صفحات سورية

سبل القضاء على الغلاء التي نسيها الشيخ

null


محمد زهير الخطيب

في الموقع السوري كلنا شركاء في الوطن وفي عدد 13 /4/2008 وتحت عنوان سبل القضاء على الغلاء، نقل الموقع عن الشيخ الدكتور محمود عكام ما ملخصه أن سبل القضاء على الغلاء ستة هي:

1. نتمنى على الحكومة، على المسؤولين، أن يتابعوا هذه المشكلة وأن يعتبروها المشكلة الأهم

2. أتوجه إلى كل أفراد بلدنا، مسؤولين وشعباً، أناديهم وأناشدهم في أن يكون كسبهم حلالاً: فالكسب الحلال يرفع الغلاء

3. عدم الاحتكار: (المحتكر خاطئ) هكذا قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمحتكر ملعون

4. إياكم والإسراف: أتريدون أن يُرفع الغلاء ؟ اقتصدوا في عيشكم في إنفاقكم، إياكم والإسراف، الإسراف طريق الغلاء

5. نقضي على الغلاء بالإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم

6. الصبر: أنت أيها الفقير أناشدك الله أن تكون صابراً، إياك وعدم الصبر، إياك وكثرة الشكوى، ربي قال لك: ?واستعينوا بالصبر والصلاة

ولا شك أن السبل التي ذكرها فضيلة الشيخ ممتازة ولكن أرجو أن يسمح لنا فضيلته أن نلفت الانتباه لبعض السبل التي فاته ذكرها أو لا يستطيع ذكرها وهو في سورية، وهي بالصدفة أيضا ستة سبل:

1. إلغاء حالة الطوارئ والمحاكم الاستثنائية التي يتمترس خلفها الفساد والاستبداد لاكثر من أربعين سنة كي تعود أجواء الحرية والقانون المدني العادل الذي يحاسب المتسببين بالغلاء.

2. تطبيق الديمقراطية الحقيقية ليصل إلى مجلس الشعب ممثلو الامة الحقيقيون ليحققوا مصالح الناس ويحاسبوا الذين يسرقون قوت الشعب ويتسببون في الغلاء. وإلغاء المواد المعيقة للديمقراطية في الدستور كالمادة الثامنة التي تجعل من حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع ظلما وتعسفاً.

3. إصلاح القضاء وتحقيق استقلاله ليتجرأ الناس على المطالبة بحقوقهم وليرسلوا إلى القضاء العادل أصحاب الكسب غير المشروع والمعتدين على المال العام والمحتكرين الذين يتسببون في الغلاء

4. إحياء مؤسسات المجتمع المدني من أحزاب وجمعيات ونقابات وإطلاق حرياتها وتوفير استقلالها لتنهض بالمجتمع وتطلق طاقاته وتلجم زعرانه ومافياته الذين يتسببون في الغلاء.

5. إطلاق السلطة الرابعة –الاعلام- من قمقمها لتنتشر ثقافة الحرية والمحاسبة والنقد البناء الذي يعري الفاسدين ويأخذ على يد المستبدين الذين يتسببون في الغلاء.

6. إطلاق جميع المعتقلين السياسيين وفتح أبواب البلد لجميع المهاجرين والمهجرين والمستثمرين ليدخلوا بسلام من غير البوابة الامنية هم وأولادهم وأحفادهم وأموالهم واستثماراتهم ليساهموا بالقضاء على الغلاء.

ولعل معالجة الشيخ لمشكلة الغلاء تشبه معالجة مشكلة السير التالية: في تقاطع مهم للطرق غير معبد وليس فيه إشارات مرور ومليء بالحفر وليس فيه إضاءة ليلية كانت تقع كثير من الحوادث، فوقف خطيبهم يقول عليكم أن تكثروا من الدعاء أولا، وأن تسيروا ببطء عند هذا التقاطع وأن تكون نفوسكم كريمة فتمنحوا الطريق دوما لغيركم، وأن تتجنبوا السير فيه ليلا لانه ليس فيه أنوار فضلا عن أن النوم مبكرا أفضل للعباد وأوفر للكهرباء، وكلما وقع شخص في حفرة فليحدث عنها أصدقاءه ناصحا لهم ليتجنبوها، فان الدين النصيحة، بينما قال آخر: إن الحل هو في أن تنصب إشارات مرور عند هذا التقاطع ويعبد شارعه وتنار جوانبه وتصلح حفره ويعاقب مخالفه …، وبعد هذا الاخذ بالاسباب نتبارك بوصايا الشيخ.

وفي كلية الهنسة ذكر لنا مرة أحد الدكاترة مثالا على الدراسة غير المجدية فقال أن بحثا فتح عن أسباب عدم وصول الماء إلى القرية فكان هناك عشرة أسباب مهمة، لكن السبب رقم عشرة فيها هو أنه ليس هناك ماء أصلا.

وهناك عشرة أسباب لانخفاض الناتج القومي في سورية وانتشار الفقر وتفشي الغلاء آخرها أن الخزينة السورية مثقوبة بالفساد فلا يجتمع فيها مال.

وفي حي يعج بالمتخلفين عقليا ظهرت حفرة كبيرة أزعجت الناس وعرقلت السير فانبرى أهل الحل والعقد لاقتراح الحلول، فمن قائل نحول السير لشارع آخر ومن قائل بل نحفر جميع الشارع على مستوى الحفرة ومن قائل بل نبني مستشفى قريباً من الحفرة، ونجح الاقتراح الاخير، وبعد أن بنوا المستشفى لاحظوا أن المسافة بعيدة بعض الشيء بين الحفرة والمستشفى، فاقترح فهلوي فيهم أن يردموا الحفرة وأن يحفروا بدلا منها حفرة بجانب المستشفى!!!

عندما يُستخدم الدين لتسويغ فساد الحكام وتوجيه الناس إلى الصبر والدعاء وترك الذنوب دون وضع اليد على المرض الحقيقي فهذا تغييب للعقل وإساءة إلى الدين وتسطيح للافكار، فلابد من الشجاعة في تحديد كنه المرض وحقيقة العلاج الشافي ولوكان مراً ومؤلما، فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بانفسهم، وعندما كانت السيدة مريم تعاني من آلام الولادة تحت النخلة، لم تسقط عليها الرطب دون جهد منها، بل هزت جذع النخلة الباسقة فساقطت عليها رطبا جنيا فاكلت وشربت وقرت عينا.

يا شعب سورية العظيم، لقد استيقظ العالم أجمع لسبب أو لآخر وبطل السحر في أعتى الدكتاتوريات، ووصلت الديمقراطية حتى لزيمبابوي وموزمبيق، وأنتم لستم إستثناءا، وقد آن الاوان لكي ترفضوا جميع أشكال الظلم والفساد والاستبداد، فطالبوا بحقوقكم فان الحقوق تؤخذ ولا تعطى.

أقول للنفسِ والاحبابِ في ثقة كما أراكم أرى فجرا يطل غداً

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى