صفحات الناس

الدكتور عارف دليله, الأستاذ ميشيل كيلو, الأستاذ فايز سارة انعي لكم وفاة ثلاثة مواطنين سوريين

null


كمال شيخو

كما هي الحال دائما لدى الشعب الكردي في شهر آذار, شهر الربيع, شهر قدوم الأيام الجميلة, هو أكثر الأشهر الذي يسجل أصعب واكبر المصائب على الشعب الكردي المسالم, الآمن, شهر آذار الذي شهد فيه إعدام القاضي محمد رئيس جمهورية مهاباد ورفاقه في كردستان إيران, ومجزرة حلبجة الذي راح ضحيتها أكثر من خمسة الالف كردي في كردستان العراق, كما شهد أحداث آذار لعام 2004 الذي راح ضحيتها ثلاثة عشر مواطن سوري كردي وثلاثة مواطنين عرب.

ليلة أمس, عادت تلك الإحداث التي شهدتها مدينة القامشلي قبل أربع أعوم, أحداث القامشلي يوم أمس كانت كتلك التي حدثت قبل أربع أعوام, تظاهرة مسالمة احتفالا بقدوم يوم نوروز( اليوم الجديد) وكما هي العادات والتقاليد لدى عامة الأكراد فان يوم عشرين الشهر هو يوم إشعال النيران ورمي الورود, ويسهر الجميع الى شروق الشمس.

الدكتور عارف دليلة:

يوم أمس شهدت مدينة القامشلي احد المدن السورية التي دحرت الاحتلال العثماني والاحتلال الفرنسي وقدمت قوافل من الشهداء لتكن سوريا حرة مستقلة, شهدت أحداثا شبيه كتلك التي حدثت في يوم 12 آذار قبل أربع أعوام, والتي اختلف فيها فقط المناسبة, حيث 12 آذار لعام 2004, كانت كرة القدم هي الفتيلة التي أشعلت تلك الإحداث التي راح ضحيتها شهداء أبرياء, ولكن يوم أمس الذي شهد أحداثا عنيفة واشتباكا بين قوات حفظ النظام, والأهالي العزل, فان تلك الأحداث التي كانت نتيجتها قتل ثلاثة مواطنين وإصابة خمسة آخرين, وكما هو معروف للجميع, اعتقالات بين أوساط الجماهير دون اي ذريعة قانونية, وقامت الأجهزة الأمنية بنشر الخوف والرعب في وسط ذاك الشعب المسالم, الشعب الكردي الذي هو احد مكونات الشعب السوري, والذين يشكلون مع أخوانهم العرب والأشوريين والأرمن, لوحة فسيفسائية جميلة تشبه حدائق الربيع الملونة بورود من كافة الألوان.

الأستاذ ميشيل كيلو:

عيد نوروز هذه السنة تحول أيضا كمثل عيد نوروز عام 2004, تحول الى حداد عام, اليوم الذي ينتظره الأكراد في السنة مرة واحدة, والذي يحيي فيه الشعب الكردي عاداته وتقاليده ويعكس لكافة شعوب الأرض, على انه شعب له جذور وتاريخ, ولغة خاصة به, ويتميز بعادات وتقاليد, يوم نوروز الذي تحول الى حداد عام, الى يوم للحزن بدلا للفرح, من يوم يخرج به المحتفلين بهذا اليوم الجديد, الى يوم لدفن شهدائهم ودفن الماسي التي تعود هذا الشعب الى مثل الأزمات والمحن.

الأستاذ فايز سارة:

معلمي, كنت من الناس الذين زار مدينة القامشلي وتعرفت على ذاك الشعب الآمن المسالم, والذي عبرت في مقالاتك عن معاناة تلك الشريحة التي حالها كحال اغلب السوريين, يوم أمس شهدت مدينة القامشلي التي أحببتها من صميم قلبك, المدينة التي عبرت عنها بأنها تعكس مكونات المجتمع السوري ككل, المدينة التي بدأت فيها أولى حوارات الكردية العربية والتي توجت بتأسيس إعلان دمشق للحوار الوطني الديمقراطي, تلك المدينة عادت إليها الماسي والإحزان, المدينة التي هي قدرها ان تواجه هذه المحن.

أنني أتوجه لكم بالنعي وواجب العزاء, لأنكم انتم وقافلة معتقلي إعلان دمشق, وجميع معتقلي الرأي, تسعون الى تحقيق العدالة والمساواة بين جميع أبناء الوطن الواحد, وإنهاء حالة الاحتقان بين أبناء الوطن الواحد, تسعون الى نشر المبادئ والقيم الإنسانية في كافة أرجاء سوريا.

كما أتقدم بتوجيه العزاء الى اسر الشهداء, وأتقدم الى كافة اسر معتقلي الرأي والضمير تضامني معهم وأشاطرهم معاناتهم ومآسيهم.

ناشط سوري

دمشق في 20-3-2008

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى