غاندي سورية وأم السوريين!!!
هند قبوات
عواطف تتماوج في رأسي بين الحزن و الفرح، تنتابني كموج البحر معانقة صخرة سوريا أُستاذي في كلية الإقتصاد الدكتور عارف دليلة … لطالما كان تلك الصخرة التي نتكأ عليها…..
حزني كان يهز مشاعري و دموعي لرؤيته في حالة المرض و صحته المتدهورة التي بانت وظهرت على وجهه الهزيل
أما الفرح الذي أبى إلا أن يطغى علي هو فرحي بالحرية والهواء الطلق الذي بدأ باستنشاقه بعد سنوات قضاها في السجن الانفرادي في بلده دمشق بعيدا عن عائلته وعائلته الثانية …طلابه وناسه….
جلسنا نتصفح أحوالنا خلال احتسائنا لفنجان القهوة وكان أُستاذي و كأنه يعيش وعاش كل لحظة معنا فتناول الازمة الإقتصادية العالمية التي طغت على لعالم وتأثير ذلك على بلدنا سوريا حاضراً ومستقبلاً….
كان يسرد كلامه وانا أستمع إليه راجية ان تُبطئ عقارب الساعة،وأعود بذاكرتي لحرارة أيام الدراسة والشباب ، لتلك الطالبة التي كانت تنظر الى استاذها كقدوة…..
تذكرت كل شيء …تذكرت كل الأحبة …جوليت سعادة أم الشعب السوري كما وصفتها سابقا الرفيقة خالدة سعيد ،كيف قضت أجمل سنوات عمرها الطويل في سجن انفرادي في دمشق ….منفردة بقلبها و جسدها عن بناتها اليتامى وعائلتها لتخرج…وكيف؟؟؟وهي تعاني من مرض وعلل….
تذكرت كم تعذبت عائلة الزعيم أنطوان سعادة وتحملت كل أنواع الظلم والعذاب…كل ذلك كان فداءِ لأمنية ألا وهي حب الوطن والأمة وظلت تعيش هذا الحب حتى آخر يوم من حياتها…..
لم أكن استطيع منع دموعي من الهطول على وجهي رغم صلابتي،وكانت زوجة الدكتور عارف تلاطفني بالمناديل لتهون علي.
كل سنوات السجن لم تغير أي شيء ولا حتى حب الوطن
مازال الدكتور عارف يتكلم بنفس اللكنة واللهجة وحماس حب الوطن ….الوطن الذي في رأسه …بلا عنف…بلا ظلم…وطن ملؤه الخير وطن لكل السوريين
لذلك عصف في نفسي سؤال؟كنت أود ان أرى هل تغير فيه هذا الحب؟؟فسألت أستاذي بكل بساطة
دكتور: برأيك هل مازلت بفكرة ان الوطن بيستاهل كل هذا العذاب؟؟؟
الجواب كان كالعادة …كيف لكن؟؟!!!! هو يالي بيستاهل!!!!!!
حان وقت الذهاب وانتهى اللقاء فحضنته مودعة متمنية أن أراه مرة مرة ثانية تساءلت بين نفسي هل سأراه ؟؟….؟؟؟
غاندي سوريا .. ابقى لا تدع المرض يأخذك منا…..
أتكأت على كتف صديقي نبيل المالح حيث كانت قدمي مكسورة في مساء دمشقي قارص البرودة غير انه في برودته كان يحمل في طياته رائحة الياسمين الدمشقي رائحة ربيع دمشق التي تظل عالقة بك اينما ذهبت
وكان صوت آتٍ من ماضٍ عظيم يعرف كل سوريا…. كان صوت الماضي يكرر جملة لا ولن ننساها نحن كسوريين
“اننا نحيا من أجل بلادنا و ستحيا”
جملة يتردد صداها في كل حارات الأمة دائما