سوريا تسجن معارضا “أضعف الشعور القومي”
رويترز
دمشق: قال احد النشطاء المدافعين عن حقوق الانسان إن محكمة سورية اصدرت حكما على معارض يبلغ من العمر 64 عاما بالسجن ثلاث سنوات يوم الاحد “لاضعافه الشعور القومي” بعد نشره مقالات تنتقد النظام السياسي بالبلاد. وأضاف ان الحكم على حبيب صالح الذي امضى بالفعل خمسة اعوام كسجين سياسي على فترتين بين عامي 2001 و2007 يعبر عن منهج متشدد للسلطات لسحق المعارضة في الوقت الذي تشهد فيه سوريا تقاربا مع الغرب.
وقال احد النشطاء الذي شهد محاكمة صالح في قصر العدل ان “صالح كتب مقالات فقط ومع ذلك صدر الحكم بسجنه ثلاث سنوات. وهو لم يكن نشطا في اي تنظيم.” وقال مهند الحسني محامي صالح ان القانون المستخدم ضد موكله لا ينبغي ان يطبق الا اذا كانت سوريا في حالة حرب من الناحية الرسمية.
وقال الحسني لرويترز ان “السياسة القضائية تزيد تشددا.. لقد حاولت أن أقنع المحكمة بأن المادة التي تتعلق بوهن نفسية الامة تطبق بشكل لا مبرر له.” “لقد طالبنا بكسر العزلة الدولية عن سوريا.. وقضايا حقوق الانسان بحاجة ماسة للرأفة ولكن الامور تسير بعكس ذلك.”
وترفع دول غربية من مستوى الاتصالات مع سوريا وقام اثنان من كبار المسؤولين الامريكيين بزيارة دمشق في الشهر الحالي للمرة الاولى منذ اربعة اعوام. وكانت الحكومة السورية تعاني من قبل من العزلة بسبب دورها في لبنان ومساندتها للجماعات الفلسطينية النشطة.
وبدأ التقارب كبيرا بعد ان شرعت سوريا في محادثات غير مباشرة مع اسرائيل في العام الماضي ولم تعارض تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان.
وقال دبلوماسيون غربيون في العاصمة السورية ان سجل سوريا في حقوق الانسان نزل الى درجة اقل في جدول اعمال المسؤولين الغربيين الذين يزورون دمشق. وقال احد الدبلوماسيين “انه عصر السياسة العملية.”
والقي القبض على صالح في شهر مايو ايار من العام الماضي. وحدد في احد مقالاته الحريات التي يضمنها الدستور السوري وما وصفه بالتضارب على الارض على شكل الرقابة وحجب مواقع على الانترنت والعقوبات غير القانونية.
وانتقد صالح القومي العلماني ما رأى انه تحالف بين الحكام العرب المستبدين وبين الاسلاميين مما قضى على اي محاولة للاصلاح العلماني والتقدم الاجتماعي. ونشر صالح مقالاته على موقع (ايلاف) العربي الذي تحجبه سوريا ودعا ايضا الى الحرية من اجل 12 من شخصيات المعارضة الذين صدر ضدهم الحكم بالسجن عامين ونصف لكل منهم في العام الماضي.
وكان الاثنا عشر معارضا قد حضروا اجتماعا لاحياء “ربيع دمشق” وهو حركة من اجل الاصلاح الديمقراطي تم القضاء عليها في عام 2001 بعد عام من تولى بشار الاسد الحكم بعد رحيل والده حافظ الاسد. والمعارضة محظورة في سوريا منذ تولى حزب البعث السلطة في انقلاب وقع عام 1963 وفرضه قانون الطواريء المطبق حتى اليوم.
الكاتب والمعارض السوري المعروف حبيب نديم صالح مرة ثالثة يحكم بثلاث سنوات منذ عام 2000
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا
بيان
تلقت لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية,ببالغ القلق والاستنكار الشديدين,نبا إصدار الحكم الجائر بحق الناشط السياسي المعروف الكاتب المعارض حبيب نديم صالح ,في يوم الأحد تاريخ 15\3\2009 ،حيث أصدر القاضي قرارا وجاهيا قابلا للطعن بطريقة النقض صودر وافهم علنا,والحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وحجره وتجريده مدنيا ، وذلك بموجب المادتين (285-286) من قانون العقوبات السوري. وذلك أثناء انعقاد الجلسة العلنية لمحاكمته في محكمة الجنايات الأولى بدمشق والتي كانت مخصصة للنطق بالحكم ,وبحضور أهالي وأصدقاء المعتقل ونشطاء سياسيين وحقوقيين ومحامين وصحافيين، وممثلين عن السفارات الأوربية والغربية بدمشق,وممثلين للمنظمات الحقوقية .
