صفحات ثقافية

ديوانها «قريباً من لا مكان» … الشاعرة الأسكتلندية جين هادفيلد تفوز بجائزة ت. أس. إليوت

null
لندن – عدنان حسين أحمد
خلافاً لتوقعات المراقبين للشأن الأدبي فازت الشاعرة جين هادفيلد بجائزة ت. أس. إليوت للشعر لعام 2008 عن مجموعتها الشعرية «قريباً من لا مكان». وقد وصفها رئيس لجنة التحكيم، وشاعر البلاط الملكي البريطاني أندرو موشن بأنها «شاعرة أصيلة ولافتة» لما تتمتع به من قدرات إبداعية فذة في كتابة نص شعري مغاير للسائد والمألوف. وقد مُنحت جائزة نقدية أيضاً قيمتها  15,000 جنيه إسترليني تسلمتها الشاعرة في حفلة خاصة أقيمت في صالة «ذي إسكنرز» في لندن. ونوّه القائمون على الجائزة بالموت المفجع للشاعر ميك إملاه وهو في الثانية والخمسين والذي كان مرشحاً لنيل هذه الجائزة. وقال موشن إن هادفيلد التي تعيش في شتلاند «كانت على مقربة مما يمكن تسميته بوضوح من السيرة المميزة». وقالت صحيفة الاندبندنت «إن مختاراتها الشعرية بما فيها من معرفة بسيطة بلهجة شتلاند تنطوي على قدرة واضحة في نفض الغبار عن الشعر البريطاني».
جائزة ت. أس. إليوت تنظمها «جمعية كتاب الشعر» التي أسسها إليوت عام 1953. وقد أُسندت  للمرة الأولى الى الشاعر كيّاران كيرسن عام 1993 لمناسبة احتفاء «جمعية كتاب الشعر» بالذكرى الأربعين لوفاة الشاعر إليوت. أما القيمة المادية للجائزة فتقدمها السيدة فاليري إليوت لأفضل مجموعة شعرية جديدة تطبع في بريطانيا وأيرلندا قبل سنة من ترشيحها لنيل هذه الجائزة. وقد وصفت جين بأنها شاعرة مبدعة وخلاقة قادرة عى استيلاد صور شعرية جديدة ومبتكرة. ولا غرابة أن تنال هذه الجائزة الاعتبارية التي سبق أن فاز بها كل من شيموس هيني، تيد هيوز، كارول آن دفي، دون باترسون، أليس أوزوالد، هوغو وليامز وعدد آخر من الشعراء المتميزين. ومن الشعراء الذين وصلوا الى المرحلة النهائية في هذه المسابقة مونيزا ألفي دلويج، ماورا دوللي، مارك دوتي، روبيرت كروفورد، ستيفن رومر وبيتر بينيت. وضمَّت لجنة التحكيم، إضافة الى رئيسها أندرو موشن، لافينيا غرين لو وتوبياس هيل. تعد جائزة ت. أس. إليوت أهم جائزة في الشعر الانكليزي». وأنها تحظى بحملة اعلامية، ومبيعات عالية، وهي تَمنح أكبر مبلغ مادي كجائزة شعرية في بريطانيا. وقد يكون أحد أسباب نجاحها حتى من الناحية التجارية هو بساطتها، فهي جائزة واحدة تمنح لمجموعة شعرية واحدة، لكنها تستطيع أن تلفت المعنيين بالشأن الشعري تحديداً.
ولدت جين هادفيلد في جيشر عام 1978، وتقيم وتعمل في شتلاند. تمتهن كتابة الشعر، وتزاول مهنة تدريس الكتابة الابداعية، وهي فنانة تشكيلية أيضاً، وتعمل أحياناً مساعدة مبيعات في أحد المتاجر. أصدرت مجموعتها الشعرية «تقاويم» عن الدار المعروفة « Bloodaxe Books» عام 2005 وفازت بجائزة أريك غريغوري التي تمنحها «جمعية الكُتاب» والتي مكّنتها بالنتيجة من كتابة مجموعتها الجديدة «قريباً من لا مكان» في كندا. وفازت بجائزة ديوَر عن معرضها الشخصي في شتلاند.
تستغرق الشاعرة هادفيلد منذ ديوانها الأول «تقاويم» في حُب الطبيعة والتعلق بها، وربما تكون من الشاعرات النادرات اللواتي تعاملن مع الطبيعة برهافة شديدة، لكنها لم تفرّط باللمسات الفلسفية المبثوثة في صميم تجربتها الشعرية التي تتمحور على الرحيل وما ينطوي عليه من اكتشاف لمشاهد كثيرة ومختلفة من الطبيعة التي تقع عليها عينا الشاعرة في أثناء رحلاتها المتكررة بين سكتلندا وكندا تحديداً. حتى حينما تنأى بنفسها الى أمكنة بعيدة فإنها لا تتخلىّ عن اللهجة العامية، ولا تبتعد عن الموسيقى الشعبية، ولا تغض الطرف عن الأساطير الحديثة التي تحب أن يتشرّبها النص الذي تكتبه. إنها باختصار شاعرة مرهفة ومتأثرة بالمحيط الخارجي الذي يحتويها ويمكن استشعار عناصر البهجة والرضا في قصيدتها من خلال التناغم العجيب بين تجربتها الحياتية الخاصة واللغة المتفجرة التي تكتب بها بانسياب قلّ نظيره. والشاعرة هادفيلد هي مؤدية بارعة لقصائدها، تقرأها بطريقة مسرحية معبرة، ويجد النقاد صعوبة في تصنيفها ضمن خارطة الشعر البريطاني المعاصر. تُقارن هادفيلد روحياً بشاعر الأمة الأسكتلندية الكبير إدوِن مورغان. وهي لا تُعد شاعرة واعدة فحسب، إنما هي تساهم في ترسيخ اتجاه جديد في الشعر مع أقرانها من الشعراء الشباب الذين يقتفون أثرها في كتابة النص الشعري شكلاً ومضموناً. وتحمل هادفيلد الجنسيتين البريطانية والكندية. وهي خريجة جامعة أدنبره، وحاصلة على درجة الماجستير بامتياز في الكتابة الابداعية من جامعتي غلاسكو وستراثكلايد حيث أشرف على رسالتها الشاعر الأسكتلندي المعروف توم ليونارد.
الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى