صفحات الشعر

فاضـل حسـني داغلرجـه (١٩١٤ـ ٢٠٠٨) طائـر بأربعـة أجنحـة

null
محمد نور الدين
نحــن شــكل بيضــاوي عمــلاق ببســاطة الصــفر
هو محمد فاضل، بن حسن حسني، وأمه: قدرية. ينشر باسم فاضل حسني ثم يضيف لاحقا: داغلرجه، ويشتهر بـ: فاضل حسني داغلرجه. وفيما بعد تكفي »داغلرجه« للدلالة.
٢
عام ١٩١٤ يولد داغلرجه في استانبول من أب تراقي الاصل هاجر الى ارضروم، ومن أم قونية. هو الرابع من أسرة سباعية، أسرة عسكرية استدعت وظيفة الأب المتنقلة ان يولد كل واحد منها في مكان مختلف: في طرابلس الغرب وبغداد واستانبول وقونية وقيسرية وغيرها. وجده لأمه كان قائمقام مصراطه في ليبيا.
٣
يدخل الطفل الصغير المدرسة الاولى في قونيه، يتذكر: »كان نهاية بعد ظهر. لم يكن المعلم قد دخل الصف بعد. كنت ألعب ورفيقاي. جاء دوري عند اسفل الحائط. وضعت رجلي على الحائط. يدفعني الولدان الاخران واسقط على الأرض. ما إن مال رأسي الى اليسار ضربني الولد الذي بجانبي بكوعه في أنفي. سال الدم ولم يستطع المعلم نفسه ايقافه. نقلت الى البيت. المطبب ايضا لم يضع حدا لجريان الدم الا بعد فترة طويلة. كنت أرى »اللكن« (الوعاء الكبير) ممتلئاً بالدم. ما زلت حتى الان أراه. تركت المدرسة. ولفترة اخرى كانوا يعالجونني بزيت السمك والعنب الأسود. ولا انسى حتى الان الرائحة التي كنت أحس بها عندما كانوا يقربون من فمي زيت السمك ومقدار نصف ملعقة شاي ليدخلوها في فمي«.
٤
يصل الفتى الى المرحلة المتوسطة. يبرع في الرسم، يصبح رسام المدرسة. بل، في امتحان الرسم، رسم مرة خمسين رسما بالنيابة عن خمسين تلميذاً معه في الصف. يقول: »كانت الاوراق تتغير وتتغير«. كان، ايضا، بهلوان الصف.
٥
يتفتح برعم الشعر باكراً: »كنت اكتب الشعر خلال حصة الدرس وأنا انظر الى عيني الاستاذ. كان الاستاذ يعتقد اني أدوّن ملاحظات متعلقة بالدرس«.
٦
يبدأ النشر في فتوته. اول ما ينشر حكاية في جريدة »أضنة الجديدة« عام ,,.١٩٢٧ ينال عليها جائزة عشر ليرات. اما اول قصيدة ينشرها ففي الصف الثالث ثانوي عام ١٩٣٣ في مجلة »استانبول«. ينال لقاءها ثلاث ليرات. »كانت تشتري اجمل حذاء. بطاقة الدخول الى السينما كانت بـ٢٥ قرشاً. وثمن اربعة صحون في مطعم بـ»باي أوغلو« لا يتعدى الـ٥٠ قرشاً«.
٧
يخطو الفتى على طريق الاستقامة. ما زال يذكر ويتذكر باحترام. »تأخر الاستاذ مرة عن دخول الصف. وبعد طول انتظار دخل متهاديا. ببطء جلس على كرسيه. كان على الطاولة كوب ماء ومحبرة. سحب قلمه. ادخله في المحبرة وضغط وارخى عدة مرات. ثم غمس طرف القلم الى كوب الماء الصافي. ضغط قليلا على القلم. صار لون الماء بنفسجيا. وقف المعلم ونظر إلينا قائلا: هل هو لون الماء في الكوب؟ قلنا: لا. سأل: هل من الممكن اعادته الى لونه الاصلي؟ اجبنا: لا. هذا مستحيل. عندها قال المعلم: ان كل فعل سيئ نقوم به يسوّد ذاتنا ويكون عائقا امام استعادة صفائنا السابق. اذا كذبتم او سرقتهم او قمتم بأي عمل قبيح وشرير فإنما تكونون مثل هذا الماء. صمت المعلم قليلا ثم غادر القاعة. انني اتذكر بحب واحترام كبيرين هذا المعلم«.
٨
