جماعة فتح الإسلام في ضيافة حكام الشام
بدرالدين حسن قربي
من جديد تعود إلى واجهة الأخبار حكاية جماعة فتح الإسـلام مع ماعرضه التلفزيون السوري الرسمي من فيلمٍ سمّاه اعترافات عناصر من هذه المجموعة عن سيارة تفجّرت أمام أحد أكبر المراكز الأمنية (فرع فلسطين) في دمشق. جاء الفيلم أو العرض على غير عادة الأجهزة الأمنية والرسمية في إصرارها على عدم تسريب أية معلومة للناس تتعلق بهكذا قضايا حتى لو كان ضحاياها مدنيين برآء، وشاهدُنا أقلّه هذه الحادثة تحديداً وماجاء بعدها في جريمة المشيرفة وجريمة الغارة الأمريكية على مزرعة البوكمال، مما يعني أن للفيلم المعروض غرضاً رغم فبركة واضحة في الرواية وخللٍ فاضح في الحكاية، وفيه رسـالة صادقة أو كاذبة يراد لها أن تصل إلى عناوين معينة تعني من فبرك وصوّر ودبلج ومنتَج وعرض وحلّل ونظّر لأنهم الأعلم بما يفعلون، ولاتعني بالتأكيد عموم الناس الذين لم يصدقوا المسرحية من البداية حتى النهاية. ولفهم القصة والحكاية نرجع إلى البداية.
أشار الكثير من اللبنانيين وفي مقدمتهم قوى 14 آذار وتيار المستقبل ضمناً من العام 2007 ومعركتهم جيشاً وشعباً مشتعلة في مخيم نهر البارد إلى أن مجموعة فتح الإسلام صناعة سورية بامتياز. ودفع النظام السوري في حينها لرد هذه الفرية أن جماعة فتح الإسلام صناعة فلسطينية فتحاوية انتفاضية أي من صنع فتح الانتفاضة ونَبْت منها وأن لاعلاقة له بذلك. وتأكيداً على براءة ذمته المعروفة أَدخلَ السيد/ أبوخالد العملة ظلمات السجون السورية في حينها جزاءً وفاقاً على أفعالٍ وترتيبات أمضاها مسؤول فتح الانتفاضة دون علم الأجهزة الأمنية حسب زعمهم، والتي أنشئت أول ماأنشئت من منظمة فتح التي نُفِضت أو انتفضت بفضل الأشقاء السوريين وجهدهم، وأصبحت فتوحاتٍ بسعيهم. وللتذكير أيضاً فإن المعارضة اللبنانية الشيعية على لسان السيد حسن نصر الله اعتبرت في حينها أن مواجهة هذه الجماعة ودخول المخيم خط أحمر، هدّدت وتوعدت وحذّرت من تجاوزه، ولكن تصريح حليفها الجنرال عون بأن هذه الجماعة إرهابية وعلى الجيش استئصالها صبّ ببارد مائه على تصريح السيد حسن نصر الله، وكبح جماح كلامه في هذا الأمر وأصبح في خبر كان.
