صفحات سورية

فضيحة أوباما

ساطع نور الدين
القصة مثيرة جداً، وقابلة للتصديق إلى حد بعيد. ليس فقط لأنها من نوع القصص الجاسوسية الجذابة التي تخلط بين الواقع والخيال وتنتج شخصيات سرعان ما تتحول إلى أساطير، ولكن لأنها تستند إلى حقائق لا يمكن دحضها ولا نكرانها، وهي تدور حول نجم تألق بسرعة في سماء واشنطن وكاد اسمه يتقدم على اسم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الذي عينه الأسبوع الماضي كبير موظفي البيت الأبيض.
من هو راحم عمانوئيل الذي أصبح كاتم أسرار أوباما، وبات الأقرب الى أذنه؟ السؤال شغل حيزاً مهماً من الاهتمام الأميركي والعالمي، منذ ان تبين ان ذلك النائب عن ولاية الينوي هو واحد من اقرب أصدقاء الرئيس الاميركي المنتخب، برغم انه لم يذكره يوماً ولم يقدمه الى الجمهور ولم يرد اسمه في كتابين أصدرهما أوباما عن ماضيه وحياته العائلية وتجربته الاجتماعية والسياسية.
فجأة ومن دون سابق إنذار تقدم عمانوئيل من الظل الى الصف الأمامي في فريق اوباما وكاد يقف أمام نائب الرئيس جو بايدن في المؤتمر الصحافي الاول الذي عقده الرئيس المنتخب الأسبوع الماضي. وجرى تداول سيرته الذاتية منذ ان كان مستشاراً للرئيس الأسبق بيل كلينتون الى ان استقال، حسبما قيل، نظراً لفظاظته وقوة شخصيته. وكان اختياره لمنصبه الجديد والحساس في البيت الأبيض مصدراً لاستياء الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء.
باختصار هو رجل غير محبب وغير ودود. يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية، تطوع في الجيش الإسرائيلي عام ١٩٩١ للخدمة قبالة الحدود اللبنانية الجنوبية، وما زال يحفظ تاريخ والده الذي كان من أفراد عصابة الأرغون الإرهابية التي روعت فلسطين في أربعينيات القرن الماضي. ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان اوباما اختاره لهذا السبب صديقاً ثم مسؤولاً في البيت الأبيض!
القصة تقول إن عمانوئيل كان يخضع لمراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يشك في أنه عميل لجهاز الموساد الإسرائيلي، كان له دور في فضيحة (اليهودية) مونيكا لوينسكي التي كادت تطيح بالرئيس كلينتون. وحسب اكثر من رواية متداولة حاليا في واشنطن، فإن عمانوئيل هو الذي دس لوينسكي في البيت الأبيض للإيقاع بكلينتون الذي قدم مشروعاً رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو لتسوية القضية الفلسطينية. وتؤكد إحدى الروايات أن عمانوئيل لم يسـتقل من فريق كلينتون يومها بل إن هذا الأخير طرده بعد انكشاف الفضيحة. كما تثبت شهادات لوينسكي أمام لجنة التحقيق أن الرئيس الأسبق أبلغها يوماً أنه يشتبه بأن إحدى السفارات في واشنطن تتنصت على مكالماتهما الهاتفية.
معظم هذه الوقائع صحيح، وهو يسلط ضوءاً جديداً على رئاسة اوباما التي فقدت بعضاً من بريقها الداخلي والخارجي جراء تعيين عمانوئيل، كما يوحي بأنه يمكن أن يلقى الرئيس المنتخب مصيراً أسوأ من كلينتون، وقد تكون فضيحته أكبر من ممارسة جنس محرم في غرفة جانبية من البيت الأبيض، إذا ما غامر بالخروج عن طاعة المؤسسة، التي لن يكون من السهل عليها أصلاً أن تدين بالولاء لرئيس اسود عديم الخبرة والكفاءة.

السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى