جبهة الخلاص الوطني السورية: النظام السوري أوقع الإخوان في الفخ
حول انسحاب الإخوان المسلمين من جبهة الخلاص الوطني!.
لقد وقفت الأمانة العامة لجبهة الخلاص الوطني في سورية عند بياني الإخوان المسلمين في سورية ,الأول بتاريخ / 7,كانون الثاني , 2009/ المتضمن تعليق معارضتهم للنظام الديكتاتوري في سورية بظروف العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة , ودعم النظام السوري المتاجر بدماء وأشلاء الشعب الفلسطيني! والبيان الثاني, بتاريخ / 4.. نيسان 2009/ المتضمن قراراهم بالإنسحاب من جبهة الخلاص الوطني , ولم تتخذ الجبهة أي إجراء في حينها ,وأعطي الإخوان الوقت الكافي لإعادة التفكير في موقفهم الفردي المتسرع والمرتبك,فختموه بالإنسحاب من الجبهة ,وحرصاً من الجبهة على الصراحة والصدق والشفافية وإطلاع الرأي العام على الحقيقة, تود الأمانة العامة أن توضح الآتي:
أولا – إن جبهة الخلاص الوطني تتألف من طيف كبير من القوى والفصائل والشخصيات الوطنية من كافة شرائح المجتمع السوري ومن مختلف الإتجاهات الفكرية والسياسية العربية والكردية وكل مكونات الشعب السوري.
ثانياً – إن تأسيس الجبهة تم بناءً على حوارات بين القوى الوطنية وبضمنهم الإخوان المسلمين ,وأجمعت كافة الأطراف المؤسسة للجبهة على هدف وطني واحد وموقف سياسي مشترك يمثله التغيير الوطني الديمقراطي السلمي لذلك النظام غير القابل للإصلاح أو الفلاح ,والذي أصبح سرطاناً خطيراً على حاضر سورية ومستقبلها.
ثالثاً – إن مواثيق الجبهة ولوائحها التنظيمية تنص على أن إتخاذ أي موقف سياسي على المستوى الداخلي السوري والعربي والدولي من قبل أحد أطراف الجبهة , يجب أن يتم بالتنسيق مع الأطراف الأخرى وموافقة الأمانة العامة , وأن أي تصرف فردي بدون الرجوع إلى الأمانة العامة هو خرقاً فاضحاً لميثاقها , يتم معالجته بشكل مؤسسي وفق اللائحة التنظيمية للجبهة.
رابعاً – إن الإخوان المسلمين في سورية أعلنوا بيان تعليق معارضتهم للنظام بدون علم الأمانة العامة , وهو تصرف فردي لاينسجم مع مواثيق الجبهة وأسس العمل الوطني الديمقراطي التي بنيت عليه الجبهة.
خامساً – إن تعليق المعارضة ضد النظام ليس له صلة بالقضية الفلسطينية !ومن منع أو أعاق حشد طاقاتهم سابقاً وهم في إطار الجبهة والمعارضة ؟!,وهل لا يمكن لهم أن يحشدوها وهم في المعارضة الوطنية؟!.وهل الآن فقط توضحت الحاجة إلى حشد الطاقات مع النظام لدعم الشعب الفلسطيني رغم عمر الصراع الطويل ؟!أم أن النظام السوري حرر الجولان وجحافله قاب قوس من تحرير فلسطين !.
سادساً – إن موقف الإخوان المسلمين بتوقيته وعدم وجود مبررات موضوعية هو موقف لايخدم هدف المعارضة في عملية التغيير ,وهو يعكس رغبة مبطنة ” للمصالحة” مع النظام وغير موفقة منهم بإعلانه بظروف العدوان الكارثية على قطاع غزة ” ومعروف دور النظام السوري فيها ” وهو في حقيقة الأمر يعكس نتائج اتصالاتهم مع لجنة أمنية للنظام وطلباتها و وساطات أخرى معها , أرادوا تمريرها وتغطيتها بالعدوان على غزة وضجيج الممانعة الصوتية .
سابعاً – إن تعليق معارضتهم للنظام والخروج من إطار المعارضة السورية , هو قرارهم , وهم سيتحملون نتائجه أمام التيار الإسلامي والشعب السوري والمعارضة الوطنية والتاريخ , وهو في كل الحسابات يمثل خدمة مجانية للنظام من جهة , وفخ أوقعهم فيه النظام وسماسرته من جهة أخرى , ويتعارض كلياً مع تطلعات الشعب السوري وفي المقدمة منه قواعد تنظيم الإخوان المسلمين .
ثامناً – إن التيار الإسلامي في سورية لايمثله الإخوان المسلمين وحدهم , وهو تيار أساسي يشترك مع الجبهة في الموقف من النظام والتغيير الوطني في سورية.
تاسعاً – إن جبهة الخلاص الوطني مشروع وطني قامت به مجموعة من القوى والشخصيات الوطنية بهدف تحقيق التغيير وبناء دولة ديمقراطية وهي تعبر عن إرادة الشعب المقموع بالاستبداد وهي ترتكز على قاعدة شعبية واسعة وعلى دعم السوريين الذين يعانون القمع والقهر والفقر ولم تأسس على أكتاف هذا الفريق أو ذاك وهي مستمرة بتحمل مسؤولياتها و يخطئ المكتب السياسي للإخوان المسلمين إذا توهم أن خروجه يؤدي إلى انحلال الجبهة .
عاشراً – إن جبهة الخلاص الوطني التي تخوض الصراع مع النظام المستبد والفاسد لن تجر إلى معركة هامشية مع أي فريق من أطراف المعارضة والهدف من هذا البيان وضع السوريين أمام الحقائق وليس الانصراف عن مهامها الأساسية .
حادي عشر – أخطأ المكتب السياسي لجماعة الأخوان المسلمين في توهمه أنه يمثل التيار الإسلامي وأنه سيقود سوريا بعد تغيير النظام وتحقيق الديمقراطية وشكل هذا الخطأ سبباً رئيسياً في الخروج من المعارضة السورية .
إن الشعب السوري بكافة شرائحه هو مصدر قوة المناضلين من أجل التغيير وليس من أجل الخروج من ساحة النضال ضد النظام
ثاني عشر – إن قرار المكتب السياسي لجماعة الأخوان المسلمين يبقى قرارهم ويتحملون مسؤوليته أمام الشعب السوري وأمام التاريخ .