وللتوضيح نذكّر أن شـاكر العبسي المؤسس لجماعة فتح الإسلام محكوم بالإعدام غيابياً لدى محكمة أمن الدولة الأردنية لإدانته في الاشتراك في اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي في عمان في خريف العام 2002 ، وهي نفس القضية التي حكم فيها بالإعدام على أبومصعب الزرقاوي القاعدي أيضاً. هرب إلى سورية وقُبض عليه فيها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، لتستضيفه المخابرات السورية في زنازينها وسجونها بتهمة الانتماء لجماعة إسلامية محظورة، نفاها هو نفسه فيما بعد مدعياً أن تهمته كانت محاولة تنفيذ عملية في الجولان، وحُكِم فيها بتهمة حيازة السلاح ونقله الى فلسطين، ولكنه أُخرج من قيعان السجن في حزيران/ يونيو 2005 بقدرة قادر على غير عادة المخابرات السورية مع ضيوفهم أي بعد سنتين ونصف من سجنه وبعد شهرين من خروج القوات السورية من لبنان رغم كبير فعلته عند الجهات الأمنية التي تصغر أمامها كثيراً كثيراً كلمات قالها ميشيل كيلو ومن قبله عارف دليلة وأنور البني وغيرهم كثير من المعارضين أدخلتهم السجون السورية. سُفّر العبسي إلى لبنان عقب خروجه، وليظهر مجدداً هناك كأحد المسؤولين القياديين في فتح الانتفاضة في العديد من مواقعها. ثم وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006 أعلن العبسي مع قرابة مئتين من عناصره خروجه على فتح الانتفاضة ومن ثم سيطرته على مواقعها ولكن باسم فتح الإسلام التي انتقلت انتهاءً إلى مخيم نهر البارد، وظهرت المجموعة المنشقة وكأنها خروج عن فتح الانتفاضة أو نَبْت إسلامي منها يؤكد رفضاً ومواجهةً لعصر (الأمركة) وسياسته، وأسلمة لها وليست ناراً للفتنه أوقدتها شياطين وأبالسة لتخريب لبنان وتدميره على رؤوس أهله. ولم تمض عشرة أيام (8 كانول الأول/ ديسمبر) حتى أعلنت السلطات السورية عن اعتقالها لأبي خالد العملة لأسباب ذكرناها سابقاً. وفي 13 شباط/ فبراير 2007 أي بعد شهرين تقريباً من إشهار فتح الإسلام تمّ تفجير حافلتي ركاب في منطقة عين علق. وفي 12 آذار/مارس 2007 أعلنت السلطات اللبنانية عن اتهام فتح الإسلام ووقوفها خلف التفجير وأن الاستخبارات السورية هي من يرعى هذا التنظيم. أعقب ذلك قيام بعض عناصر التنظيم باعتداءات على قوى الأمن اللبناني واحتجازهم ومصادرة أسلحتهم، وقيامهم بعمليات سطو مسلح مما دفع بالسلطات الأمنية اللبنانية إلى إجراء مداهمات لأماكن مشتبهة لوجود عناصر هذا التنظيم، والذي ردّ بدوره ضد الجيش اللبناني باعتداءات وحشية أوقعت الكثير من الضحايا، مما أشعل المواجهة بعد قرابة مئة يوم من تفجيرات عين علق في محيط مخيم نهر البارد ابتداءً وداخله انتهاءً، وكانت معارك طاحنة خاضها الجيش مع منظمة لم يمض على إعلان تأسيسها وتشكيلها ستة أشهر بعد، أظهرت فيها بأساً شديداً وامتلاكاً لكميات هائلةٍ مخيفةٍ ومريعة من أسلحة وذخائر وصواريخ لم يُسمع عن مصدرها ولاطريق وصولها، مكّنتها بقيادة شاكر بني عبس من مواجهة جيش بحاله وإن كان ضعيفاً قرابة مئة يوم أو يزيد، قاتلوا فيها بشراسة، وسجلوا خلالها صموداً مشهوداً ومقاومة عنيدة وضعوا فيها لبنان على صفيح ساخن، وشغلوا قلوب أحبائه في وقتٍ أثلجوا فيه قلوب قوم آخرين ممن رسموا وخططوا وموّلوا وموّنوا وهدّدوا وسلّحوا وعلّقوا عليهم آمالاً في تخريب وتدمير لبنان على أهله وناسه، وأوصلوا أنفسهم عالمَ الأموات بعد أقل من مئة وثمانين يوماً على تاريخ التأسيس، وبعد أقل من عامين على إخراج المحارب العبْسي من سجنه السوري.
صحيح أن إقامة جماعة الفتح وناسها الفاتحين في المخيم المنكوب كانت فتحاً لأبواب القتل بالمئات من الضحايا، والدمار لآلاف البيوت والعمارات، ومثلهم تشريداً لعشرات الآلاف من سكان المخيم، ولكنها فيما انتهت إليه بما هو معروف للناس من هزيمة للفاتحين وفرح لعموم اللبنانين أو هكذا خيّل إلينا، فطويت صفحتها، وانطلقت أعراس وأفراح جوّالة ابتهاجاً بانتصار الدولة على مستضعِفيها، وانتصار الجيش على الخارجين عن نفوذه وسلطانه.
