرابات واغتيالات. نحن موقفنا أن إخواننا اللبنانيين هم أشقاء لنا لهم علينا حقوق الجوار المتبادلة، لهم علينا حقوق الأشقاء، لذلك لا نسمح لأنفسنا أن نتدخل في شؤونهم كما أنهم لا يتدخلون في شؤوننا“.

وحول من يقف وراء جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، قال البيانوني: “نحن لم نطلع على مجريات التحقيق.. لكن أي إنسان مطلع على جرائم النظام السوري السابقة في لبنان، جرائم الاغتيال العديدة التي ليس هناك شك في من ارتكبها سواء بدءاً من كمال جنبلاط إلى المفتي حسن خالد إلى صبحي الصالح إلى آخرين كثيرين في لبنان، معروف الاغتيالات من كان وراءها، هذا مؤشر. المؤشر الآخر كيف تعامل النظام السوري مع قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ هل.. هو كان هناك هو المسيطر على الوضع اللبناني الأمني والعسكري والسياسي وكل شيء. هل بادر النظام السوري لتشكيل لجنة تحقيق ومعرفة من يقف وراء هذه الجريمة؟ أم أنه انسحب من لبنان وهو ينظر خلفه وكأنه عامل عملة يعني بدّو يغطي عليها؟ أنا أعتقد أن طريقة تعامل النظام السوري مع قضية اغتيال الرئيس الحريري ومع لجان التحقيق تشير إلى أن له ضلع في هذه الجريمة لكننا لا نستبق نتائج التحقيق ولا نستبق المحكمة الدولية. أيضاً مما يؤكد دور النظام السوري تهرّبه وخوفه من المحكمة الدولية“.

وشدد البيانوني على أن النظام السوري هو الذي يسيّس المحكمة”، مضيفاً: “إن كان النظام السوري بريئاً من دم الحريري فلماذا يعرقل تشكيل المحكمة الدولية؟.. وتابع متسائلاً: “عندما يرتكب النظام جريمة ينبغي أن لا يخشى من تسييس المحكمة، لأن التسيس أصلاً عندما يرتكب النظام الجريمة وتثبت عليه من حق أي دولة أن تسيس نتائج هذا التحقيق، لكن في الأصل لا ينبغي عليه أن يقدم على مثل هذه الجريمة حتى يخشى بعد ذلك من تسييس المحكمة والتحقيق. أنا أعتقد أن النظام يعيش هاجس المحكمة الدولية ولذلك هو يحاول بكل مناسبة وكل وساطة أن يتخلص من قضية المحكمة الدولية“.

ورأى البيانوني أن “المحكمة الدولية لا علاقة بإسقاط النظام”، مشيراً إلى أن “المحكمة الدولية ستدين أشخاصاً بعينهم. فإذا كان للنظام ضلع كنظام في هذه الجريمة عندئذ ينبغي أن يتغيّر هذا النظام طبعاً“.

إسرائيل:

وحول نظرة الإخوان المسلمين إلى السلام مع إسرائيل أوضح البيانوني “نحن أخي نعيش في هذا الكوكب ضمن المجتمع الدولي، لا يمكن لنا أن نخرج عن قرارات الشرعية الدولية، لذلك نحن كل شيء نسعى إليه الآن نطالب إسرائيل بتطبيق مقررات الشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي التي احتلتها. هذا نحن موقفنا. نحن نتحدث بواقعية عن تعاملنا مع إسرائيل ومع غير إسرائيل، بغض النظر عن.. هي دولة محتلة، هي دولة مزروعة عندنا، لكننا لا نستطيع أن نقف أيضاً في وجه الشرعية الدولية التي نظمت الوضع.. في أشياء المجتمع الدولي يقرّها قد لا نكون موافقين عليها لكن لا يسعنا إلا أن نقبل نحن بمقررات الشرعية الدولية“.

وقال البيانوني من جهة أخرى “نحن إذا كنا نتبنى المقاومة، فالمقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تحتل أراضيها. نحن مع المقاومة وهي حق مشروع للفلسطينيين، نحن أيضاً مع حق المقاومة لكل شعب تحتل أرضه“.

لكن حينما سئل البيانوني تحديداً عن حق حزب الله في المقاومة قال: “حق كل إنسان في المقاومة عندما تحتل أراضيه، أما أن تستغل المقاومة بعدها لأهداف سياسية كما يحصل في لبنان، وأن يستغل موضوع المقاومة لفرض هيمنة حزب معين على مقدرات الدولة اللبنانية أو طائفة معينة؟ فهذا أمر مرفوض“.

ونفى البيانوني أن يكون حديثه هذا يتعلق بكون حزب الله شيعياً، وقال “عندما كانت المقاومة في لبنان مقاومة حقيقية نحن دعمناها وأيدناها وأرسلنا رسائل وبيانات وبرقيات تهاني لها عندما انسحب الاحتلال الإسرائيلي منها“.

وأضاف: “الآن عندما تحول حزب الله من حزب مقاوم إلى حزب دخل في الصراعات اللبنانية على أساس طائفي، ويعطل الآن الحياة اللبنانية، ويعطل إنشاء المحكمة الدولية، ويصر على استمرار الفراغ الدستوري والرئاسي في لبنان، طبعاً نحن لسنا مع هذه المواقف. وأنا أعتقد لسنا نحن فقط، أنا أظن أن حزب الله بمواقفه هذه خسر كثيراً من تأييد الشعوب العربية والإسلامية“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى