بدرالدين حسن قربيصفحات الناس

هلوسـات نرفعها إلى مقام من يهمه الأمر

null
بدرالدين حسن قربي
سألني: هل تعلم لماذا طُلب الزعيم الرئيس الفلاني إلى المحكمة الجنائية الدولية، فقلت: لاأعلم نصف العلم.  ونحن في زمنٍ من لايعلم فيه خير من الذي يعلم.  ولكني سمعتهم يسوقون كلاماً إن صدقاً وإن كذباً عن جرائم قتل وإبادة.
فقال: هو ده كلامهم الهايف وحججهم الفارغة، وإنما الصحيح هو حرصه على سيادة الوطن وكرامته، ونفطه وثرواته وأمنه وأمانه ورفاه شعبه ووحدة أراضيه ومواطنيه. قلت: ولكنهم طلبوه هو ولم يطلبوا الوطن.
قال: هي دي اللعبة دائماً.  لضرب الوطن وتقسيمه وسرقته ونهبه يطلبون الرئيس، فهم يعلمون أن زعيمنا دائماً هو الوطن، والوطن هو، وهو كرامة الوطن وسيادة الوطن، والكادحون وقود هالوطن…!!
فقلت له: يعني من يحرص على سيادة الوطن وكرامته (يطلبوه ويجرجروه) …!!؟
قال: نعم..!! (ويمرمطوه ويبهدلوه ويلعنوا الذين خلفوه).
قلت: العمى بقلبهم، وخشبة بعينهم إن شاء الله.  هم كلهم كم مُخلِص عندنا وكم حريص، مات واحد منهم، فما دبرنا مخلِصاً ومخلّصاً غيره إلا بالحيلة، استكثروهم علينا، وحسدونا عليهم.  ألا تباً لهم…!
قال: ألست معي أن أقل حريصينا حرصاً وأقل مخلصينا إخلاصاً من فضل الله لايرضى المساس بسيادة الوطن وكرامة المواطن حتى ولو ذهب الوطن ومواطنوه عن بكرة أبيهم، ولاسيما إذا كان هذا المسّاس (بتشديد السين) أمريكياً أو صهيونياً…!!؟ قلت: ولكن كرامة المواطن في الأرض، وعلى طول ممرمط ومبهدل ومهان، يركض وراء لقمته، ويشهق ولايلحق، فلماذا هم راضون…؟
قال: هذه دقة، وتلك دقة، وكل دقة تختلف عن غيرها في العيار والوزن.  مشكلتنا مع الكرامة والسيادة عندما يكون مسّاسنا أمريكياً متآمراً أوصهيونياً حاقداً، وعندها يامحلى النصر بعون الله وطاب الموت ياعرب.  أما إذا كان المسّاس بلدياً ووطنياً وزاد أنه ممانع ومقاوم فلا تتحدثن عن سيادة ولا كرامة للمواطن، لأنك في زمن فخامة الرئيس الفلاني والعلاني.
قلت: بين طلب الرئيس الفلاني وزمن أخيه العلاني، يبقى الحال على ماهو عليه، ديكتاتوريات ظالمة باطشة تشيع في أرضنا الفساد وتنهب مقدرات البلد وثروات العباد، وأمور موكولة إلى اللصوص والسفهاء ولكل ماخلق ربي من عاهات في البلاد.  ثمّ إييييه..؟ ثم نرمي بمصائبنا على الأعداء والمتآمرين والحاقدين في الشرق والغرب.  ولكن مارأيك لو فشّلنا خطة الغرب الخبيثة ومؤامراته الدنيئة بتسليم هاالوطن الفرد، ليسلم الوطن بإنسانه وأطفاله وكرامته وأرضه وثروته.  فإن قضى فهو شهيد ويكون برداً وسلاماً للوطن.  وإن كان غير ذلك فهو خير وفدوى أيضاً للوطن.  والرئيس من أصله هذا مايريده للوطن، وكل رئيس يحب الوطن يفعل مافيه خير هالوطن.  المرحوم الرئيس شكري القوتلي تنازل طوعاً ومحبة وسيادة وكرامة عن منصبه كرئيس للجمهورية إلى الرئيس جمال عبدالناصر في وقتها ليكون رئيساً للجمهورية العربية المتحدة عندما وجدها مصلحة عليا لبلده ومواطنيه.  ومنا إلى كل من يهمه الأمر.
قال: هي أفكار أشبه بهلوســات.  قلت:  في الكشف والشفافية عند البعض هلوسة، وعند البعض كسر لخط أحمر، وعند العارفين حقيقة.
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى