الحوار الجاد لا يمكن أن نرفضه
فيصل الشيخ محمد
ليس حوار جماعة الإخوان المسلمين مع النظام في سورية أو مفاوضته تهمة أو سبّة، والحوار مع الخصم، أو العدو، سنّة كانت موجودة منذ الأزل، ولم تبتدعها جماعة الإخوان المسلمين أو تسنها، وإلا لكانت الحروب والمخاصمات لم تبق على كوكبنا إنسان.
وجماعة الإخوان المسلمين قدوتها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي فاوض يهود المدينة وعقد معهم المواثيق والتحالفات، وفاوض نصارى نجران وأبرم معهم العهود والمواثيق، وفاوض مشركي غطفان يوم تألبت قبائل العرب على دولته الفتية في المدينة يوم غزوة الخندق، وتفاوض مع أعدائه مشركي قريش، الذين طاردوه وأخرجوه من بين أهله وموطنه، يوم الحديبية، ورجع عن عزمه في أداء العمرة التزاماً بما تعهد به لمفاوضيه.
إذن ما بال البعض يعتقد أن تفاوض جماعة الإخوان المسلمين مع النظام في سورية تهمة تُُنقص من وزنها أو تَحط من مكانتها في عيون قواعدها أو أنصارها أو حلفائها؟!
لقد أثبتت جماعة الإخوان المسلمين على الدوام، وهي في أشد حالات التأزم أنها لا تدير ظهرها لأي مفاوضات مع النظام في سورية، إذا ما كانت هذه المفاوضات توصل إلى رصّ الصفوف والوحدة الوطنية والتلاحم في مواجهة المتربصين بالوطن الدوائر، وتخرج الوطن من أزماته الإنسانية والاجتماعية والحقوقية والاقتصادية.
ولعل العلاقة التي أقامتها الجماعة مع (نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام) وشكلت معه وبعض المعارضين (جبهة الخلاص الوطني).. لأنها غلّبت مصلحة الوطن على مصالحها الذاتية، بحسب اجتهادها. لتشعر الآخرين سواء كانوا في النظام أو خارجه أن يد الجماعة ممدودة للجميع دون تحفظ أو إقصاء، لاعتقادها أن الوطن يتسع للجميع دون تمييز أو إبعاد، وأكدت في ذلك أنه لابد من لقاء أصحاب الأطياف القومية والإسلامية والعلمانية والليبرالية والأقليات العرقية والدينية، طالما أن الجميع يريدون الإصلاح والتغيير السلمي، دون التماس ذلك بأعداء الوطن أو خصومه.
والجماعة اليوم تعلن وعلى لسان مراقبها العام الأستاذ علي صدر الدين البيانوني أن انسحاب الجماعة من جبهة الخلاص، لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بإجراء مفاوضات مع النظام في سورية، لأن التحالفات التي تقيمها الجماعة لا تتعارض مع أية مفاوضات، إن اعتقدت الجماعة أن إجراءها ضروري لمصلحة الوطن والشعب السوري، ولم تتعارض مع ثوابتها وقيمها وأخلاقياتها، لأن قرار الجماعة لم يكن يوماً مرتهناً لأي طرف أو حليف أو ظرف من الظروف.
وأكد المراقب العام للجماعة أنه لا مفاوضات حالية مع النظام في سورية.. وأن (الحوار الوطني الجاد بين النظام والقوى المعارضة مطلباً أساسياً لا يمكن أن نرفضه أو نتخلف عنه).
يد الجماعة ستبقى ممدودة للجميع دون إقصاء أو انتقاء، وشرطها الوحيد أن تكون تلك اليد مبرأة من لقائها مع أي عدو للوطن أو خصم له.
المركز الاعلامي لجماعة الأخوان لمسلمين في سورية
والتالي هي نسخة المقال الذي وصل صفحات سورية
لا مفاوضات ولكن اليد ممدودة
فيصل الشيخ محمد
ليس حوار جماعة الإخوان المسلمين مع النظام في سورية أو مفاوضته عار أو تهمة أو سبّة، والحوار مع الخصم، أو العدو، سنّة كانت موجودة منذ الأزل، ولم تبتدعها جماعة الإخوان المسلمين أو تسنها، وإلا لكانت الحروب والمخاصمات لم تبق على كوكبنا إنسان.
وجماعة الإخوان المسلمين قدوتها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي فاوض يهود المدينة وعقد معهم المواثيق والتحالفات، وفاوض نصارى نجران وأبرم معهم العهود والمواثيق، وفاوض مشركي غطفان يوم تألبت قبائل العرب على دولته الفتية في المدينة يوم غزوة الخندق، وتفاوض مع أعدائه مشركي قريش، الذين طاردوه وأخرجوه من بين أهله وموطنه، يوم الحديبية، ورجع عن عزمه في أداء العمرة التزاماً بما تعهد به لمفاوضيه.
إذن ما بال البعض يعتقد أن تفاوض جماعة الإخوان المسلمين مع النظام في سورية تهمة تُُنقص من وزنها أو تَحط من مكانتها في عيون قواعدها أو أنصارها أو حلفائها؟!
لقد أثبتت جماعة الإخوان المسلمين على الدوام، وهي في أشد حالات التأزم أنها لا تدير ظهرها لأي مفاوضات مع النظام في سورية، إذا ما كانت هذه المفاوضات توصل إلى رصّ الصفوف والوحدة الوطنية والتلاحم في مواجهة المتربصين بالوطن الدوائر، وتخرج الوطن من أزماته الإنسانية والاجتماعية والحقوقية والاقتصادية، ليتفرغ الجميع لمواجهة أعداء الوطن، وإفشال مخططاتهم، والحيلولة دون تحقيق أجندتهم.
ولعل العلاقة التي أقامتها الجماعة مع أهم رموز النظام في سورية (نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام) وشكلت معه وبعض المعارضين (جبهة الخلاص الوطني).. ولاقت الجماعة من بعض قواعدها وأنصارها وبعض حلفائها اللوم على عقدها مثل هذا التحالف، ومضت دون تراجع لأنها غلّبت مصلحة الوطن على مصالحها الذاتية، بحسب اجتهادها. لتشعر الآخرين سواء كانوا في النظام أو خارجه أن يد الجماعة ممدودة للجميع دون تحفظ أو إقصاء، لاعتقادها أن الوطن للجميع ويتسع للجميع دون تمييز أو إقصاء أو إبعاد، وأكدت في ذلك أنه لابد من لقاء أصحاب الأطياف القومية والإسلامية والعلمانية والليبرالية والأقليات العرقية والدينية، طالما أن الجميع يريدون الإصلاح والتغيير السلمي، دون التماس ذلك بأعداء الوطن أو خصومه.
واليوم وبعد أن اتخذت الجماعة قرارها بالانسحاب من جبهة الخلاص الوطني، بعد تشاور ومراجعة مستفيضة من مرجعياتها الشورية، تُتهم من البعض، أن انسحابها جاء على خلفية مفاوضات تجريها مع النظام في سورية، بعد المبادرة التي أطلقتها الجماعة بإعلان تعليق أنشطتها المعارضة، فهذا محض افتراء لا أساس له من الصحة.. لأن الجماعة عندما تقدم على مفاوضات، أو تحالفات، تجد فيها مصلحة لا تتعارض مع ثوابتها وأخلاقياتها وقيمها، فإنها تعلن عن ذلك العمل في وضح النهار، وهذا ما فعلته في كل المفاوضات السابقة التي أجرتها مع النظام في سورية في السنوات الماضية، وأعلنت بوضوح عن أسباب إخفاق هذه المفاوضات في حينها، ولم تستح أو تحجم عن تحالفها مع خصومها في (التحالف الوطني لتحرير سورية) أو في تشكيل (جبهة الخلاص الوطني) مع النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام الذي خاصمها لسنين طويلة.
والجماعة اليوم تعلن وعلى لسان مراقبها العام الأستاذ علي صدر الدين البيانوني أن انسحاب الجماعة من جبهة الخلاص، لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد، على أنه كان تمهيداً لإجراء مفاوضات مع النظام في سورية، لأن التحالفات التي تقيمها الجماعة لا تتعارض مع أية مفاوضات مع النظام في سورية، إن اعتقدت الجماعة أن إجراءها ضروري لمصلحة الوطن والشعب السوري، ولم تتعارض مع ثوابتها وقيمها وأخلاقياتها، لأن قرار الجماعة لم يكن يوماً مرتهناً لأي طرف أو حليف أو ظرف من الظروف.
وأكد المراقب العام للجماعة أنه لا مفاوضات حالية مع النظام في سورية.. وأن (الحوار الوطني الجاد بين النظام والقوى المعارضة مطلباً أساسياً لا يمكن أن نرفضه أو نتخلف عنه).
يد الجماعة ستبقى ممدودة للجميع دون إقصاء أو انتقاء، وشرطها الوحيد أن تكون تلك اليد مبرأة من لقائها مع أي عدو للوطن أو خصم له.
خاص – صفحات سورية