لقد وصلت الرسالة أيها الطغاة . وماذا بعد .؟؟
جريس الهامس
منذ أربعة أيام أوقف أمن النظام الأسدي إبنتي الفنانة التشكيلية كوكب وعائلتها المقيمة في لبنان على الحدود اللبنانية السورية في موقع ( المصنع ) لعدة ساعات وهدّد وهم بالذهاب إلى فرع الأمن السياسي في منطقة المزة للإستجواب أو العودة من حيث أتوا … وإبنتي وزوجها وعائلتهم لاعلاقة لهم بالسياسة أو الأحزاب , اعتادوا زيارة سورية كل عام وزيارة مسقط رأسنا صيدنايا وديرها التاريخي ومنزلنا الذي بقي حطامه لنا في الوطن . بعد أن احتلت المخابرات منزلنا في دمشق وألقت بمكتبتنا التي كانت تضم أكثر من ألف كتاب , وأمتعتنا في الشارع ..بعد تهجيرنا من الوطن عام 1983 .. وهكذا حرمت من زيارة وطنها دون بيان السبب .. ومن يجبر الطغاة على بيان السبب في نظام اللادولة واللاقانون نظام القمع واللصوصية الذي ينتهك أبسط حقوق الإنسان ,والذي دمّر البلاد وأذل العباد ..
ولم يكتف هذ النظام الهمجي اللصوصي بتهجيرنا واقتلاعنا من وطننا وملاحقتنا من مكان لاّخر مع جميع الوطنيين الشرفاء مهما قلّ عددهم , بل سلّط بعض جواسيسه ومخبريه الذين باعوا ضمائرهم في سبيل الجشع والمادة وشجّعهم لاغتصاب أرضنا في منطقة صيدنايا التي ورثناها عن اّبائنا و أجدادنا الذين زرعوا فيها حبات قاوبهم وعرقهم وباعوها بمئات ألوف الدولارات وتقاسموا الغنيمة مع بعض رؤوس النظام ..
ومنذ عام تقريباً قامت إبنتنا نضال وأحفادنا الذين حرمنا من رؤيتهم عشرين عاماً , بزيارة منزلنا في القرية , فهجم عليها وحش من جواسيس النظام محاولاً ضربها لولا بعض الحضور الذين منعوه من ذلك , مدعياً أنه صاحب منزلنا .. يالها من مهازل دامية تمثل يومياً عل مسرح الوطن الأسير .. والاّ ن يحيكون مؤامرة لاغتصاب منزلنا لأنه يحمل إسمي الذي عمدوا مع عملائهم حذفه من الوجود أوعزله دون جدوى .. إن هذه الوقائع جزء صغير مما يتعرض له شعبنا المستعبد وأحراره كل يوم ..
وللقارئة الكريمة والقارئ الكريم أقدم هذا السؤال : هل سمعتم في العالم كله أن نظاما استبدادياً يأمر عائلة أي فقيد بحذف أسماء المعارضين له من بين أسماء عائلة الفقيد وأقاربه من أوراق النعوات التي توزع لتحديد ساعة ومكان المأتم .. من يصدق أن هذا ماحصل عندما توفيت شقيقتي الغالية مريم ( أم حاتم) منذ ثلاث سنوات ..أرغموا أبناءها بالترغيب والترهيب شطب إسم شقيقها من النعوة ,, وليسمح لي المناضل ميشيل كيلو أن أضيف هذه الواقعة إلى نعواته التي أفقدت النظام صوابه .. وقام باعتقاله الكيفي الهمجي المستمر حتى الساعة مع غيره من معتقلي الرأي والضمير من العرب والكرد في السجون الأسدية …
….. فإلى أين نهاية المطاف أيها الطغاة , وهل تظنون أن العالم سيبقى طويلاً أعمى وأصم عن جرائمكم .
هذا الوطن وطننا أعطيناه عمرنا بطيبة خاطر يعيش بين ضلوعنا , وهذه الأرض أرضنا أعطيناها عرقنا وحبنا ولو اغتصبها الخونة الأنذال من الأغراب أو أدعياء القربى لافرق ..
فلا تحزنو ا يا أبنائي وأحفادي إذا منعتم من دخول الوطن وحرمتم من أرضكم وبلدتكم . المستقبل لكم والحرية لكم ولأحرار الوطن .. وليست للعبيد والمرتزقة وإن غداً لناظره قريب …؟؟
الحوار المتمدن