كيف يكون الطريق إليك
محمد زكريا السقال
خيّل لي أنني عاشق فاشل
عاشق من العصور الوسطى أو القديمة
الفروق واهنة جداً طالما دروبك أفق
وفرسان يقرضون الشعر وهم يتنكّبون السلاح
ويدخلون المبارزة لمجرد أن يقدموا الورود على سيوفهم
وكم فرحت بهذه المبارزات
وقدمت رأسي للمدينة عاشقاً يليق بها
وكم كانت المدن بارعة في امتحاننا
ودفعنا في متاهاتها وزاواريبها الضيقة
لتنظيفها وغسل حواريها بالهواء والورود
ومن يأتي متأخراً
أو يصادفه الليل ظلاماً
يعلق رأسه على أحد الأبواب السبعة
قنديل فرح
وكنا نحن نؤبّن فرسان الصبح
كعادتنا
ونقول الصبح قريب
هذا قمرٌ
يليق بلون الفجر
يغمز أن نجوماً تزهر في الشارع
وتشع كخبز طازج
نقتسم اللقمة بالزعتر
ونشدّ الخيل لرهان أخر
أي المدن هذي
تقتلنا بالحب وتشد على أيدينا القيد
وتساومنا
وتطاردنا كالصوص منبوذين
ونحن نحبها ونختلق لها الأعذار
خيلّ لي أنني عاشق فاشل
مازال يحلم برهان دمشق
تلك المرهونة جدائل عشقٍ
جدائل شنقٍ
فرق يا ولدي بين العشق
وبين الشنق
وأنا مشنوق يا ولدي
مصلوب منذو عقود
على أبواب دمشق
برلين / 19 / 3 / 2009
خاص – صفحات سورية –