وتنص المادتان اللتان حكم بموجبهما حبيب صالح على :
• المادة 285 : من قام في سورية في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعاوى ترمي إلى إضعاف الشعور القومي وإيقاظ النعرات العنصرية والمذهبية عوقب بالاعتقال المؤقت ، وحكمها ثلاث سنوات
• المادة 286 : يستحق العقوبة نفسها من نقل في الأحوال عينها أنباء يعرف إنها كاذبة أو مبالغ فيها من شانها أن توهن نفسية الأمة.
وتم دغم العقوبتين والحكم عليه من حيث النتيجة بالسجن لمدة ثلاث سنوات وحجره وتجريده مدنيا.
وقد برأت المحكمة الأستاذ حبيب نديم صالح من تهمتي الذم والإساءة لرئيس الجمهورية وفق المادتين / 374 -377/ وتهمة إثارة الحرب الأهلية أو الاقتتال الطائفي بتسليح السوريين أو بحملهم على التسلح ….. وفق المادة 298 من قانون العقوبات السوري .
وجدير بالعلم كانت السلطات الأمنية السورية في محافظة طرطوس على الساحل السوري ,قد قامت باعتقال الأستاذ حبيب نديم صالح أثناء تجواله في أسواق المدينة بتاريخ 7 / 5 / 2008 وهو الاعتقال السادس له، حيث سبق له وأن اعتقل في عام 1982 لمدة تقارب السنة و نصف عرفياً.وفي عام 1986 لمدة سـتة أشهر عرفياً.وفي عام 1994 لمدة سنة ونصف عرفياً,وفي عام 2001 لمدة ثلاث سنوات ,وفي عام 2005 لمدة ثلاث سنوات بقرار من محكمة الجنايات العسكرية بحمص.وأفرج عنه في 12 / 9 / 2007 .
يذكر أن الأستاذ حبيب نديم صالح وهو من مواليد حرف الاسود-القطيلبية- اللاذقية في 8/8/1947 متزوج و أب لثلاثة فتيات وشابين ,حصل على شهادة الدراسة الثانوية عام 1965,ثم حصل على الإجازة الجامعية بقسم اللغة الانكليزية عام 1971,ثم حصل على دبلوم ترجمة من الجامعة العربية في بيروت عام 1973.سافر للخليج ثم عاد و افتتح وكالة بحرية عام 1978 .كتب العديد من المقالات للدوريات العربية و الأجنبية و باللغتين العربية و الانكليزية ,وهو مؤسس منتدى طرطوس الوطني الديمقراطي عام 2001 ,ناشط ســياسي و كاتب صحفي و مهتم بالشأن العام المحلي و الإقليمي و الدولي.
إن لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا، تدين وتستنكر وبشدة الحكم الجائر الذي صدر اليوم بحق الكاتب والصحفي الأستاذ حبيب نديم صالح، وترى فيه حكما سياسيا و تصعيدا خطيرا ومتزايدا في انتهاك الحكومة السورية للحريات الأساسية ولاستقلال القضاء التي يضمنهما الدستور السوري والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي صادقت عليه سورية ، مما يشيع مناخا من الإحباط واليأس على المستوى الشعبي، ويوهن نفسية المواطن وتفقد كثير من الوعود الإصلاحية مصداقيتها ، في ظل ظروف استثنائية تمر بها سورية أحوج ما تكون فيها لجميع مواطنيها. وتمثل هذه الأحكام خرقا فاضحا لاستقلال القضاء التي يضمنهما الدستور السوري ، وإن هذه الإجراءات تخل بالتزاماتها الدولية وتحديدا بموجب تصديقها على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي صادقت عليه سورية بتاريخ 21\4\1969 ودخل حيز النفاذ بتاريخ 23\3\1976 وبشكل أخص المادة 4 والمادة14 والمادة19 من هذا العهد
إننا في ( ل د ح ) نطالب الحكومة السورية بالإفراج الفوري ودون قيد أو شرط عن معتقل الرأي الأستاذ حبيب نديم صالح وإسقاط التهم التي وجهت له.
ونطالب بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وإيقاف كافة إجراءات التصعيد المستمرة والمتزايدة تجاه الناشطين المدنيين والسياسيين السلميين في سورية ,ونذكرها بضرورة الالتزام بكافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي وقعت و صادقت عليها وبتوصيات اللجنة المعنية بحقوق الإنسان بدورتها الرابعة والثمانين ، تموز 2005.
دمشق 15\3\2009
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا