من ينقذ السوسن الدمشقي
قبل شهر تقريباً كنت أتفحص بريدي في موقع الصور
(Flickr)
، عندما لاحظت أن بريداً كان قد وصلني من شخص يعيش في إسبانية يحدثني فيه عن نبتة تدعى السوسن الدمشقي.
طبقاً للرسالة التي وصلتني، فإن السوسن الدمشقي هو نبات لا ينمو إلا على جبل قاسيون، ولا يوجد له مثيل في كل العالم. وحسب تقديره فإنه لا يوجد منه حالياً إلا العشرات.
صراحة، انصدمت: يعني نحن عادة نسمع عن الوردة الدمشقية والياسمين الدمشقي ونرى العديد من الحملات التي تدعو لنشرها في دمشق ونجدها في الكتب والأشعار. لكن السوسنة الدمشقية؟؟!! ولا تنمو إلا في قاسيون؟
صراحة، وللوهلة الأولى، ظننت أن الشخص يمزح أو يخترع قصة، أو أنه مقلب من أحد الأصدقاء. ولكي أتأكد من صحة الموضوع، اتصلت بأحد المعارف، وهي دكتورة مختصة بعلم النبات، وسألتها عن الموضوع: وبالفعل، السوسن الدمشقي هو نبات مهدد بالإنقراض، لا ينمو إلا على سطح جبل قاسيون، وقد تمت العديد من المحاولات من قبل بعض المهتمين في سورية بإعادة زراعتها أو الإكثار منها، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل. فهي لا تنمو إلا في البرية.
ومن أهم أسباب تعرضها لخطر الانقراض، هو تبديل نوع التربة على سطح الجبل بعد زراعته بالصنوبريات، والزحف العمراني على أسفل الجبل وانخفاض الهطولات..
ولكن، ولحسن الحظ، فهناك منطقة محمية في السفح الشمالي لجبل قاسيون، وهي منطقة توجد فيه الزهرة بشكل جيد ولكن هذا لا يمنع أن تكون هنالك وبنظري جهوداً جدية من الجمعيات الأهلية والجامعات ومديرية التنوع الحيوي في سورية اتجاه حماية هذا النوع النادر.
ماذا يمكن أن نفعل؟
هل يمكن أن نطلب من الناس ألا يقطفو الأزهار على الجبل؟
أو أن لا يلقوا القمامة والقوارير على المنحدرات؟
أو أن نجعل منطقة من سفح الجبل محمية خاصة لهذا النوع؟؟؟
صراحة، إن اقتراح الحلول سهل، ولكن تنفيذها هو ما يتطلب جهداً وتنسيقاً بين الجمعيات الأهلية والحكومة والجهات العلمية.
على الأقل، وبالنسبة لي، فقد فقد أصبح للمدينة معلم آخر وكنز ثمين جديد: السوسنة المدشقية أو
(Iris Damascena)
من مدونة نرى العالم من خلال كعب الكاظوظة