عائلة جميع رجالها في الجيش. وهذا كان عادة ذاك الزمان. كان الشاب يريد ان يصبح طبيباً او مهندسا، لكن أباه قال: »لا. ستكون عسكريا«. عام ١٩٣٥ يتخرج داغلرجه ضابطاً. وفي يوم تخرجه يصدر اولى مجموعاته الشعرية: »الدنيا المخططة في الهواء«. بين اولى مجموعاته واخرها ما يناهز ثلثي قرن. عشرات المجموعات ومئات، بل آلاف القصائد.
من مجموعاته: الله والولد ـ ايضا ـ ملحمة شاكر ـ الأرض الأم ـ كتابة جائعة ـ مرارة الغرب ـ من سمسون الى انقرة ـ »إينونو« ات ـ ضفاف صقاريا ـ ٣٠ اغسطس ـ على دروب أزمير ـ الغازي مصطفى كمال ـ الديك ـ القنبلة النيترونية ـ طائر بأربعة اجنحة ـ نملة سيواس ـ ملحمة فتح استانبول ـ أنشودة الجزائر ـ حربنا فييتنام ـ العصر الحجري ـ هيروشيما… الخ.
٩
تظهر مجموعته الاولى عام .١٩٣٥ لكن ثاني عمل له »الله والولد« (١٩٤٠) يثير نقاشا واسعا، ينتهي الى تأكيد ظهور موهبة مميزة في الشعر التركي المعاصر في وقت كان هذا الشعر يقع تحت تأثير قوي لمجموعة »الغرباء« المجددة والمؤلفة من الشعراء: أورخان ولي، مليح جودت آنداي وأوكتاي رفعت. الطفولة والحب والموت والله والطبيعة، هي الموضوعات التي يوطد الشاعر، بروح فلسفية، موقعه المغاير للسائد في الشعر التركي.
يجول داغلرجه في الريف، يختلط بالفلاحين والأكواخ وبيوت الطين، من ذلك يكتب »الأرض الأم« (١٩٥٠) و»كتابة جائعة« (١٩٥١) و»نملة من سيواس« (١٩٥١). كتابات مرة. مثلومة تواقة على الحلم والفرح والحرية.
يقدم داغلرجه عام ١٩٥٠ استقالته من العسكرية. يمضي وقتا في فرنسا ودول اوروبية اخرى. يقول، في مجموعته »مرارة الغرب« (١٩٥٨)، الإنسان ـ الحجر والطمع الاستعماري الذي رآه في ذاك الغرب. خطوة اخرى نحو الموضوعات الإنسانية الكبرى.
في اوائل الستينيات تحتدم الصراعات الاجتماعية في تركيا. ينشئ داغلرجه (ديسمبر ١٩٥٩) في منطقة اقصار أي باستانبول دار نشر (أغلقها عام ١٩٧٠) ومكتبة يعلق على واجهتها تحت عنوان »ضد« قصيدة جديدة بأحرف كبيرة كل خمسة عشر يوما. »ان تكون تركيا« (عنوان احداها) يعني ان تناضل من اجل ارتقاء الوطن وسعادته. قصائد ضد الاستغلال والقمع وخيانة الامل. كما يصدر مجلة توركجيه (اللغة التركية) في أول ١٩٦٠ وحتى تموز .١٩٦٤
يحيا داغلرجه من خلال كتابته ـ الدعوة الى الحرية. عام ١٩٦١ يكتب »أنشودة الجزائر« وعام ١٩٦٦ »حربنا الفييتنامية« و»الفييتنامية العمياء«. وعام ١٩٧٠ يرفض جائزة الشعر الدولية في مدينة بتسبرغ الاميركية كأفضل شاعر تركي، احتجاجاً على حرب اميركا ضد فييتنام.
داغلرجه كوني وفلسفي ايضا. رباعياته التي ظهرت عام ١٩٦٨ بعنوان »دعوة« كانت انعطافا اخر في انجازات الشاعر الكبير. نشر منها حوالى الألف، وعنده ـ كما اخبرني ـ اكثر من اربعة آلاف رباعية اخرى لم تنشر بعد. الى جائزة بتسبرغ نال داغلرجه جوائز كثيرة منها: يدي تبه التركية (١٩٥٦) ـ جائزة مجمع اللغة التركية (١٩٥٨) ـ طوران أميكسز (١٩٦٦) ـ الأكليل الذهبي في ستروغا بيوغسلافيا (١٩٧٤) ـ سادات سماوي (١٩٧٧). كما اختبر مبدع العام ١٩٧٤ في تركيا.
١٠
قليلون يختلفون على عظمة داغلرجه. موهبة نادرة. غزارة نادرة. تطويع للغة نادر. لم يعرف أي تأثير اجنبي ولا يعرف اية لغة اجنبية. قصيدته صافية ومتفردة تماما. تعاطى مع مختلف الموضوعات »المحلية« و»الكونية«. انه »مدرسة قائمة بذاتها« يصفه الناقد التركي الكبير ورئيس تحرير مجلة Gosteri الثقافية الاكثر انتشاراً دوغان هزلان عام .١٩٦٦ وبعد عامين (١٩٦٨) يكتب هزلان نفسه: »شعر داغلرجه هو شعر الرؤية العظيمة التي تطاول كل موضوع. انه هناك حيث يخفق قلب الإنسان، وقرب الذي يجر العربة الخشبية في سهوب الاناضول. شعر مقاوم من اجل الحرية في الجزائر ويصف حرب فييتنام بأنها حربنا. من خلال شعره بإمكانكم ان تتعرفوا على الخصوصيات الكاملة لإنساننا ولتطور بلدنا. واظن ان من لم يقرأ ما كتبه داغلرجه عن شهداء »تشاناقالي« والفاتح وأتاتورك لن يكون باستطاعته الفهم الكامل للشخصيات العظيمة. لقد كتب في كل المواضيع حاملا الى اللغة الرفعة الفنية نفسها… وعند قراءتنا لـ»دعوة« يتابع هزلان، تشعر انك امام شاعر لاتيني او يوناني، وداغلرجه الذي احتل مكانة هامة في تطوير اللغة الشعرية التركية، يستخدم في كتابه »دعوة« لغة صافية ومتلألئة. انه يعطي مثلا عظيما على المسؤولية والارتباك بالإنسان في الكون وفي بلده حيث عاش طوال حياته…«.
ويكتب الناقد محمد قبلان: »كما هو واضح في كثير من شعره. فإن داغلرجه يرسم العلاقة بين الإنسان والكون. داغلرجه الذي امضى قسماً كبيراً من حياته، كضابط، ليلا في الجبال والمنحدرات، أحس عن قرب، بدعوة النجوم. وعادة كان يتسامر معها. لم يحس أي شاعر في الأدب التركي بعمق العلاقة بين الإنسان والكون، ولم يرو، بخيال عظيم وغني، بالقدر الذي احس وروى فاضل حسني داغلرجه«. واذا كان الشعر، لداغلرجه، عشقا، على حد تعبير الأديب الكبير الراحل ياشارنبي فإن الناقد الكبير نور اللدن آتاتش يرى من بديهيات الامور ان داغلرجه »ليس واحداً من شعرائنا. وليس شاعراً يشبه شعرائنا الاخرين. انه متميز عن الجميع. لا يتطابق مع القدماء، كما لا يتطابق مع الجدد. مواضيعه مختلفة، قوالبه مختلفة، لغته مختلفة، وما يبحث عنه مختلف، يعمل من دون توقف، وبشكل سليم ومباشر، على لونه الخاص. فاضل داغلرجه ليس واحداً من شعراء عصرنا المبدعين والمهمين. انه احد الذين يخلقون الإنسان الجديد وأحد الذين يجلبون فهماً جديداً«.
١١
أي مكان يتسع لشاعر مثلا داغلرجه؟ يذكر داغلرجه انه كان مرة في باريس »هناك تجولت في أحد المتاحف. كان يضم أعمالا كثيرة من دول كثيرة. الشعوب في هذا المتحف تقدم نفسها. هكذا أفكر: في المستقبل لغة العالم ستنصهر في لغة واحدة. سيتأسس متحف الثقافة العالمية. وسيضعون في هذا المتحف اعمالا لروائيين وموسيقيين ونحاتين وغيرهم من كل شعب، أعمالا ذات قيمة عالية. هذا المعرض سيكون أشبه بمعرض لفولكلور العالم. إلى هذا المتحف سيأخذون، من تركيا، أعمالي أنا… هذا المتحف سيكون ولو بعد ألف عام، وسيتوحد العالم وتموت القوميات… وفي ذلك المتحف ستكون، على سبيل المثال، أعمال غوته التي كتبها بالألمانية، وأعمال شكسبير التي كتبها بالانكليزية. من هنا أريد ان أدخل أنا أيضا هذا المتحف…« ولهذا السبب أيضا، يجيب داغلرجه، أكتب الشعر.
١٢