ولكن هل احتفل اللبنانييون بنهاية معركة لم تنته حقيقة، واحتفوا مبكراً بنصرٍ لن يتركهم الآخرون يهنون فيه، وهم وراهم وراهم ولو طال عليهم الزمان..!!؟
من الممكن القول أن اللبنانيين استطاعوا بانتهاء معارك نهر البارد مع شاكر بني عبس وجماعته إطفاء نيرانٍ كثيرة أوقدها الآخرون على أرضهم إلا أن هنالك نيراناً أشد وفتناً مظلمة أكثر تنتظرهم جاهزة وحاضرة من دون انتهاء عند من يعملون لإيقادها من الذين أكدوا مراراً وتكراراً أن المساس بهم يعني الدمار والفوضى وشيوع الإرهاب والأرض المحروقة، وإشعال المنطقة من بحر قزوين حتى المتوسط. ومن ثم لئن استطاعت الدولة اللبنانية في معركتها مع جماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد طي تلك الصفحة، فإن هناك من المتربصين من أعدّ وحضّر لفتح صفحات تاليات إحداها الفيلم الجديد الذي عرضه التلفزيون السوري منذ أيام عن عودة المارد المختفي وإظهاره وجماعته من جديد إيذاناً ببدء الجزء التالي من مسلسلٍ رديء اسمه جماعة فتح الإسلام في ضيافة حكام الشام
احتفل اللبنانييون بنهاية معارك نهر البارد مع جماعة فتح الإسلام في أيلول/ سبتمبر 2007 اعتقاداً منهم أنها مسألة انتهت وصفحة طويت، ولكن أنّى لهم وهناك من يتربص بهم لفتح صفحات جديدة تمنع عنهم الراحة وتأخذ من عيونهم النوم. عودة المارد المختفي الذي عجل السوريون فرجه وظهوره مع بعض عناصره على ذمة التلفزيون السوري تعني بدء الجزء الثاني من مسلسلٍ رديء يراد منه مايراد، ونحن إذ نتكلم إنما نتكلم عن الظواهر والله أعلم بالسرائر.
أعاد الفيلم الذي عرضته السلطات السورية على التلفزيون للناس ذكريات فتح الإسلام وحربهم الضروس على ضفاف نهر البارد. ولعل أهم مايفهم من الفيلم المعروض صورةً وتصريحاً وكلاماً، بأن المارد العبسي ظهر في الشام مجدداً بعد قرابة عام من الغياب والاختفاء، أي أنه وباختصار منها جاء إلى لبنان وإليها رجع، وهو يعمل على إعادة صلته بالقاعدة مع سعيه لتكون سورية هدفاً لجماعته تخريباً وزعزعة وإرهاباً، وتركيزهم للقيام بعملية تكون بمثابة ضربة تربك النظام وتظهر قوة التنظيم عبر استهداف المراكز الأمنية والدبلوماسيين الأجانب، وأن عناصر سعودية من ضمن الجماعة نفسها وتيار المستقبل والتيار السلفي في طرابلس يدعمون التنظيم مالياً. أما الأهم فيما يلفت النظر في دراما الفيلم حقيقةً فهي الإشارة إلى الانتقال السلس والمريح للسلطة من القائد المختفي إلى السيد أبو محمد عوض الملتحي.
قال المشككون في الفيلم فبركةً ودبلجةً وقصاً ولزقاً وكذباً وبهتاناً وافتراءً أن غاية الفيلم إظهار وتسويق أن سورية مستهدفة بإرهاب جماعة فتح الإسلام كما لبنان لأنه يحاربها قتلاً واعتقالاً وشهوده حاضرون وهم من ظهر في الفيلم، وكلامهم عن تخطيط يظهر قوتهم بعملية ثأرية تكون بمثابة ضربة للنظام السوري تربكه وهو الذي انتهى بالسيارة المتفجرة في منطقة القزاز. ومن ثم لايعقل أن يكون للنظام السوري علاقة بهكذا ناس وعالم ممن يتعاطون الإرهاب أولاً وأخيراً لأنه يسئ لسمعته وصورته.
وأضاف المشككون من الخصوم والأعداء تأكيداً على الفبركة في التسجيل التلفزيوني إلى أن أقوال ممثلي الفيلم أكدت على استهداف المراكز الأمنية والدبلوماسيين تحديداً وضرب أهداف اقتصادية لتأمين التمويل، ولكن ماكان في الرواية الرسمية يوم الانفجار أن المجرمين استهدفوا المدنيين والأبرياء من الناس، فمن نصدّق أقوال الناس الذين ظهروا على الشاشة أم التصريحات الرسمية.
كما أضاف المشككون والمرتابون بأن اعترافات المجرمين أشارت إلى ثلاثة عقدٍ من مالٍ ومتفجرات وسيارة ينبغي حلها لتمام عملية التفجير، فالمال قالوا كيف دبروه، والسيارة عرفنا كيف سرقوها، والمتفجرات أشاروا صراحة إلى تدبير ثلاثة عينات كان مجموعها 261 كغ. فإذا علمنا أنهم استخدموا 200 كغ منها في تفجير السيارة العراقية المسروقة حسب كلام السلطة عن السيارة المتفجرة فالمتبقي يكون 61 كغ، ومن ثم فمن أين لهم كل هذه الكميات الهائلة التي ظهرت في الفيلم وكأنها خرجت للتو من مخازنها والتي تكاد تشكل مع غيرها مما عرض من الأسلحة والعتاد والقنابل والمتفجرات حمولة سيارة إضافة إلى صور لأعداد كبيرة جداً من جوازات وبطاقات هوية ومستندات أخرى سعودية وغير سعودية إلا إذا كانت قد وضعت من قبل المخرج لتمام الديكور والمواءمة بين الصوت والصورة مع الحديث عن الإرهاب.
بالطبع فإن الأجهزة الأمنية والإعلامية الرسمية فيما عملت وأخرجت وعرضت كان هدفها أن تقنع المشاهدين أن ماقدمته هو الصدق، ولاصدق غيره رضي من رضي وغضب من غضب، لأن الكذب عاقبته وخيمة، والصدق يهدي إلى الجنة، وليخسأ المشككون والمكذبون، ولينطحوا راسهم في الحيط، وليذهبوا إلى الجحيم.
ولكن في معمعمة حديث أصحاب الفيلم عن فيلمهم ويقظتهم وتشكيك المرتابين وتكذيبهم كان مالم يكن في الحسبان، إذ نقلت رويترز مع بعض الصحف بياناً وصلها بالفاكس من جماعة فتح الإسـلام بتاريخ الاثنين 10 تشرين الثاني/أكتوبر تنفي فيه جملة وتفصيلاً علاقتها بالانفجار الذي كان أو بالأشخاص الذين ظهرت صورتهم على شاشات التلفاز السوري أو بالشهادات التي أدلوا بها، أو بالدول والجهات التي ذكروها مشددةً على أن كل ذلك شائعات يراد منها ذر الرماد في العيون وتشويه صورة مجاهدي الحركة الذين رفعوا راية الاسلام. مضيفةً: “لقد دأب النظام النصيري في الآونة الاخيرة على تحميل فتح الاسلام المسؤولية عن كل ما يتعرض له من ضربات وهجمات وتفجيرات هزت كيانه وزعزعت قواعده المهترئة. كما اتهم بيانهم المخابرات السورية بمحاولة تحويلهم إلى رأس حربة لإغلاق حسابات النظام مع بعض الجهات والدول عن طريق اتهام حركتنا زورا وبهتانا بالعلاقة معه. وهو كلام لو صح يعيدنا إلى المربع الأول ليؤكد ماقاله المرتابون والمكذبون بأن كل ماظهر فبركة، ومافيلم أبوعدس عنّا ببعيد، ولنسأل: لماذا كل هذه الأفلمة والفبركة..!!؟
إجابة الخصوم المتهمين ترتكز أن النظام يريد الظهور أمام الخارج بمظهر المستهدف بالإرهاب وضحية له، وليس صانعاً أو ممرّراً له كما يزعم المبطلون والمعارضون، ويريد أن يقول لهم على رؤوس الأشهاد: إني أرى مالا ترون، إني بريء من جماعة فتح الإسلام صناعةً ودعماً وتخطيطاً وتحريكاً، والأهم أني قادر ومقتدر على ملاحقة الإرهاب والإرهابيين وأنا الوحيد الذي يمكنه ملاحقة الإرهابيين واعتقالهم في وقت قياسي. أما إلى الداخل السوري فإن هدفه إفهام عموم الجماهير من الشبيحة والنهابين والفقراء المعترين والمشحرين أن سورية بدونه تعني الفوضى والإرهاب والقتل والتفجير والرعب ولسوف يزدادون فقراً وتعتيراً وشحّاراً ولاسيما المسيحين منهم فيما ورد من إشارات استهدافهم في فيلم الاعترافات.
بعض المراقبين والمحللين يروّجون إلى أنه كلما اقترب موعد المحكمة الدولية ورغم اعتقاد السوريين أنهم غير معنيين بها فإنهم يتأزّمون وتتراكض ثعالبهم. ويستشهدون على ذلك بحشود الوحدات العسكرية السورية عدداً وعتاداً على الحدود اللبنانية بشكل غير مسبوق، وعرض فيلم الاعترافات المتلفزة مع مارافقه من تحليلات وتنظيرات يراد لها إقناع الناس وإفهاهم أن خطر الإرهاب على سورية قادم من لبنان ومن الشمال تحديداً. ومن ثمّ فهم يؤكدون أن الأمور مرشحة للزيادة تعقيداً وتأزماً في المنطقة رغم كل مايقال عن تعاون وتصالح وغيره، كما يرون من قبيل الإغلاق على الشر المستطير وصك الأبواب التي تأتي منها رياح الفتنة أن يطلب إلى لجنة التحقيق الدولية تسلّم ملف الاعترافات المذاعة والمتلفزة كما هي مع ناسها سيما أنها مرتبطة حسبما أعلن عنها بتنظيم متهم بالتورط في اغتيال شخصيات سياسية لبنانية بارزة وجرائم أخرى مما يرتبط بشكل أو بآخر بمهمة اللجنة الدولية لمعرفة الحقيقة وكشف المجرمين والمتورطين. ولكن اعتراض من يقول بأن الأجهزة الرسمية السورية بطبيعتها وتركيبتها ورغم أن جريمة التفجير فيما أذاعت كانت تستهدف مدنيين أبرياء فإنها لم تسمح للصحافة ولا الإعلام بالاقتراب والتغطية رغم المصلحة المتحققة، فكيف بتسليم الملف إلى لجنة تحقيق دولية يشكّون فيها ويمكن لها أن تكشف المستور، لذا فإن اقتراح بعض القادة اللبنانيين بالطلب إلى الجامعة العربية تشكيل لجنة تحقيق في الفيلم وماكان فيه للفصل في الاتهامات الأمنية السورية لبعض القوى اللبنانية عن جماعة فتح الإسلام والجرائم التي كانت يبدو معقولاً ومنطقياً لقطع الطريق على المغرضين.
النظام السوري في فيلمه يتهم فتح الإسلام التي نفت كلامه جملة وتفصيلاً، ويتهم فريقاً من اللبنانيين الذين ردوا على الفيلم بأنه مجرد تلفيقات اعتادوا عليها تحتقر فهم الآخر وذكاءه. فهل تتدخل الجامعة العربية ليظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وتظفئ ناراً للفتنة يسعّر لها من يسعّر أم يترك الأمر إلى لجنة التحقيق الدولية، وخسر هنالك المبطلون.
خاص – صفحات سورية –