قراءة أولية في بيان التيار الإسلامي الديمقراطي في سورية
عبد الله الحلبي
كشف البيان الناري الصادر عن التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في سورية احد الأطراف الأساسية في تحالف إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي النقاب عن تسلط فئة قليلة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة على مقاليد الأمور في إعلان دمشق وعبثها بأنظمة وقرارات وتوجهات الإعلان في محاولة لصبغ الإعلان بسمة معينة وتسليم مقاليد أموره لأشخاص في الخارج ليس لهم وزن أو فاعلية في مؤسسات الإعلان الرسمية، واعتبر البيان أن ما تقوم به تلك الفئة القليلة هو بمثابة محاولة انقلاب فاشلة بل هو تقويض للإعلان من الداخل ويعتبر اهانة لكافة أعضاء المجلس الوطني وخروج عن إرادته ومصادرة لقراراته واختباء وراء ما أطلق عليه أمانة مؤقتة في الخارج، وأضاف البيان إن تشكيل هذه الأمانة هو تخبط وإفلاس في العمل الداخلي وعبث بنضال الشعب السوري وهو مرفوض شكلا ومضمونا وان الشعب السوري سيكشف عاجلا أم أجلا عن أسماء هؤلاء الأفراد العابثين الذين فشلوا في تحقيق أدنى مفاهيم الديمقراطية على أنفسهم فضلا عن شعبهم.
القراءة الأولية للبيان تكشف عن مدى عمق المعاناة التي كان يقاسيها المنتمون لإعلان دمشق داخل سوريا من ممارسات هذه الفئة المتسلطة وتجلى ذلك في اللغة النارية التي كتب بها البيان والتوصيفات المستعملة فيه، مما يشير إلى أن السيل قد بلغ الزبى ولم يعد هناك مجال للمجاملة أو السكوت على حساب معاناة وإلام الشعب السوري. كان البيان واضحا في تشخيص الداء، فئة قليلة تتسلط على الإعلان وتنتهك لوائحه التنظيمية وتحاول صبغه بصبغة معينة بالتأمر والتعاون مع أياد خارجية لا وزن لها أو فاعلية في مؤسسات الإعلان الرسمية لكن البيان تجنب تسمية هؤلاء الأفراد ومن يتآمر معهم من وراء الحدود تاركا ذلك للقراء والمحللين المطلعين على خبايا الشأن السوري.
ليس من الصعب على المتابع لأمور المعارضة السورية بعد الاعتقالات التي طالت اغلب قيادات إعلان دمشق وملاحقة معظم الباقين تحديد هوية الفئة القليلة المشار إليها بالبيان والتي لا تزال تسرح وتمرح تحت عين السلطة وبصرها محمية ببعدها العشائري وبصلة النسب التي تجمعها مع العميد محمد سلمان المستشار الأمني والعسكري ليشار الأسد والذي اغتيل في ظروف غامضة قبل حوالي التسعة أشهر. وفيما يتعلق بالمتآمرين مع هذه الفئة من الخارج فقد تم إيراد اسم كبيرهم السيد انس العبدة في بيان الإعلان عن تشكيل الأمانة المؤقتة للإعلان في الخارج، ولا شك أن لمساعد العبدة السيد أسامة المنجد دور رئيس أيضا في المؤامرة على الإعلان وكان مقال للسيد الحلفاوي المنشق عن العبدة والذي كان نائبا له في حركة العدالة والبناء قد أشار للعلاقة الخاصة التي تربط العبدة والمنجد مع ما اسماه الشلة الليبرالية المتسلطة على إعلان دمشق ومما ذكره أن العبدة يحصل على التمويل من جهات غربية وهو بصدد انشاء فضائية باسم إعلان دمشق كما انه يرسل الأموال للقائمين على الإعلان في الداخل والذين حسب قوله يسعون لجعل الإعلان حكرا على التوجه الليبرالي ويقومون وبمساعدة العبدة بنشر مقالات كفرية الحادية تتصادم مع عقيدة الشعب السوري وتسيء لإعلان دمشق.
مما لا شك فيه أن لهذا البيان الخطير والجريء ما بعده، وسيترك بلا شك أثارا كبيرة على الإعلان نأمل أن تكون ايجابية بإفشال المؤامرة وتصحيح المسيرة ولم شمل المعارضة الحقيقية الشريفة من جديد دون الدخول في دوامة الفتنة والصراع وأنا كمعارض لا يسعني إلا أن اشد على أيدي الكرام البررة في التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في سورية وأحييهم لجرأتهم وصراحتهم في كشف هذه المؤامرة الدنيئة على إعلان دمشق الذي كان وسيبقى بهمة المخلصين الأوفياء من أبناء الشعب السوري أملا للخلاص من النظام الدكتاتوري ولن يحصد المتآمرون وأسيادهم في الخارج إلا الخزي والعار واللعنة إلى يوم الدين.
خاص – صفحات سورية –