قد يتساءل كثيرون ممن لا يعرفون، في الشعر التركي، سوى ناظم حكمت، عن رأي داغلرجه بالشاعر الذي يرقد الآن في موسكو. يقول داغلرجه: »كنت أقابل دائما بإيجابية الأبعاد التي أدخلها ناظم حكمت الى اللغة التركية من الثوروية والحساسية. ناظم لم يُراع دائما العناصر الأساسية في الشعر. وأولها الصدق وثانيها الخيال. في كتاباته نوع من التأسيس. وهذا هو نجاحه الباقي«.
١٣
بعد كل هذا ألا يعني لنا شيئاً ما يلي:
عام ١٩٨٥ يُصدر محمد فؤاد انتولوجيا كبيرة للشعر التركي المعاصر في ٦٣٢ صفحة وتعاد طباعتها ثانية خلال عام. في الصفحتين ٢٢٧ و٢٢٨ نقرأ تحت إسم فاضل حسني داغلرجه: »بسبب إعلان فاضل حسني داغلرجه أنه لا يريد ان تدرج أشعاره وكتاباته وأحاديثه في هذه الانتولوجيا، فقد اضطررنا ان نحذف منها، أثناء طبعها، القسم الذي خصصناه لشعره. ولما كان هدف هذه الانتولوجيا ان تعكس الشعر التركي المعاصر بأبعاده الكاملة ولكي نملأ، نسبياً، هذا الفراغ الناتج عن هذا الحذف. فإننا نقدم عناوين القصائد (عددها ٣٢) التي كنا قد اخترناها لتعكس تطورات داغلرجه«.
١٤
ينام داغلرجه في الساعة ١٢ ليلاً. ينهض أحياناً بعد أربع ساعات. تريد نفسه ان تكتب الشعر. يجلس ويكتب. ينام. من جديد تريد نفسه كتابة الشعر. ينهض مجدداً. يكتب. ينام. يقول أحياناً: يكفي هذا… يكفي. ينهض صباحاً. يكتب بتعطش. يكتب نصف ساعة. ينهض. يحلق ذقنه. يغتسل. حتى الظهر يكتب، ينقّح، يمحو. يحين موعد الطعام. يأكل. يحضر فيلماً بعده إذا وجد. يذهب الى المكتبة في الساعة الثالثة. وإذا لم يذهب الى »الكتاب« (إسم مكان) يذهب الى »الباب العالي«. ثم، تبعاً لحالة الطقس، إما الى مكان على ضفة في البوسفور او الى حانة في منطقة أقصاراي او باي أوغلو. يتناول مشروباً مع طعام. تصير الساعة السادسة او التاسعة والنصف. يذهب الى السينما. وأوقات الضجر يحضر فيلمين بدلا من فيلم واحد. يعود الى المنزل منتصف الليل. إذا لم يكن قد اشتغل على شعره صباحا يمضي الليل في هذه المهمة. يعتقد ان الوقت الأنسب لكتابة الشعر هو الصباح. يكون الانسان مرتاحا، كما يقول. ولا يجب ان يكون جائعا او متخما. والشعر لا يكتب بسهولة وأنت متخم. يكتب مرة ٣١ قصيدة في يوم واحد. ومرة يكتب كتاباً كاملاً في ليلة واحدة. من الخامسة بعد الظهر حتى الرابعة صباحا. يقرأه مرة وينقحه، من دون ان يتناول أي لقمة.
١٥
يحب داغلرجه جميع الحيوانات. نحن البشر ـ يقول ـ نميز من دون حق بيننا وبين الحيوانات. إننا لا نختلف عنهم بشيء. عندهم لغاتهم مثلنا. لكنهم أفضل منا. فلا شعوب عندهم، كل الخيول هي أمة الخيول. وكل القطط هي أمة القطط. أما نحن البشر فلسنا أمة واحدة. بل شعوب كثيرة. عند الحيوانات لغة واحدة. أما لغاتنا فإنها لا تحصى.
١٦
في الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر الاربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠٠٨ يرحل فاضل حسني داغلرجه.
١٧
قبل عدة سنوات يتحدث داغلرجه عن »حيوان الشعر الذي في داخلي«. الحيوان خالد ويتنقل في المكان والزمان. ويُجمع على وصفه بـ»دلبة الشعر التركي الحديث«. عمّر داغلرجه في حياته. وسيعمّر أكثر بعد مماته. وبأربعة أجنحة سيظل طائر شعره يرفرف فوق تركيا والعالم.

رباعيــات
الإله وأنا
هو في عمله
شاعر
أنا في عملي
إله

بالليل، أولاً
العصافير
أول من يرى
كيف يتحد الماء
بالليل

عتمة
الليل
يعني أن العصافير لا تستطيع التحليق
العصافير لا تستطيع التحليق
يعني الليل

مع من نحب
إذا السماء
أحبت
تولد
الشمس

عظمة
إذا ما وجدت لدي
عظمة
فهي
من أرض وسماء

اليوم وغداً
اليوم، يحملون حبي
من قرية إلى قرية
غداً، يحملونه
من نجمة الى نجمة

نفس المقدار
العربة والحصان
بنفس المقدار
يعاتبان
الواحد من الآخر

خبز
فقط
الفم الجائع
يجعل من الخبز
خبزاً

النهوض جميعاً
نصف الناس، على وجه الأرض ينام
النصف الآخر، يسهر،
لكن الإله لا يريد بالطبع
أن ننهض جميعاً في آن واحد.
ترحال
أن نفهم أحداً ما
يعني القيام
برحلة
الى الجهة الأخرى

خمسة اتجاهات
خمسة اتجاهات
لخطوط راحة يدينا:
الشرق والغرب، الشمال والجنوب
أما الاتجاه الخامس فهو ـ أنت.

يومي السيء
هذا اليوم، لم أسهر
لم أهم
لم أحب
هبُوا، أنني اليوم لم أعش

منزل
لقد زيّنت
الوردةُ
سطح البيت
دون أن يرى أحد

مدرسة ابتدائية
قبل كل شيء
يتعلمون الأحرف
الآن يعلمون الأولاد
الضحك

تيك تاك
تيك تاك، تيك تاك،
هكذا
ساعةُ الحائط
تعيّر القبلات

الشعلة المتوقدة دائماً
ضيقة علينا
هذه الغرفة
هذه الغرفة
عالم ضيق

آثار الحب
هكذا التحم الجسدان
بظمأ
بحيث محوا بيتهما
من على وجه البسيطة

في هذه اللحظة
لسنا الآن سوية
كما لسنا بعيدين عن بعض
الآن نحن شكل بيضاوي عملاق
يشبه ببساطة الصِفر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى